الوحدة اليمنية مصير شعب وخيار أبدي… ولن تنجح مشاريع أعداء اليمن
موقع أنصار الله ||مقالات ||عبدالله عبدالكريم الحوثي
نحتفل اليوم بالعيد الـ 33 للوحدة اليمنية، التي سعى لها ابناء الشعب اليمني في الجنوب والشمال منذ طرد المستعمر البريطاني ورحيل المستعمر التركي، وتحققت في الـ 22 من مايو 1990 بعد مشوار كبير من التفاهمات والتأييد الشعبي لتوحيد شطري اليمن الذي مزقه المستعمرون القدامى.
إن الحديث عن الوحدة هو حديث عن شعب يمني امتد تاريخه منذ القدم وقامت على أرضه دول وممالك كانت مثالاً لنموذج الدولة المؤسسية التي يتناغم فيها الحاكم والشعب، وصدر ثقافته لأرجاء الدنيا، ليؤكد بوحدته السياسية أن الشعب واحد ولا مجال للتفرقة بين ابنائه ويجب ان تكون السلطة واحدة كما هو الشعب.
ولأن الشعب هو من يحدد مصيره فقد رأى في وحدة سلطته قوة له وتوجه حقيقي لبناء دولة مؤسسات متكاملة تعمل على خدمة الشعب وتوفير الاحتياجات الاساسية والارتقاء بأبنائه وهذا ما سعت له القيادات في الجنوب والشمال، حتى تحقق هذا المصير ليؤكد الشعب انه خياره الأبدي.
مرت الوحدة بسنين عجاف بسبب النزعة العنصرية للنظام السابق وخيانته لخيار الشعب وأماله وطموحاته بتحقيق الخير والعيش الكريم للشعب، وسيطر على قرار الحكم عملاء كان همهم الأول والوحيد هو الحصول على الأموال والتسلط على هذا الشعب، محاولين تحقيق أهداف أعداء الوطن في بث التفرقة بين ابنائه وزرع الحقد بينهم، بل وقاموا بالتآمر على الرموز الوطنية وخيارات الشعب وهو ما حصل في حرب صيف 94 حين قام نظام 7/7 باستباحة المناطق الجنوبية، ليحدثوا بذلك جرح لدى كثير من أبناء الوطن.
ولأن هؤلاء العملاء لم يكن يهمهم الوطن، فقد مارسوا سياسية الاقصاء والتهميش ضد ابناء الجنوب، وقاموا بنهب الممتلكات، وكان هناك الكثير من ابناء الشعب في الشمال من يرفض هذه الاعمال بل وكانوا ضحية لقمع النظام والتنكيل بهم، ليتأكد الجميع ان سلطة العمالة والخيانة لا تمثل منطقة معينة وإنما تمثل نفسها.
لقد مارست سلطة العمالة بقيادة علي عفاش وعلي محسن الأحمر مختلف انواع التنكيل والاجرام ليس بحق ابناء الجنوب فقط بل وبحق ابناء الشمال وقامت بتصفية الشرفاء وتهميشهم، لتتمادى بالتنكيل على الاحرار في مناطق واسعة من صعدة وعمران والجوف وحجة، وغيرها، ليتأكد جميع انباء الشعب بأن هذه السلطة تمادت ويجب اسقاطها وهو ما حصل في ثورة 11 فبراير 2011م ليستمر الوهج الثوري بالقضاء على سلطة الخيانة والعمالة بنجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م.
لقد حملت ثورتي فبراير و21سبتمبر ثقافة العدالة والإخاء وضرورة إعادة الحقوق لأهلها وانصاف المظلومين من عبث وجرائم النظام العميل، وحملت روح الوحدة لدى ابناء الشعب، لتستعيد جوهر المحبة والإخاء الذي غرسه اعداء اليمن عبر عملائهم، وهذا مالم يروق للأعداء فشنوا عدوانهم على هذا الشعب بهدف تمزيقه والقضاء على ثورته ونهب ثرواته.
ورغم العدوان وكل مشاريع التقسيم وزرع الفتنة والحقد بين أبناء الشعب اليمني، واستخدام العدوان السعودي الامريكي الاماراتي البريطاني لعملائهم من أجل تفتيت هذا الوطن، إلا اننا نرى أن السواد الأعظم من الشعب اليمني في الجنوب والشمال متمسك بوحدته كمصير أبدي وخيار لا بديل عنه، وما نشاهده من قبائل المهرة وحضرموت وأبين ولحج وشبوة وغيرها من التمسك بالوحدة واليمن الواحد خير دليل على ذلك.
وهذا التمسك من قبائل المناطق الجنوبية كما هي من ابناء قبائل المناطق الشمالية يبعث برسالة قوية لأعداء اليمن والدويلات العميلة للأمريكيين والصهاينة، ان الشعب هو الوحدة ومصير الوحدة السياسية هو مصير الشعب ولا يمكن القضاء على شعب اليمن الذي تباهى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأن كل مشاريع الأعداء ستبوء بالفشل.