السودان.. هدوء حذر على جبهات القتال بعد بدء الهدنة

موقع أنصار الله – متابعات – 29 ذو القعدة 1444هـ‏

يخيّم هدوء حذر على جبهات القتال في السودان، بعد دخول الهدنة بين الجيش وقوات «الدعم السريع» حيز التنفيذ صباح اليوم، وسط تخوف بين السكان من حدّة القتال الذي سيلي الهدنة، ومطالبتهم بـ«وقف شامل لإطلاق النار».

وبعد ساعة من بدء سريان وقف إطلاق النار، أفاد شهود في الخرطوم، لوكالة «فرانس برس»، بأن الأوضاع لا تزال «هادئة»، إلا أنّ بعض سكان العاصمة أبدوا رغبتهم في أن تكون مدّة هذه الاتفاقات أطول، متخوّفين من أنّ «الأيام التي تلي الهدنة تكون عادةً قاسية جداً، كما لو أنّ المقاتلين يريدون تعويض أيام الهدنة».

يأتي هذا بعدما أعلنت السعودية والولايات المتحدة، ليل السبت، «اتفاق ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار، في جميع أنحاء السودان، لمدة 72 ساعة اعتباراً من تاريخ 18-21 حزيران».

وأكد البيان أنّ الطرفين تعهدا بأنهما «سوف يمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات الحربية، أو الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات»، وسيسمحان «بحرية الحركة، وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان».

من جهته، أكد الجيش موافقته على الهدنة، لكنه أشار إلى «أننا سنتعامل بحسم حيال أي خروقات يقوم بها المتمردون خلال مدة سريانها».

كما أكدت “الدعم”، بدورها، التزامها «بما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية، لاسيما تسهيل إيصال المساعدات (…)، وفتح الممرات الآمنة للمواطنين».

 

مؤتمر في جنيف

وتتزامن الهدنة المعلنة مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية، يبدأ في جنيف الإثنين. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان المقدّر بـ45 مليوناً، إلى المساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل النزاع.

وقد تسببت المعارك بنقص في المواد الغذائية والخدمات الأساسية، فيما تؤكد مصادر طبية أن ثلاثة أرباع المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.

وأشارت الأمم المتحدة، في وقت سابق هذا الشهر، إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت 16 في المئة فقط من التمويل المطلوب، إذ قال المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، ستيفان دوغاريك: «من إجمالي 2.6 مليار دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية هذا العام، لم نتلقَ سوى 400 مليون».

وأتى الإعلان عن الهدنة الجديدة في يوم شهد تصعيداً في القصف الجوي والمدفعي في مناطق مختلفة في الخرطوم، بينما تدفع أعمال العنف في إقليم دارفور غرب البلاد، أعداداً متزايدة إلى النزوح نحو تشاد. كما أكّد شهود في الخرطوم لوكالة «فرانس برس»، السبت، أن حدة القصف الجوي تزايدت في اليومين الأخيرين.

وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من ألفي شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث، وموقع النزاع المسلح «أكليد». إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.

كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفاً منهم إلى دول الجوار، وفق «المنظّمة الدوليّة للهجرة».

وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور، حيث تثير الأوضاع قلقاً متزايداً، خصوصاً في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

قد يعجبك ايضا