قراءةٌ في خطاب قائد الثورة.. ثوابتُ إنهاء الحرب
موقع أنصار الله ||مقالات ||علي عبد الرحمن الموشكي
تقف كُـلّ قوى الاستكبار والضلال: أمريكا وإسرائيل، أمام استجابة أبناء اليمن الأحرار الشرفاء والخروج المشرف في مسيرات الصرخة في وجه المستكبرين، بذهولٍ شاخصةً أبصارهم، أمام عدوانهم وجرائمهم ومجازرهم وحصارهم طوال تسع سنوات من الصمود في وجه عدوانهم، وأمام كلمة قائد الثورة -يحفظه الله-، الذي بقوة الله واعتماده على الله وثقته بالله، وجه التحذير والإنذار والوعيد وفضح مخطّطات دول العدوان، وسعيهم الدؤوب لشراء الولاءات وتجنيد المرتزِقة وشذاذ الآفاق في صفوفهم، رغم ما تعانيه دول الاستكبار من متغيرات سياسية دولية بين روسيا وربيبة أمريكا أوكرانيا، وسعي جمهورية الصين الاشتراكية لترميم العلاقات وتخفيف الثقل على كاهل دول الطاغوت وفرض نفوذها الاقتصادي والسياسي والانقسامات والتباينات السياسية في دول الطاغوت إسرائيل وأمريكا وبريطانيا نتيجةً لأطماعهم الاستعمارية، وتجلي التشتت في واقعهم كما أخبرنا الله بذلك في القرآن الكريم، حَيثُ قال تعالى: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جميعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جميعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ) من سورة الحشر- آية (14)، وهم مهزومون حقيقةً فهم يخافون من ترديد شعار في خميس مران في عام 2002م، ونتيجة خوفهم شنوا ست حروب كبرى بالطائرات والمدرعات والدبابات والسلاح المحرم دوليًّا وَالمتوسط والخفيف، آلاف الجيوش التي زحفت نحو مران لإسكات ترديد الشعار، والذي كان بدورهم قاموا في تلك المرحلة بإهلاك الحرث والنسل ودمّـر البنية التحتية و26 حراكاً داخلياً من تجنيدهم للمشايخ وأصحاب الأطماع والارتزاق، وفي الوقت الذي تثقل الديون الولايات الطاغوتية المتحدة.
أمام كُـلّ هذه الأحداث والمتغيرات الدولية، وأمام عزة وصمود الشعب اليمني، من النقلة النوعية في البناء العسكري والثقافي والاجتماعي والتصنيع العسكري والمدني والتنمية الحقيقية للسعي للاكتفاء الزراعي والصناعي والتطوير وتفعيل القدرات والكوادر والخبرات بما يحقّق التنمية المستدامة، وفي الجانب الآخر الدفاع عن اليمن وثرواتها براً وبحراً وجواً، أمام هذا السعي الحثيث والدائم والذي يلبي حاجة الأُمَّــة وتدافع عن قضايا الأُمَّــة كما صرح قائد الثورة -يحفظه الله- في كلمته بالذكرى السنوية للصرخة للعام 1444هـ “سنتخذ الإجراء العسكري أمام كُـلّ محاولة لنهب ثروات شعبنا في أية محافظة من محافظات اليمن”، مؤكّـداً “سنحمي ثروات شعبنا، سواءٌ أكانت في البر أَو البحر وليس فقط على مستوى النفط والغاز بل الثروات السيادية ومنها المعادن”.
كُلُّ ذلك يجعلُ دولَ الطاغوت يتطلعون لإنهاء الحرب، من خلال العديد من الوفود والدبلوماسيين العرب والأمريكيين، يلعبون بصورة مضحكة السعوديّ والأمريكي دور الوسيط لإنهاء الحرب وتوقيع اتّفاقية إنهاء الحرب، ومؤكّـداً ذلك قائد الثورة -يحفظه الله- “كلّ العالم يعرف أن الذي أعلن نفسه قائدًا للتحالف في الحرب على بلدنا هو السعوديّ، فلماذا يحاول أن يقول إنه وسيط؟”، وموضحًا بتهديد صريح أن “السعوديّة ستتحمل كُـلّ الالتزامات الناتجة عن هذا العدوان وَإذَا أرادت السلام فلتتحمل التزاماته”، ووضح مدى سعة الصبر “بقدر ما أعطينا مساحة لجهود الإخوة في عمان، لكن لا يمكن أن نستمر إلى ما لا نهاية، فيما يظن الآخرون أنهم يكسبون الوقت لتنفيذ المؤامرات” عند نفاذ الصبر “سيدرك الأعداء عاقبتهم السيئة ورهاناتهم الخاطئة كما كانت في السنوات الماضية”، ومؤكّـداً “إذا كان السعوديّ يصور نفسه أنه يملك قرارات مستقلة، فليثبت استقلاليته في ملف اليمن وليتعامل بإنصاف”، وناصحاً “لا يمكن أن يجلب السعوديّ السلام والأمن والاستقرار لنفسه ولتحقيق طموحاته الاقتصادية إلا بسلام الشعب اليمني ورفع الحصار عنه”.
لن يكون هناك وقف للحرب وحفظ للقضية اليمنية، سوى ضمن الرسائل التحذيرية التي صرح بها قائد الثورة -يحفظه الله- خلال خطابه في الذكرى السنوية للصرخة 1444هـ وَخطاب الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى -وفقه الله-، خلال خطابه في الذكرى الـ (33) للوحدة اليمنية 22 مايو.
وفي تصريح قائد الثورة -يحفظه الله- “أية عقود مع المرتزِقة والخونة لا تمثل شيئاً وهي غير قانونية ولا اعتبار لها”، موضحًا “نحن الآن في حالة عدوان وفي المحافظات المحتلّة هناك احتلال، ومن يأتي في ظل المعتدي المحتلّ ليرفع صوته فلا قيمة له”، مؤكّـداً أن “من يرفع صوته حين يرفعه المحتلّ تصبح مسألته مسألة تحَرّك في إطار ما يريده المحتلّ وليس تحَرّكاً مسؤولاً؛ مِن أجل شعبنا وبصورة واضحة”، ما يُعمل في إطار مؤامرات المحتلّ المعتدي الأجنبي لا قيمة له وليس موقفًا حُرًّا ومسؤولاً ونحن نتعامل معه على هذا الأَسَاس، ويوضح أن “أعلى مسؤول في مسميات الخونة يمنعه أبسط ضابط مخابرات إماراتي أَو سعوديّ من العودة إلى عدن ولا يعود إلا بإذنهم”، وبصورة واضحة “إذَا كان الأمر والقرار في المحافظات المحتلّة للضابط السعوديّ والإماراتي فما بالك بالأمريكي والبريطاني؟”، ويؤكّـد حالة الثبات والموقف الحق وأنه لا يوجد تهاون وتقديم تنازلات أننا لن نساومَ بدماء الشهداء وحصار بلادنا ونهب ثرواتنا، “فمعنيون بمواصلة الجهود في التصدي للعدوان والجهوزية لكل الاحتمالات في أية لحظة وأي وقت”.
وفي الأخير إن توقيع أي اتّفاق لإنهاء الحرب لا يكون إلا بين طرفي الحرب، السعوديّة أولاً؛ باعتبارها القائد الرسمي المعلن لتحالف العدوان، واليمن ثانياً؛ باعتباره في موقع الدفاع عن النفس، وأنه لا يمكن توقيع أي اتّفاق إلا في دولة محايدة.