الإسلام يفرض علينا ألَّا نذعن أو نستكين

الإِمَـامُ الحُسَـيْنُ “عَلَـيْهِ السَّـلَامُ” قال للأُمَّـة فيما قاله رَسُـوْلُنا مُحَمَّـدٌ “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه”: ((أَيُّهَا النَّاس، إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ قَال: مَنْ رَأَى سُلطَانًا جَائِرًا، مُستَحِلًا لِحُرَمِ اللهِ، نَاكِثًا لِعَهدِ اللَّهِ، مُخَالِفًا لِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ، يَعمَلُ فِي عِبَادِ اللَّهِ بِالإِثمِ وَالعُدوَانِ، فَلَم يُغَيِّر عَلَيهِ بِفِعلٍ وَلَا قَولٍ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدخِلَهُ مُدخَلَهُ))، وإذاً فانتماؤنا للإِسْلَام انتماؤنا نحن المسلمين لهذا الإِسْلَام يفرض علينا كفرض ديني ومسئولية دينية أن لا نذعن وأن لا نستكين وأن لا نخنعَ لسلاطين الجور لزعماء الطغيان والظلم والفساد والإجْـرَام، حينما يكون مَن يحكم الأُمَّـة من هو في موقع الزعامة والقرار والسلطة سلطاناً جائراً لا يلتزم بالعدل يعتمدُ على الجور في ممارساته، وحُكمه، ومواقفه، وإدارته للأُمَّـة، ثم هو مستحل لما حرّم الله، ليس عنده ضوابط ولا قيود أبداً، ولا حرمة لحُرَمِ الله، وحُرَمُ الله هي التي تصونُ الأُمَّـةَ سفكَ الدماء بغير حق، هي من حُرَم الله الأُمَّـة بكلها الإنْسَان بكرامته الإنْسَان بكرامته وحقه في الحياة، إذا استحلت معناه أن تستباح الأُمَّـة ويستباح في واقع الأُمَّـة كُلّ شيء، كُلّ شيء يستباح.

وهذه النماذج هي التي نراها اليوم ماثلةً أمامنا وهي النماذج التي اليوم تعتدي على بلدنا، وبلدنا اليوم يراد له أن ينسلخ من كُلّ هذه المبادئ والقيم؛ لأنها هي التي تمثّل ضمانة لتماسكه ولثباته ولصلابة موقفه، اليوم ما يمكن أن يحفظ الأُمَّـة وما يمكن أن يكون ضمانة لتماسك الأُمَّـة وما يمكن أن تعتمدَ عليه الأُمَّـة لنيل حريتها واستقلالها هي هذه المبادئ، مبادئ الإِسْلَام الحقيقي التي نادى بها الإِمَـامُ الحُسَـيْنُ، الاستفادة من الإِمَـام الحُسَـيْن “عَلَـيْهِ السَّـلَامُ” قدوة وأسوة ومن أصحابه الأوفياء والصامدين والثابتين.

اليوم شعبُنا اليمني يواجِهُ الطغيانَ اليزيدي في النظام السعودي في الإدَارَة الأَمريكية التي تشرفُ على هذا العدوان وتدير هذا العدوان بكل تفاصيله، اليوم شعبُنا اليمني العزيز ذنبه الكبير الذي يعاقب عليه من جانب أولئك هو الهوية هو الانتماء هو المبادئ هو القيم هو الأَخْلَاق؛ لِأَنَّ الذي يريده منا أولئك، ما يريده منا النظام السعودي اليوم ضمن السياسة الأَمريكية والتوجيه الأَمريكي والتدبير الأَمريكي هو ما أراده يزيد آنذاك من الأُمَّـة، الاستعباد الإذلال، القهر، الإهانة، هذا هو الذي يريدونه منا، يريدون منا أن نتعطل تَمَاماً من كُلّ مبادئنا من كُلّ قيمنا وأن نُخضِعَ أنفسَنا بالمطلق لإرادتهم وتوجهاتهم وسياساتهم وإملاءاتهم وأن نجعلَ من أنفسنا عبيداً كما استعبد يزيد الأُمَّـةَ آنذاك كما فرض عليها وهو يقاتلها ويعتدي عليها في مدينة الرَّسُـوْل مُحَمَّـد “صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَـيْهِ وَعَلَى آلِه” أن يبايع كلٌّ منهم على أنه عبد قن ليزيد بن معاوية، اليوم هذا الذي يريدونه منا، أن نكون عبيدا أذلاء مقهورين خانعين خاضعين مستكينين لا قرار لنا ولا إرَادَة لنا ولا حرية لنا، وأن يكونوا هم من يقررون ما يشاءون ويريدون علينا، لا يريدون لشعبنا اليمني أن يكون حُـرّاً في أي شيء أبداً، لا في من يحكمه ولا في سياساته ولا في توجهاته ولا أن يكون له أبداً حق اتخاذ القرار، بل أن يكون هو كشعب وأن يكون البلد كبلد والمنطقة كمنطقة والجغرافيا كجغرافيا والثروة كثروة كُلّ ذلك خاضعاً لهم وخاضعاً لإرادتهم، هل يمكن منّا أن نقبل بذلك؟!، إذا قبلنا بذلك معناه الهوان في الدنيا والآخرة معناه الخسران، معناه أن نكون في حال قد فقدنا فيه حتى إنْسَانيتنا، من لا يقبل بالحرية ويتمسك بالحرية ويقبل بالعبودية لمجرمين طغاة لمستكبرين فاسدين ظالمين سيئين، معناه أنه قد تفرّغ من إنْسَانيته تَمَاماً حتى قَبِلَ بذلك وحتى استساغ ذلك وحتى رضي لنفسِه بذلك، ومعناه أنه خسر الدنيا والآخرة، معناه أنه انسلخ من مبادئ الإِسْلَام وقيم الإِسْلَام ومن أَخْلَاق الإِسْلَام التي من أهمها العزة..

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى عاشوراء 1438 هـ

 

قد يعجبك ايضا