الموقف الحسيني حماية للشعوب المستهدفة

 

فإذاً، الإمام الحسين «عليه السلام» هو أكد لنا وحدد لنا ووثق لنا بالفعل وبالقول مسألةً من أهم المسائل التي تُعنى بها الأمة في كل أجيالها وفي كل مراحل تاريخها، وتشكل هي حمايةً للأمة. اليوم الذي يحمينا كشعوب مستهدفة من تلك القوى: (من أمريكا، ومن إسرائيل)، ويحمينا- كذلك- ممن هم امتداد لأمريكا وإسرائيل، يعملون ضمن مؤامرات أمريكا وإسرائيل، ويلعبون دوراً تخريبياً في داخل الأمة لصالح أمريكا وإسرائيل، الذي يحمينا كشعوب مستهدفة من كل قوى الطغيان تلك هو: ذلك الموقف الحسيني الإسلامي المبدئي الأخلاقي، بقدر ما تتجذر وتترسخ فينا هذه المبادئ، وهذه القيم، وهذه الروحية، وهذه الأخلاق؛ بقدر ما نكون أباةً، ونتحرك بمسؤوليةٍ عالية، وبكل جدية، ونتوكل على الله؛ فنحظى بنصره، ونحظى بعونه؛ لأنه لا يريد لنا أن نُظلَم، ولا يريد لنا أن نُستَعبَد من دونه، ولا يريد لنا الهوان، دينه دين عزة، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: من الآية8]، ودين كرامة، ودينٌ أراد لنا الله فيه أن ننعم بالعدل وأن نسعد بالحق، ولكن أولئك أرادوا أن يجعلوا من هذا الإسلام شكلاً لا عدل فيه، لا قيم فيه، لا أخلاق فيه؛ فيه ركعةٌ في الصلاة في الحرم لله، وفيه ركوعٌ في كل شؤون الحياة للبيت الأبيض، هذه الحالة التي يمقتها الإسلام، ولا يقبل بها الإسلام.

اليوم، نحن في هذه المرحلة بالذات في كل ما تواجهه الأمة من فتن، في كل ما يواجهه شعبنا اليمني من محنّ، بحاجةٍ إلى هذا المبدأ العظيم؛ باعتباره مبدأً إسلامياً، وباعتبار الخيار الذي اتخذه شعبنا العزيز في التصدي للعدوان الأمريكي والإسرائيلي، والذي اتخذه الأحرار في منطقتنا العربية والإسلامية في التصدي لقوى الطاغوت، بدأً من موقف المقاومة في لبنان وفلسطين ضد إسرائيل، وما اتخذه الأحرار والشرفاء في التصدي للخطر الأمريكي والهيمنة الأمريكية والاحتلال الأمريكي في العراق وفي سائر البلدان، ثم التصدي للمدّ التكفيري الذي هو امتدادٌ للصهيونية، وامتدادٌ لمؤامرات أمريكا وإسرائيل، إنما هو خيارٌ مسؤول بكل ما تعنيه الكلمة، خيارٌ مبدئي، خيارٌ محقٌ، وخيارٌ واعٍ؛ لأن البديل عنه أن نكون ضحية للطغاة والمستكبرين، وأن نكون مسؤولين حين إرخاص أنفسنا، وحين استسلامنا لقوى الطاغوت المستكبرة لتعبث بنا، هذا من الدروس المهمة، وهي كثيرة جدًّا، ولكنه من أهم الدروس التي يجب أن نستفيد منها، وأن نرسخها، وهو يمثل- أيضاً- صلةً لنا بالإمام الحسين «عليه السلام» علم الهدى، الولي العظيم، من أولياء الله «سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى»، الذي نرتبط به في ديننا الإسلامي من موقعه في القدوة، ومن موقعه في الهداية.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى عاشوراء 1439 هـ

قد يعجبك ايضا