يجب أولاً أن نتغلب على باطلنا

موقع أنصار الله ||مقالات ||زيد الشُريف

يجب .. نعم يجب أن نملك الشجاعة لنعترف أمام الله وأمام أنفسنا أننا لسنا بالشكل المطلوب الذي يريد الله واننا مقصرون وأن الذنوب تحيط بنا من كل الجهات وأننا غارقون في مستنقع باطل نُلبسه ثوب الحق بشكل مباشر وغير مباشر وأننا ينبغي أن نعترف أن هناك معركة مشتركة يجب أن نخوضها على هذا النحو: نواجه الباطل بشقيه الداخلي والخارجي، وبعد أن ننتصر على مواجهة باطلنا نحن حينها سنتمكن من التغلب بعون الله على الباطل الخارجي بكل أصنافه ومكوناته ومخططاته وفي مواجهة التحديات والمخططات العدائية التي تستهدف هذه الأمة في كل زمان ومكان وفي كل المجالات يجب دراسة ومعرفة تلك المخططات وأهدافها وكيفيتها وأساليبها وأسبابها وآثارها ونتائجها ثم دراسة كيفية التصدي لها ومواجهتها وإفشالها ووضع حد لها من خلال برامج عملية قوية شاملة ثم إعداد خطة هجومية مضادة تستهدف الأعداء في كل المجالات في داخل الأمة وفي عمق العدو وتحويله من مهاجم إلى دفاع بخطط ذكية ومحكمة وشاملة أمنياً وعسكرياً واستخباراتياً وإعلامياً وسياسياً واقتصادياً وفي كل المجالات ثم يترافق مع ذلك تحصين للداخل وبناء حقيقي لكل جوانب الحياة والإنسان.

شيء مهم وإيجابي وضروري معرفة العدو أنه عدو ومعرفة أنه يستهدفنا في كل المجالات ويعمل على إذلالنا واستعمارنا ونهب ثرواتنا ويبذل ما بوسعه من اجل أن يصل بنا إلى الخسارة الشاملة لديننا ودنيانا وآخرتنا، ولكن هذا لا يكفي أبداً لابد من إعداد خطة دفاعية وخطة هجومية لمواجهته وإفشاله والتغلب عليه بالاستعانة بالله والثقة به والتوكل عليه، ولا شك أن هذا العمل الواعي سيحقق نتائج عظيمة لمصلحة الأمة وينقلها نقلة نوعية في كل الجوانب من الضعف إلى القوة ومن الانتظار للمجهول والتيه إلى التغيير ومن الهزيمة إلى النصر وهذا يتطلب أن نبدأ أولاً بتصحيح وضعنا مع الله تعالى ومع انفسنا كمؤمنين أن نصلح واقعنا الايماني ونقيم الدين والعدل فينا وسنة الله تعالى الثابتة تقول (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وعندما نتغير كما يريد الله تعالى سنحصل على وعده المؤكد والحتمي (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا).

كأمة مسلمة بشكل عام يجب أن نتعرف على أنفسنا وعلى واقعنا كما ينبغي ونعرف ما نحن فيه من ضعف وهوان وشقاء واستعمار وإذلال وما هي الأسباب ولا نجامل انفسنا ولا نكذب عليها وندرك أن جهلنا وتفريطنا وركودنا وضعف ثقتنا وعلاقتنا بالله تعالى وتفريقنا لدينه إلى مذهب وعدم اتباعنا للقران الكريم بشكل عملي وعدم إقامة القسط في واقعنا هي الأسباب والعوامل الرئيسية المتسببة فيما نحن فيه من ضعف وعناء وبؤس وجهل وبعد ان ندرك هذه الحقيقة ونستوعبها يجب بعدها أن نعمل على أن نعود إلى الله تعالى ونتوب اليه ونطلب منه التوفيق والعون ونتحرك بكل جد ومسؤولية لتغيير واقعنا النفسي والمعيشي وننطلق بعزيمة وإخلاص في مواجهة أعداء الأمة في شتى المجالات، وهذا هو الذي سيغير واقعنا إلى الأفضل وبالشكل الذي يحبه الله ويرضاه وبالشكل الذي يحقق لنا الأمن والاستقرار والسلام والعزة والكرامة والحرية والاستقلال والفلاح في الدنيا والآخرة.

العوامل والأسباب التي أوصلتا إلى ما نحن فيه عوامل وأسباب مشتركة، بل نحن العامل الأكبر والحلول متوفرة لكننا لا نعمل بها، الوعي المعرفي بدون عمل لا يجدي، والعمل الذي يفتقر للوعي والمعرفة نتائجه سلبية بل كارثية، ومعرفة العدو ومعرفة مخططاته وأهدافه بدون معرفة حقيقية لواقعنا الإيماني والنفسي والفكري والثقافي والسياسي وفي كل المجالات يخدم العدو ويحول بيننا وبين التوفيق والسداد والتأييد والنصر ويؤخرنا ويفاقم الصراع ويطيل المدة وينهك الأمة، والذي يجب الاهتمام به والعمل عليه هو الوعي والمعرفة بالعدو والعمل الشامل في مواجهته ومهاجمته بعد أن نتعرف على أنفسنا ونعي مكامن الخلل ونسد الثغرات ونوطد العلاقة بيننا وبين الله ونستعين به وحينها من المؤكد أن الله تعالى سيحقق على أيدينا الفرج والنصر لهذه الأمة.

 

قد يعجبك ايضا