حقائقُ على أبواب الجولة القادمة
موقع أنصار الله ||مقالات ||سند الصيادي
على واجهة مسرح العدوان على اليمن، تنكشفُ أدوارُ الولايات المتحدة، وَيتجلى بشكل أكثرَ وضوحًا تموضُعُها كقائد أعلى للعدوان، وهذه المرة من خلال الإعلام الأمريكي ذاته، والذي لم يَزِدِ الروايةَ الوطنية إلَّا أدلةً وقرائنَ إضافيةً تلغي ما بقي من ضبابية وَتضليل.
وبالعودةِ إلى مضمون التقرير المنشور على صحيفة (The Intercept)، وتوصيفها لتموضُعِ قوى تحالف العدوان السعوديّة والإمارات في موضع الأدوات المنفذة، فَــإنَّها أَيْـضاً قد ساهمت في توضيحِ الكثيرِ من الحقائق:-
أول هذه الحقائق: أن مسألةَ وقف العدوان قرارٌ أمريكي مطلق وفي متناول الإدارة الأمريكية وخاضعٌ لحساباتها الاستراتيجية الذاتية، والتي هي في الأَسَاس ذاتُ طابع هيمنة عدائي توحشي لا إنساني.
أمَّا ثانيها: فهو الإقرارُ بفشل العدوان في تحقيق أية مكاسب أَو أهداف، وبأن صنعاءَ قد نجحت في إفشال الكثير مما أسمته الصحيفةُ مخطّطاتِ “الصراع الكبير” الذي أرادته واشنطن؛ بهَدفِ ضرب المجتمع اليمني، وحديثُ ذات الصحيفة عن مرارة ما تعرض له من أسمتهم “الوكلاء” في ساحة المعركة وذهابهم إلى صنعاء وهم في وضع تفاوضي سيئ.
وثالثُ هذه الحقائق: أن السلامَ لا يزالُ أُفُقُه غيرَ حاضرٍ في الحسابات الأمريكية، وأن واشنطنَ لا تزالُ مُستمرّةً في طرح شروط جديدة لعرقلة المفاوضات، على طريقِ سعيها لاستئناف الأعمال العدائية ضد اليمن؛ بهَدفِ اكتساب شروطٍ أفضلَ، وأبرز هذه المكاسب السيطرةُ على الساحل اليمني ذي الموقع الاستراتيجي.
وبقدر ما حشدت الصحيفة العديدَ من المؤشرات والدلائل على اتّجاه أمريكا للتصعيد واستئناف العدوان الشامل على اليمن؛ فقد نقلت عن محللين أمريكيين قلقَهم من مضامين الخطاب الأمريكي، الذي يُظهِرُ أن إدارة بايدن أكثرُ تشدُّدًا بشأن اليمن من نظام محمد بن سلمان الوحشي، وبأن هذه الإدارةَ عازمةٌ على تلطيخ أيديها مجدّدًا بدماء اليمنيين إذَا نجح ليندركينغ في تحقيق هدفه المتمثل في إفشال الاتّفاق السعوديّ -اليمني وتصاعدت الحرب.
وبعيدًا عن النصائح التي رمى بها التقريرُ على طاولة الإدارة الأمريكية؛ لتقليلِ خسائرها في اليمن، فَــإنَّ هذه الحقائق التي باتت جليةً لدى القيادة والشعب اليمني تحتمُّ عدمَ التعويل على أي حديث عن جولات تفاوض قادمة.. كما أنها تفرضُ بقاءَ اليد على الزناد مع استمرار مسيرة الصمود الوطني بالتحشيد والتعبئة والتحضير للجولة القادمة من الصراع، والتي -بإذن الله وعونه- ستكونُ الحاسمةَ والخاتمةَ المكللة بالنصر الموعود والمستحَق.