الرئيس القادم .. وجرائم أميركا التي لا تسقط بالتقادُم!
موقع أنصار الله ||مقالات || رفعت سيد أحمد
يزعم مؤيّدو بعض الثورات المُزيّفة في المنطقة، والتى أتت مع ما يُسمّى زوراً بالربيع العربى الذي أنتج داعش وأخواتها، أن أميركا وحلف الناتو يساندان الثورات العربية ، وبالتالى ينبغى أن نشكرها ونسي هؤلاء المُضلّلون أن جرائم أميركا ضدّ العرب والمسلمين يندى لها جبين الإنسانية وإليكم بعض الأمثلة: قُتل أكثر من مليون طفل عراقي بسبب قصف الطائرات الأمريكية للعراق، وحصارها الظالِم له خلال أكثر من عشر سنوات قبل الاحتلال 2003 وبعد الاحتلال وصل عددهم إلى 5 ملايين قتيل..
يُحدّثنا التاريخ أنه في الحرب العالمية الثانية دمّرت 334 طائرة أميركية ما مساحته 16 ميلاً مربعاً من طوكيو بإسقاط القنابل الحارقة، وقتلت مائة ألف شخص في يوم واحد، وشرّدت مليون نسمة، ولاحَظَ أحدُ كِبار الجنرالات بارتياح أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أُحرقوا وتم غليهم وخبزهم حتى الموت، وكانت الحرارة شديدة جداً، حتى إن الماء قد وصل في القنوات إلى درجة الغليان، وذابت الهياكل المعدنية وتفجّر الناس في ألسِنة من اللهب، وتعرّضت أثناء الحرب حوالى 64 مدينة يابانية للقنابل، واستعملوا ضدّهم الأسلحة النووية، ولذلك فإن اليابان لا تزال حتى اليوم تعاني من آثارها.
وألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي هيروشيما ونكازاكي، وقال بعدها الرئيس الأميركي هاري ترومان، وهو يكنّ في ضميره الثقافة الأميركية: “العالم الآن في مُتناول أيدينا”. وفى الخمسينات ذبحت الولايات المتحدة في تقدير مُعتدل زهاء عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامي وكمبودي، وتُشير إحدى الوثائق العالمية المُهمّة إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية، وكثير منهم قتلوا في الحرائق العاصفة في “بيونغ يانغ” ومدن رئيسة أخرى.
* في الستينات تسبّبت حرب فيتنام التي شنّتها أمريكا في مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، ونُزعت أحشاء ثلاثة آلاف شخص وهم أحياء، وأحرق أربعة آلاف حتى الموت، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامّة.
* أدّى القصف الأميركي “لهانوي” في فترة أعياد الميلاد إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصَمَم الدائم. وقتل الجيش الأمريكي المُدرّب في “غواتيمالا” أكثر من 150 ألف فلاّح.
* وقديماً – نسبياً – قاموا بإبادة ملايين الهنود الحمر، يصل عددهم في بعض الإحصائيات إلى أكثر من مائة مليون، وأصدرت بعد ذلك قانوناً بإزاحة الهنود من أماكنهم إلى غربي الولايات المتحدة؛ وذلك لإعطاء أراضيهم للمُهاجرين وكان ذلك منذ قرابة ال 190عاماً ، وهُجّر إلى المناطق الجديدة أكثر من 70.000 هندي، فمات كثير منهم في الطريق الشاق الطويل، وعُرِفت هذه الرحلة تاريخياً بـ”رحلة الدموع”.
وفي عام 1763م أمر قائد أميركي برمي بطانيّات كانت تُستخدَم في مصّحات علاج الجدري إلى الهنود الحمر؛ بهدف نشر المرض بينهم، ما أدّى إلى انتشار الوباء الذي نتج منه موت الملايين، ونتج من ذلك شبه فناء للسكّان الأصليين في القارّة الأمريكية. إنها حرب جرثومية بكل ما في الكلمة من معنى، فكانت هذه الحادثة هي أول وأكبر استخدام لأسلحة الدمار الشامل ضدّ ” بشر ” هم هنا الهنود الحمر.
وفي إحدى المعارك الأميركية ضدّ العالم قتل الجيش الأميركى خلال ثلاثة أيام فقط 45.000 من الأفارقة السود، ما بين قتيل وجريح ومفقود وأسير. وأميركا أكثر مَن استخدم أسلحة الدمار الشامل، فقد استخدمت الأسلحة الكيماوية في الحرب الفيتنامية، وقُتِل مئات الآلاف من الفيتناميين. وأميركا أول من استخدم الأسلحة النووية في تاريخ البشرية.
يزعم مؤيّدو بعض الثورات المُزيّفة في المنطقة، والتى أتت مع ما يُسمّى زوراً بالربيع العربى الذي أنتج داعش وأخواتها، أن أميركا وحلف الناتو يساندان الثورات العربية ، وبالتالى ينبغى أن نشكرها ونسي هؤلاء المُضلّلون أن جرائم أميركا ضدّ العرب والمسلمين يندى لها جبين الإنسانية وإليكم بعض الأمثلة: قُتل أكثر من مليون طفل عراقي بسبب قصف الطائرات الأميركية للعراق، وحصارها الظالِم له خلال أكثر من عشر سنوات قبل الاحتلال 2003 وبعد الاحتلال وصل عددهم إلى 5 ملايين قتيل، وأصيب الآلاف من الأطفال الرُضّع في العراق بالعمى لقلّة الأنسولين، وهبط متوسّط عمر العراقيين 20 سنة للرجال و11 سنة للنساء، بسبب الحصار والقصف الأميركي والقتل البطيء بسببه، وأكثر من نصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي.
وقد رفع أحد المحامين الأميركيين دعوى على الرئيس الأميركي جورج بوش ـ الأب ـ يطالب فيها بمحاكمته على أنه مُجرم حرب، بسبب ما أحدثه في العراق من قتل وتدمير، وارتكب الأميركان المجازر البشعة في حرب الخليج الثانية ضدّ العراق، فقد استخدمت أميركا مُتفجّرات الضغط الحراري، وهو سلاح زنته 1500 رطل. وكان مقدار ما ألقي على العراق من اليورانيوم المُنضّب أربعين طناً، وألقي من القنابل الحارقة ما بين 60 إلى 80 ألف قنبلة، قُتِل بسببها 28 ألف عراقي. وقُتِل الآلاف من الشيوخ والنساء والأطفال الفلسطينيين بالسلاح الأميركي. وقُتِل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين في المجازر التي قامت بها إسرائيل بحماية ومُباركة أميركية.
وفي الحرب على الصومال قتل الجيش الأميركي الآلاف من الصوماليين أثناء غزوهم للصومال. وفي التسعينات شنّت أميركا هجوماً عنيفاً بصواريخ كروز على السودان وأفغانستان، وقصفوا خلاله (معمل الشفاء) للدواء في السودان، وقتلوا أكثر من مائتين، ودعمت حركات التمرّد والانفصال وموّلت الحروب في السودان لعقود عدّة والتي ذهب ضحية لها مئات الآلاف من السودانيين.
أما قصّة تأييدها الأعمى لإسرائيل ومجازرها في لبنان وفلسطين فهي قصّة طويلة ومُخزية، ووثائقها لدى الطرف العربي الشعبي و”الرسمي” والملفّات جاهزة، ومن الواجب الآن تحريكها أمام المحاكم الدولية خاصة مع قدوم إدارة أمريكية جديدة تحاكم العالم كله باسم قانون جاستا ولا تريد أن يحاكمهم أحد بنفس القانون!!.
* وبعودة إلى جرائمها ضدّ المسلمين، فتُحدّثنا الوثائق أن الجيش الأميركى قتل في أفغانستان خلال ثلاثة أشهر فقط عام 2001 نتيجة القصف الأميركي ما لا يقل عن 50.000 أفغاني، كلهم من المدنيين. وتسبّب حصارهم لأفغانستان في قتل أكثر من 15.000 طفل أفغاني.
وحصارها لليبيا قبل العدوان الأطلسي الأخير وقبل جريمة قتلهم للقذافي، أدى إلى كوارث كبرى، إذ بعد خمسة أشهر فقط من بداية الحظر الجوي والحصار، بلغت خسائر ليبيا ما يزيد على 2 مليار دولار ، أما العدوان والمؤامرة الأخيرة التي بدأت في فبراير 2011 فقُتِل قرابة الـ 10 آلاف مدني في طرابلس، يشاركهم في هذا ثوار الـ C.I.A من حاملى الجنسية الليبية والذين أطلق عليهم زيفاً إسم (ثوار ليبيا) !! .
وقتل عسكريو أندونيسيا أكثر من مليون شخص بدعم أميركي ، وأما معاملتهم للأسرى فأسوأ معاملة، ونموذج معتقل غوانتانامو وسجن أبو غريب خير شاهد على ذلك .
لقد حرص الأميركيون على إظهار التشفّي من هؤلاء الأسرى في “غوانتناموا” في كل مناسبة، حتى بلغ بهم الحال أن يتركوا هؤلاء الأسرى في مقاعدهم، لأكثر من يوم ونصف اليوم بلا أي حِراك، ومن دون تمكينهم من استخدام دورات المياه.
وجرائم أميركا سواء بشكل مباشر أو عبر إسرائيل تجاه لبنان وسوريا قبل وبعد المؤامرة الدولية الأخيرة الممتدة من 2011 وحتى اليوم (2016)، واضحة لكل مَن يمتلك ضميراً أو عقلاً نزيهاً وحيّاً.
* إذن..
هى جرائم ضدّ الإنسانية وهذا النوع من الجرائم كما يؤكّد فُقهاء القانون الدولي، لا يسقط بالتقادُم، والمواثيق والاتفاقات الدولية منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية – على الأقل – تثبت ذلك، وتؤكّده، بل إن أمريكا والغرب، بل وحتى الكيان الصهيونى (صاحب أشهر ابتزاز عالمي وتاريخي ضدّ ألمانيا بإسم الهولوكست) تؤكّد ممارستهم وجرأة قوانينهم (وأحدثها قانون جاستا) على تلك حقيقة، وهي أن مثل هذه الجرائم التي ارتكبتها واشنطن لا تسقط بالتقادُم .. فإذا كان الأمر كذلك وأمامنا إدارة أميركية جديدة جاءت بعد الانتخابات الأخيرة..
فلماذا لا نعاملها بالمثل؟ ومَن لديه في عالمنا العربي والإسلامي القدرة والجُرأة على ذلك؟ سؤال للمُستقبل؟. سؤال أوجّهه بشكل رئيسي إلى اتحاد المحامين العرب وإلى الإدارات القانونية (الشعبية) في الفاعليات القومية والإسلامية المُنتشرة في ربوع وطننا العربي، والتي لا تتوقّف مؤتمراتها وأنشطتها الداعمة (بالكلام) لفلسطين وقضايا الأمّة .. الآن جاء وقت الفعل وهذه فرصة جديدة للعمل .. فمتى يتحرّكون ؟
الميادين نت