رسالةٌ إلى إخواننا في الجنوب

موقع أنصار الله ||مقالات ||فضل فارس

جنوب اليمن ومن غابر الأيّام وحقيقةً لا مزاحًا، بات يضيقُ ذرعاً من احتلال ومؤامرات وعدوان قد طال كُـلّ عزلة ومنطقة فيه.

قد بات والله يتوق ويتلهف إلى نظام حياة يكونُ عادلاً ومحقاً وذا إنسانية تتجذر فيه المحبة والاحترام لقيمة وحرمة الإنسان فيه.

لطالما ولكثيرٍ من الفترات ما احتله الغزاة ودنّسه المستعمرون، وهم بذلك جاؤوا كما يزعمون ناصحين ومنصفين، وكما هو الحال حَـاليًّا يا من لا تبصرون وفي هكذا وضع والمعروف دائماً لا تبقى هناك حقوقٌ لتطلب ولا كرامة لتصان.

وهي الحكمة اليمانية في مجملها (قَالَتْ إِنَّ الْـمُلُوكَ إذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ).

وكذَلك يفعلون من يا ترى؟! إنهم الغزاة والمحتلّون تحت أية راية وأي عنوان وأي مسمى كان؛ فمن يدخل إلى بلدك مدججاً بسلاحه ناقلاً معه مؤونة حربه من غذائه وسلاحه فهذا يا من لا تعقلون ليس ضيفاً فله تؤلمون، إنّه محتلّ ومستعمر وَلكم مراتٍ أتى هذا الغريب إلى أرض الجنوب ولَكنهم وللأسف لم يكونوا يفقهون.

الآن ها هي الأيّام في الجنوب تعيدُ نفسَها؛ فالسعوديّ والإماراتي ومن خلفهم الأمريكي والبريطاني جاؤوا وكما يدَّعون أنهم ليسوا كغيرهم وأنهم إنما جاؤوا؛ مِن أجل نشر السلام وإعادة الحقوق ونصرة المظلوم، كذلك لتنمية البلاد وإعادة الشرعية وطرد المحتلّين وبذرائع وأكاذيب كثيرة لا يستسيغها العاقلون.

إنه فقط وحسب ما شهده الجميع الواقع الأليم يفرض نفسه فلا سلامة الأهالي ولا أمن ونصرة المظلوم يهمهم كما يقولون إنما عبودية جديدة بذرائع وأوجه جديدة وهذا ما يفعله أي غازٍ ومحتلّ.

والآن أما آن لإخواننا في الجنوب أن يعوا ويفهموا فالعدوّ الخارجي وإن هو اشترى الكثير من المرتزِقة من أبناء البلد بتعدد أسمائهم والذي يسيّرهم حسب أهوائه ومآربه إلَّا أن الإرادَة الشعبيّة هي الأَسَاس وهي كفيلة إن كان هناك من يبحث عن الحرية وهي في طرد المحتلّ وإجلاء الظالم من الأرض.

وكما أن موقف صنعاء -وهي العاصمةُ الأزلية لليمن ولكل اليمنيين- واضحٌ وجلي، وقرارها هو ما عبرت عنه عبر مقارعة المحتلّ ورفض الاحتلال لثماني سنوات من الحرب، وحَـاليًّا لا زال ذلك القرار وهو في أشدّه أَيْـضاً، فلا مكان ولا بقاء لأي محتلّ أَو مستعمر على الأرض اليمنية.

فلكم بذلك إخواننا في الجنوب أن تحظوا بشرف الدفاع عن أرضكم وعرضكم؛ وهذا ما هو مؤمَّلٌ منكم وأنتم أهلٌ لذلك الشرف.

ووعدُ الله بالنصر قريب، ولا نامت أعينُ الجبناء وليخزَ ويرحَلْ كُـلُّ المحتلّين.

قد يعجبك ايضا