تعرَّف على “إيران باس”؛ القمر الصناعي الإيراني الجديد بتقنية تضاهي “إيرباص”
موقع أنصار الله || علوم وتكنولوجيا || التقاط الصور لسطح الأرض عن طريق الأقمار الصناعية الخاصة يعد من أرقى أنواع التقنيات المعروفة في عالم اليوم، والتي حظيت باهتمام كبير من قبل الباحثين والمتخصصين في هذا المجال في السنوات الأخيرة.
ويمكن القول إن هذا النوع من التقنيات قد بدأ إنتاجه منذ بداية فترة الحرب الباردة بين القوتين العظمتين في الشرق والغرب، أي بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945.
في هذا السياق عمدت إيران إلى تطوير هذه التقنية خصوصاً خلال السنوات العشر الأخيرة من خلال إطلاق أقمار صناعية عديدة بنجاح بينها أقمار “أميد” و”نويد” و”رصد” وغيرها، حتى وصل الأمر إلى أن تقوم بإرسال كائنات حية إلى الفضاء عبر هذه الأقمار.
ويعد «رصد»، أول قمر صناعي إيراني محلي الصنع قادر على إلتقاط الصور من الفضاء حيث تم تصميمه وتصنيعه وتجميعه وإختباره وإطلاقه على يد الخبراء الإيرانيين.
وبإمکان هذا القمر الصناعي الإتصال بمرکز الفضاء الإيراني على الأرض وإرسال المعلومات والصور إلى مراکز الرصد والدراسات في المحطات الأرضية.
ومن خصائص القمر الصناعي “رصد” أنه يحتوي على منظومة لتعديل طاقته ويحتوي على صفائح للتزود بالطاقة الشمسية وتعديل الإحداثيات وتلقي التعليمات من الأرض وتنفيذها إضافة لتجهيزات الـ “جي بي أس” وجهاز لتنظيم الحرارة. ويبلغ وزن القمر الصناعي “رصد” 15.3 کيلوغرام وهو مجهّز ليوضع في مدار يرتفع مئتين وستين كيلومتر عن سطح الأرض ويدور خمسة عشر دورة حول الأرض خلال أربع وعشرين ساعة. وإطلاق قمر “رصد” قد فتح آفاقاً واسعة أمام صناعة وتطوير الأقمار الصناعية الإيرانية في شتى المجالات.
نظرة على القمر الصناعي الإيراني الجديد “إيران باس 150”
تم الكشف عن معلومات قيمة بخصوص الجيل الجديد من الأقمار الصناعية الإيرانية الجديدة التي يتم تطويرها في المنظمة الفضائية الإيرانية، وذلك خلال المعرض الثامن للصناعات الجوية في جزيرة “كيش” الإيرانية.
وحملت هذه المنظومة من الأقمار الصناعية اسم “بلت فورم إيران باس 150″، وهي تعتبر أكبر الأقمار الصناعية من حيث الحجم.
وتبلغ أبعاد القمر “إيران باس” (110، 110، 130) سنتمتر وبإمكان هذا القمر أن ينطلق إلى ارتفاع يصل ما بين 600 إلى 700 كيلومتر عن سطح الأرض.
ويتمكن هذا القمر أيضاً من الاستقرار عند الزاوية 55 درجة عن سطح الأرض، ويستطيع كذلك أن يستقر في مدار الأرض لمدة ثلاث سنوات، وهذا يعد بحد ذاته تطوراً ملحوظاً ومهماً في مجال الصناعات الفضائية الإيرانية. واستناداً إلى المعلومات الأخرى المتوفرة في هذا الخصوص يبدو أن إنجازاً جديداً في طريقه إلى التحقق في منظومة إيران الفضائية.
ولكي تتضح الصورة اكثر تجدر الإشارة إلى أن قمر “نويد” الصناعي الإيراني الذي تم إطلاقه سابقاً كانت قدرته على التحليق تصل إلى ما بين 250 إلى 350 كيلومتر عن سطح الأرض. كما أن قمري “ميزان” و”ظفر” الإيرانيين تمكنا من التحليق في مدار يصل ارتفاعه إلى 500 كيلو متر، ويصل عمر قمر ” ظفر” سنة ونصف السنة، ومن هذا المنطلق تمثل صناعة قمر “إيران باس” طفرة نوعية في هذا المضمار.
وينبغي الإشارة هنا إلى أن قدرات القمر الإيراني الجديد المخصص لالتقاط صور فضائية عن سطح الأرض تقترب كثيراً من المواصفات العالمية المعتمدة في هذا المجال.
وتبلغ دقة الصور التي سيرسلها القمر “إيران باس” إلى حدود 1.5 متر مربع، وتستطيع الكاميرات المثبتة على هذا القمر تغطية مساحة تقدر بـ 81 كيلومتر مربع لكل صورة ملتقطة من ارتفاع يبلغ 600 كيلومتر عن سطح الأرض.
القمر الإيراني الجديد يحمل كاميرات خاصة
ومن الأمور الأخرى الجديرة بالاهتمام هو نوعية الكاميرات المستخدمة في هذا القمر لقدرتها على التصوير في مجالات متعددة الأطياف عن سطح الأرض، وهو أمر نادر وفريد من نوعه في مجال الصناعات الفضائية الإيرانية المماثلة لقمر “إيران باس”.
وبالمقارنة مع الكثير من الأقمار الصناعية التي تستخدم في التقاط صور تجارية في العالم، والتي تستخدم غالبيتها تقنية التصوير لحدود 1.5 متر مربع، وعلى سبيل المثال القمر ” SPOT-7″ الشهير التابع لشركة “إيرباص” نجد أن قدرات القمر الإيراني تضاهي هذا القمر من حيث الدقة، وهذا الأمر يكشف بوضوح أن إنتاج وتطوير الأقمار الصناعية أخذت تسجل أرقاماً قياسية من حيث مدة الإنتاج.
ويعتمد القمر الصناعي الإيراني “إيران باس” في إنجاز مهماته على تقنية نظام تحديد الموقع العالمي الـ “جي بي أس” والتي من شأنها أن تزيد من قدرات المتخصصين الإيرانيين على التحكم بهذا القمر.
ومن المميزات المهمة الأخرى التي يتمتع بها القمر الصناعي الإيراني “إيران باس” قياساً إلى الأقمار الشهيرة المماثلة، هي قدرته على التواصل مع اكثر من مستخدم في آن واحد، كما أن هذا القمر بإمكانه إرسال معلومات إلى عدد غير محدود من المستخدمين.
أي صاروخ يمكنه أن يحمل القمر الإيراني الجديد إلى الفضاء؟
أعلن اللواء حاجي زاده قائد قوات الجو – فضائية الإيرانية في وقت سابق أن الصاروخ “سيمرغ” الإيراني يتمكن من حمل أقمار صناعية متطورة جداً، في إشارة إلى أهمية الصاروخ في حمل الأقمار الصناعية التي تنتجها إيران إلى الفضاء.
ويبدو من خلال قراءة معطيات تصريح اللواء حاجي زاده ومع الأخذ بنظر الاعتبار أبعاد ووزن القمر الصناعي الجديد “إيران باس” يرجح أن يكون صاروخ “سيمرغ” هو الحامل لهذا القمر الذي يستخدم الوقود السائل في عملية الاطلاق لإنجاز مهمته في عدّة مراحل.
ويؤهل إنتاج قمر “إيران باس” المتخصصين في مجال الصناعات الفضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى إنتاج أقمار صناعية أخرى بإمكانها أن تحلق على مدار يصل إلى 1000 كيلو متر والاستقرار في المدار المرسوم لها في الفضاء دون العودة إلى الأرض.
ويجدر التنويه إلى أن قمر “إيران باس” قادر على التقاط صور ذات جودة عالية عن سطح الأرض، ما يفتح آفاقاً جيدة في مختلف المجالات العسكرية والبيئية امام الجمهورية الإسلامية في إيران، كما يمكنها من دخول السوق العالمية لبيع الصور الفضائية الملتقطة عبر أقمارها إلى الراغبين، وكسر الهيمنة على هذا السوق من قبل شركات عالمية خاصة ومحدودة، وهذا الأمر من شأنه أن يغطي على تكاليف إنتاج هذه الأقمار، وبالتالي يعود هذا الإنجاز بمكاسب مهمة لإيران على الصعيدين العلمي والتجاري.
الوقت التحليلي