الإسلام دين تحرر من الطاغوت والاستكبار

 

 

إن الإسلام دين تحرر من الطاغوت والاستكبار، ودينٌ يؤسس للإنسان أن يسير في هذه الحياة على أساسٍ مستقل، أساسٍ من: المبادئ، والقيم، والأخلاق، والتشريعات، والتعليمات، والتوجيهات، يستقل به ويفصله عن التبعية لكل قوى الطاغوت والضلال، هذا مبدأ رئيسي ومعلم أساسي، ومسألة لها تأثيرها المباشر، كلما استوعبناها جيدًا، وكلما التزمنا بها في واقع الحياة، كلما تحررنا.

واحدٌ من أكبر المشاكل التي نعانيها في هذا العصر، هو ما نعانيه من هيمنة المستكبرين والطاغوت على أمتنا الإسلامية، وتدخلها في كثيرٍ من شئون حياتنا وواقعنا، حضور الطاغوت والاستكبار وتأثيره في ساحتنا الإسلامية، في عالمنا العربي وأكثر البلدان الإسلامية، حضور مؤثِّر في كل مجالات الحياة، في كل شئون الناس، ومتحكم، ومستبد، ونتج عن ذلك كثير من المظالم، وكثير من المآسي، وتأثير مباشر وصل لدرجة تعطيل ثمرة الإسلام في واقع الحياة، الثمرة التي سنتحدث عنها- إن شاء الله- في آخر الكلام، هذه نقطة جوهرية ورئيسية ومهمة.

الرسول “صَلَواتُ اللهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” منذ بداية حركته بالرسالة في أوساط الناس لم يقبل أبدًا بأن يُدهِن مع الطاغوت، وأن يتأقلم مع الطاغوت، وأن يطوِّع نفسه، أو من معه من أبناء الإسلام ممن آمنوا به للطاغوت أبدًا، وبشكل بديهي وتلقائي ما إن يسلم الإنسان حتى يعتبر إسلامه- آنذاك- خروجًا من تحت عباءة الطاغوت، وتحررًا من سيطرة وسلطة الطاغوت، وهذا من أكبر ما كان يزعج الطغاة المستكبرين، كانوا ينزعجون من هذه النقطة.

الإسلام في حركة الرسول به لم يكن مجرد طقوس تقيمها في وقتٍ تتأقلم فيه في مسيرة حياتك بكلها تحت سيطرة الطاغوت وهيمنة الطاغوت، في ولاءاتك، في مواقفك، في مسيرة حياتك. لا، كان الدخول الصادق في الإسلام، يعني: الخروج والتحرر من سيطرة الطاغوت، والقرآن الكريم أكَّد هذا على مستوى الرسالة الإلهية، حتى في عصر الأنبياء، قبل خاتم الأنبياء رسول الله محمد “صَلَواتُ اللهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}[النحل: من الآية36]، وهذه مسألة تزعج الطواغيت في كل زمن، ولهذا هذا المبدأ- بحد ذاته- كفيلٌ بتحرير الأمة من هيمنة الطاغوت، وإذا تحررت فعليًا من هيمنة الطاغوت، وانفصلت عن التبعية لقوى الطاغوت والضلال، وانطلقت في مسيرة حياتها على أساس المبادئ والقيم والأخلاق والتشريعات الإلهية التي أتى بها الإسلام، كما هي في القرآن الكريم، وكما هي في حركة رسول الله “صَلَواتُ اللهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”، وبعيدًا عن الزيف والاعوجاج الذي لا يمثِّل حقيقة الإسلام… فإن الأمة سيتغير واقعها بشكلٍ تام، وستتخلص من معظم مشاكلها، وستكسب- ما قلناه في بداية الكلام- رؤية إلهية صحيحة تسير عليها في الحياة، طاقة معنوية عالية تساعدها على الصبر والتحمل، وتوفر لها الاندفاع الكافي والهائل والعظيم، والحافز الكبير جدًّا لتتحرك في الطريق، وكذلك تحظى برعاية عظيمة من الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، رعاية شاملة: رحمة، هداية… بكل أشكال الرعاية الإلهية حسب الوعود الإلهية في القرآن الكريم، التي شملت كل نواحي الحياة.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

المحاضرة الأولى من محاضرات الهجرة النبوية 1440 هـ

قد يعجبك ايضا