الصرخة في وجه المستكبرين حصنت الأمة وهزت عروش الاستكبار

من القرآن الكريم استلهم الشهيد القائد صرخته الثورية في وجه المستكبرين كموقف عملي لمواجهة المؤامرات الصهيوأمريكية ضد أمتنا وديننا وبالذات بعد انطلاق الحملة الاستعمارية الأمريكية ومعها حلفائها الغربيون تحت ذريعة الحرب على الإرهاب باتجاه منطقتنا العربية والإسلامية وهذه الصرخة (الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود) لم تكن مجرد كلمات عادية بل كانت عنواناً بارزاً في المشروع القرآني الذي اسسه  الشهيد القائد رضوان الله عليه بهدف توعية أبناء الأمة الإسلامية عن ما يحاك ضدهم من مؤامرات صهيوأمريكية ولفت نظرهم إلى أهمية وضرورة العودة إلى القرآن الكريم لمواجهة قوى الاستكبار فبدون القرآن لا نستطيع الانتصار عليهم.. وقد  هزت هذه الصرخة عروش المستكبرين أمريكا وإسرائيل وعملائهم، وأشعلت شرارة الحرية والكرامة في قلوب المؤمنين. فما هي أهمية هذه الصرخة؟ وما هي فوائدها وتأثيراتها؟

أولاً : تحقيق المنعة الداخلية للأمة وللفرد.

إن توفر حالة من المنعة الداخلية هو ما يحمي الأمة من السقوط في مستنقع العمالة والارتهان ، ويبني واقعٍا محصَّنا من الاختراق، وعصيٍّا على الهيمنة في مقابل من يحاولون تهيئة المجال وإيجاد بيئة خصبة وقابلة للعمالة والخيانة والهيمنة والسيطرة لمصلحة الأعداء لدرجة عجيبة، تصبح العمالة فيها محط افتخار وتنافس، وسلعة رائجة في سوق النفاق.

فالمكسب الأول من مكاسب الشعار، والمشروع القرآني الذي الشعار هو عنوانه وإلا فهو مشروع شامل ومتكامل وبَنَّاء ونهضوي يبني الأمة لتكون في مستوى مواجهة التحديات والأخطار. الشعار والمقاطعة من مكاسبها الأولية هو هذا المكسب توفر حالة من المنعة الداخلية، حالة من السخط والعداء للأعداء تحمي الداخل الشعبي لشعبنا ولأمتنا، تحميه من العمالة، عندما يكون هناك بيئة هكذا بيئة معادية للأعداء لها موقف معروف منهم، تصبح مسألة العمالة والخيانة مسألة خطيرة ويحسب العملاء والخونة ألف ألف حساب قبل أن يتورطوا في ذلك، لكن إذا كان هناك واقع مهيأ ليس هناك أي نشاط عدائي ولا أي موقف يكون حينئذ مشجعاً للكثير من ضعيفي الإيمان، من الذين ليس لديهم ضمير ولا إنسانية ولا مبدأ ولا وطنية ولا أي شيء آخر، كل عوامل المنعة مفقودة لديهم يمكن أن يستغلوا الفرصة عندما يجدون بيئة متهيئة وقابلة، فيدخلوا في العمالة ولا يتحاشون من أي شيء ويتسابقون فيها، هذا مكسب مهم، مكسب مهم للغاية.( كلمة السيد في الذكرى السنوية الرابعة للصرخة 1434هـ)

ثانياً : إثراء الوعي بمؤامرات الأعداء ومكائدهم.

لأنه ضمن هذا المشروع هناك مساحة واسعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية لكشف مؤامرات الأعداء ومكائدهم والتي من خلالها تُضرب الأمة، وتُمثل ثغرةً كبيرةً يعتمدون عليها في استهداف الأمة، ونحن نشاهد النتائج السلبية للقصور في الوعي على المستوى الشعبي العام في شعوب منطقتنا العربية، كلما تناقص الوعي وتقاصر الفهم وضعف الإدراك بحقيقة ومستوى المخاطر والمؤامرات، كلما ساعد هذا على نجاح كثير من المؤامرات والمكائد، وكلما تنامت حالة الوعي والفهم، كلما أعاقت الكثير الكثير من مخططات الأعداء ومؤامراتهم فلا تنجح بل يكون مصيرها الفشل، وهذا جانب مهم يُغفله الآخرون الذين لهم مسار معاكس لتزييف الوعي لأن معركة الوعي هي المعركة الأولى في المواجهة مع العدو وإذا لم يتحرك فيها الناس بمسؤولية وهِمّة وإدراك لمستوى أهميتها فستكون هناك الكثير من النتائج السلبية وسيستطيع العدو أن يتقدَّم في خطوات كثيرة إلى الأمام لصالحه، لضرب الأمة وإذلالها.( كلمة السيد في الذكرى السنوية الرابعة للصرخة 1434هـ)

ثالثا : الحفاظ على القيم وتنميتها.

من المكاسب المهمة لهذا المشروع الحفاظ على القيم وتنميتها، هذا المشروع هو مشروع يستند إلى قيم ويعتمد عليها أساساً لكي نتحرك في مواجهة هذه التحديات والأخطار نحتاج إلى أن نرسي ونعزز إيماننا بتلك المبادئ المهمة والعظيمة وأن نعزز في أنفسنا وفي واقعنا تلك القيم المهمة، منها العزة والكرامة والشرف والحرية وما إلى ذلك، في مقابل مسار الهدم للقيم الملازم لمسار العمالة، الذين يتحركون في مسار العمالة هم يستهدفون في الأمة كل القِيم التي تمثل حصانةً ومنعةً للأمة، يحاولون بدلاً من قِيم العزة والحرية والكرامة أن يُرسِّخوا ويفرضوا التقبّل بحالة الذل، وحالة الهوان، وحالة الانحطاط التي تجرد الإنسان العربي المسلم من كل قيمه وتفرّغه من كل مبادئه وأخلاقه فيكون أشبه شيء بالحيوان الذي يتقبل كل الإذلال وكل الهوان وكل القهر، فلذلك هذا المشروع يترافق معه إرساء هذه القيم وتنميتها وبناء الواقع النفسي والتربوي على أساسها في مواجهة المسار الهدّام الذي يسعى لتجريد الأمة من تلك القِيم.( كلمة السيد في الذكرى السنوية الرابعة للصرخة 1434هـ)

 

رابعاً : بناء الأمة في كل المسارات حتى تكون قادرة على مواجهة التحديات.

هذا المشروع أيضاً يهدف إلى بناء الأمة في مواجهة التحديات.

بناؤها أولاً على مستوى الوعي، ومن ثم في كل مسارات حياتها، على المستوى السياسي، على المستوى الاقتصادي، على المستوى الثقافي، على مستوى أن يكون لها هدف حضاري، ولا تبقى أمة بدون هدف ولا مشروع، يقنعها الآخرون بأن تبقى أمةً ذليلةً مستسلمة هينةً تقبل بوصاية الآخرين عليها فيما يضربها هي وليس فيما يبنيها، ليست وصاية فيما يبني إنما وصاية فيما يعزز من حالة الذل والهوان والسقوط، ،ولذلك ندرك أهمية أن يكون هنالك مشروع يحمي الأمة ، يحفظ لها عزتها ، يحفظ للأمة توجهها الصحيح الذي لا يقبل بهيمنة الأعداء وسيطرتهم ولا يقبل بهذا الاسترخاص الذي يباع فيه الإنسان اليمني وتُسترخص حياته، ويُسترخص أمنه، وتُسترخص مقدراته، ولا يكون حتى في مستوى محترم الدم في الشريعة الإسلامية هناك حيوانات محترمة الدم، اليوم ليس للإنسان اليمني وزن عند الأمريكيين حتى في مستوى وزن الحمار في الشريعة الإسلامية، الحمار في الشريعة الإسلامية محترم الدم، الإنسان اليمني في السياسة الأمريكية والنهج العدائي الأمريكي مُهدر الدم ومُستباح الدم.( كلمة السيد في الذكرى السنوية الرابعة للصرخة 1434هـ)

خامساً : دفع الخطر الأمريكي كلياً عن الشعب اليمني وكل شعوب المسلمة.

هذا المشروع كان بالإمكان الاستفادة منه لدفع الخطر كلياً عن الشعب اليمني، نحن على ثقة أنه لو تبنى الشعب اليمني بالشكل المطلوب، مع أن شريحة واسعة وكبيرة من أبناء الشعب اليمني تتبنى هذا المشروع الحُرّ والنهضوي، لكن لو كان التحرك في أوساط الشعب اليمني بشكلٍ كبير وفاعل نحن على ثقة أنه كان بإمكان هذا المشروع أن يدفع عن الشعب اليمني هذا الاستهداف الأمريكي الكبير والخطر الحقيقي لعدَّلت أمريكا منطقها، وغيّرت موقفها، وغيّرت سياستها، لو تحرك الشعب اليمني بزخم جماهيري كبير على النحو الذي خرج به في أوج ثورته الشعبية لتحققت بالتأكيد نتائج إيجابية، فعلاً لو تحرك الشعب اليمني لو وقف الشعب اليمني وقفةً واحدة في أسبوع واحد بالزخم الجماهيري الكبير الذي تحرك به في أوج ثورته الشعبية لاستطاع أن يغير الموقف الأمريكي تماماً، ولغيرت أمريكا منطقها تجاه اليمن، ولاعتبر اليمن ليس فيه إرهابيون ولحاولت أن تتلطف تجاه الشعب اليمني، الأمريكيون والواقع يشهد حريصون على تفادي سخط الشعوب ولذلك يغازلونها في الوقت الذي يقتلونها ويمتهنون كرامتها ويستهدفونها، يغازلونها بعناوين مخادعة، عنوان الديمقراطية، عنوان الحرية، عنوان حقوق الإنسان، وغيرها من العناوين الأخرى، لماذا يغازلون الشعوب بهذه العناوين.؟ لأنهم يحرصون على تفادي سخطها، هذه مسألة أكيدة، بل هم يخصصون أموال كبيرة بالمليارات يصرفونها في سبيل تحسين صورة أمريكا لدى الشعوب حتى تستطيع وتتمكن من السيطرة على الشعوب بأقل كلفة، هذه مسألة مهمة جداً لدى الأمريكيين، أقل كلفة على المستوى الاقتصادي، على المستوى العسكري، على المستويات الأخرى، وهذه مسألة واضحة وأكيدة.( كلمة السيد في الذكرى السنوية الرابعة للصرخة 1434هـ)

سادساً : إيقاظ الشعوب وتنبيه الأُمَّــة تجاه تَـحَـرُّك الأَعْــدَاء الشامل.

هذا المشروع انطلق وهذا الهتاف في مقدمته كعنوان له وله أَهْـدَاف مهمة في مقدمتها إيقاظ الشعوب وتنبيه الأُمَّــة تجاه تَـحَـرُّك الأَعْــدَاء الشامل ومؤامراتهم وهذه مَسْــألَـة مهمة؛ لأَن حالة الغفلة وحالة الانخداع بطبيعة العناوين التي تتَـحَـرَّكُ من خلالها أَمريكا حالة سائدة لدى الكثير من الشعوب وخُصُوْصاً حينما لا يكون هناك تَـحَـرُّكٌ كبير لفضح المؤامرات الأَمريكية والإسْرَائيْلية. (خطاب السيد بمناسبة ذكرى الصرخة عام 1437هـ)

 

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com