السودان.. اشتباكات مستمرة واتهامات متبادلة بخرق الهدنة
موقع أنصار الله – متابعات – 9 شوال 1444هـ
رغم توافق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من أيام على هدنة إنسانية، وتجديدها ليلة الخميس، فإن الاشتباكات بين الطرفين لا تزال مستمرة، صباح اليوم السبت، على وقع تبادل الاتهامات بين طرفي الصراع بخرق الهدنة الإنسانية والقيام بعمليات عسكرية في العاصمة الخرطوم.
اتهامات متبادلة
وقال الجيش في بيان “بالرغم من موافقة القوات المسلحة على تمديد الهدنة المقترحة من الجانبين الأمريكي والسعودي إلا أن المتمردين استمروا في خرقها، مما تطلب التعامل العسكري مع هذه الخروقات”. وأضاف “حيث استمر القصف العشوائي بالمدافع في بحري وأم درمان والخرطوم لإجبار السكان المدنيين على إخلاء هذه المناطق لاستخدامها كمرابض للمدافع، وللقناصة على أسطح البنايات العالية منها”.
وذكر الجيش أن “المتمردين سيطروا على مستشفى الخرطوم بعد طرد الكوادر الصحية وإدخال أسلحة وجنود للمستشفى”. وأشار إلى “استمرار القصف العشوائي بمحيط قيادة منطقة بحري العسكرية والقيادة العامة والهجوم على قيادة قوات الدفاع الجوي بالعمارات وموقع الدفاع الجوي بجبل أولياء جنوبي الخرطوم”.
من جانبها، أعلنت قوات “الدعم السريع” في بيان، سيطرتها “على 90 بالمئة من كامل ولاية الخرطوم، وأن جميع المنافذ المؤدية إلى داخل الولاية مؤمنة تماما بواسطة قواتها”. وأردفت “تصدت قواتنا إلى عدد من الهجمات من قوات الانقلابيين (الجيش) على مواقع تمركز القوات إلى جانب الهجمات المتواصلة بالطيران والمدافع في مخالفة وخرق بائن للهدنة الإنسانية حيث تعاملت قواتنا مع القوات المعتدية بحسم”.
وفي وقت سابق، استنكرت الدعم السريع “خرق” الجيش للهدنة التي بدأت منتصف ليل الخميس، متهمة القوات المسلحة بـ”خيانة الوعود”. وقال الناطق الرسمي باسم الدعم السريع “درجت القيادات الانقلابية بالقوات المسلحة المسنودة من فلول النظام البائد المتطرفين على نقض العهود والمواثيق وهو نهج عرفوا به طيلة تاريخهم الملئ بالمخازي والخيبات”.
شروط البرهان وحميدتي للتفاوض
هذا وتحدث كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن شروطهما للتفاوض وإنهاء الصراع في البلاد.
وقال البرهان، خلال مقابلة تلفزيونية أمس الجمعة، إنه لا يمكن الجلوس مع حميدتي لأنه يقود “تمردا ويجب إنهاؤه”. وتابع “لا مجال لهذه المليشيا إلا الزوال عبر التفاوض في كيفية استيعابها داخل القوات المسلحة أو قتالها من كافة الشعب السوداني”. وأضاف البرهان “المتمردون يتخذون المواطنين دروعا بشرية. لا توجد قوات للمتمردين خارج الأحياء السكنية إطلاقا”.
وذكر البرهان أن “الجيش يمكنه حسم المعركة في وقت قصير جدا، ولكنه يعمل للحفاظ على البنية التحتية وحماية المدنيين وهذا من باب المسؤولية الوطنية”. وأردف أن “الجيش يسيطر على كل السودان عدا بؤر قليلة في دارفور سيتم حسمها قريبا”. ولفت إلى أن “محاولات ربط الجيش وقيادته بالنظام السابق أضحت ممجوجة لا تفوت على فطنة الشعب”.
من جهته، صرح حميدتي بأنه يعتبر وقف العمليات القتالية شرطا للمفاوضات مع البرهان. وقال في حديث تلفزيوني “لا نريد تدمير السودان”، محملا الطرف الآخر مسؤولية العنف في البلاد.
وبشأن احتمال المفاوضات مع البرهان، قال دقلو “وقف القتال. ثم يمكن أن تكون لدينا مفاوضات”. وأشار إلى عدم وجود أي مشاكل شخصية مع البرهان، متهما اياه بجلب مسؤولين موالين للرئيس السابق عمر البشير إلى الحكومة. وأكد أنه يسعى لتشكيل حكومة مدنية في السودان بأسرع ما يمكن. وقال إن هدفه حماية البلاد من “بقايا الحكومة التي كانت خلال الـ 30 عاما الماضية”.
الأمم المتحدة “محبطة”
وتعليقاً على الاشتباكات المستمرة، قالت الأمم المتحدة إنه “محبط للغاية” أن نرى القتال مستمرا رغم اتفاق وقف إطلاق النار في السودان. وقال المتحدث الأممي ستيفان دوجاريك، إنه “أمر محبط للأمم المتحدة، إلا أنه أمر مدمر ومأساوي لشعب السودان، ولمن يحاولون الفرار من البلاد، أو الخروج لتلقي المساعدات الإنسانية أو تأمين الطعام”. وأضاف دوجاريك، في مؤتمر صحفي “من الضروري أن يقدم قادة السودان المتورطون في هذا العنف مصالح شعبهم على مصالحهم الشخصية”.
تواصل عمليات الاجلاء
وفي 22 نيسان/أبريل، بدأت عمليات إجلاء الرعايا الأجانب من السودان، وشرعت أكثر من 50 دولة بعمليات الإجلاء، إما برا لا سيما عبر مصر وإثيوبيا، أو بحرا عبر ميناء بورتسودان، أو جوا.
وفي السياق، أفاد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، بأنه تم إجلاء 65 مواطنا إيرانيا من الخرطوم إلى مدينة بورت سودان الساحلية، وتم نقلهم إلى ميناء جدة. وأوضح كنعاني في بيانه قائلا “منذ بداية الاضطرابات في السودان، وضعت وزارة الخارجية الإيرانية مسألة الإجلاء الطارئ لـ 65 إيرانيا يعيشون هناك على جدول أعمالها، وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة، تم نقل مواطنينا من الخرطوم بشكل آمن إلى مدينة بورت سودان ومن هناك تم نقلهم إلى ميناء جدة”. وأضاف، أنه تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل هذه المجموعة من المواطنين من السعودية إلى إيران.
بدورها، قررت السلطات الكورية الجنوبية حظر سفر الكوريين إلى جميع أنحاء السودان، بداية من اليوم السبت. وأكدت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أنها رفعت “مستوى التحذير من السفر إلى جميع أنحاء السودان إلى المستوى 4، وهو أعلى مستوى في نظام التحذير من السفر الحكومي ذي المستويات الأربعة، اعتبارا من الساعة 0:00 يوم 29 من نيسان/أبريل”.
وقال البيان “من الضروري منع الزيارات والإقامة في السودان نظرا لاستمرار اضطراب الوضع السياسي والأمني هناك، وسط تزايد عدد الضحايا واللاجئين بسبب الأعمال العنيفة بين الجيش السوداني والمجموعة شبه العسكرية المعارضة”.
ومنذ 15 نيسان/أبريل الجاري، تشهد عدد من ولايات السودان اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.