الخنوع للظالمين والمستكبرين يمكنهم من السيطرة على الأمة
الامام الحسين عليه السلام قال في خطابه الاول وهو في طريقه نحو الكوفة أيها الناس إن رسول الله قال من رأى سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفا لسنة رسول الله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يدخله مدخله المسألة بهذا المستوى من الأهمية إذا الامة تجاهلت وتغاضت وتنصلت عن مسؤوليتها وأذعنت للسلطان الجائر الظالم والحكومة المستبدة الظالمة الغشومة تكون شريكة في الاثم وشريكة في الجرم لأن تقاعسها وسكوتها وصمتها عامل أساس في هيمنة الظالمين والجائرين وفي استحكام سيطرتهم وفي تمكنهم من أن يظلموا ويسيطروا.
ثم يواصل كلامه: ألا وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيد استأثروا بالمال العام وحرموا الامة منه وأحلوا حرام الله وحرموا حلاله وأنا أحق من غير
وهكذا تصدر الامام الحسين عليه السلام في أمة جده طليعة كل الصالحين والاخيار والأحرار والشرفاء من الساعين دوما إلى أن يحذوا حذوه في تغيير واقع الامة السيء نحو الافضل وفي العمل الى إعادة الامة إلى قيمها واخلاقها ومبادئها ، وفي المقابل كان هناك أيضا النهج اليزيدي نهج النفاق والظلال والتحريف للمفاهيم والقيم والاخلاق والمبادئ الاسلامية الحقه في المقابل سيظل النهج اليزيدي في عدوانيته وتظليله وتحريفه للمفاهيم في تجرده وانسلاخه من القيم والأخلاق هو الطرف الذي يصارع الحق ويصارع النهج الاسلامي الحق الذي عبر عنه الحسين عليه السلام قولا وعبر عنه فعلا.
إن النهج اليزيدي الذي واجهه الحسين عليه السلام هو الذي اتخذ من دين الله دغلا ومن عباده خولا وجعل ماله دولا.. وظل هو النهج الذي تعبر عنه وتعتمد عليه وتسير على أساسه الحكومات الجائرة والمستبدة والظالمة والغشومة على مر التاريخ ..
في واقعنا العربي والإسلامي في كثير منه للأسف الشديد .. إن الإمام الحسين عليه السلام حينما تحرك بالحق والعدل وحمل قضية الأمة هو يدرك أن الحق والعدل للناس به عزة الناس به كرامة الناس به الخير للناس وبالتالي ليست المسألة مسألة مثالية وقيم بعيدة عن الواقع ..
بل لها كل الارتباط بالواقع ومن هذا الوعي بحاجة الإمة إلى العدل وإلى الحق وإلى القيم الإسلامية الصحيحة كضرورة ملحة لصلاح حياتها ولتحقيق كرامته وعزتها .
تحرك الإمام الحسين عليه السلام يدرك في المقابل سوء آثار هيمنة الجائرين والضالين والمفسدين والطغاة والمستكبرين على الأمة وما سيلحقونه من أضرار بالأمة بقيمها وأخلاقها ومبادئها وفي واقع حياتها الذي سيملؤونه ظلماً وعدوانا وطغياناً مع إفقاد الأمة لنعمة العدل وكرامة القيم والأخلاق ولذلك قال عليه السلام وهو يعبر عن الحقيقة التي كان قد وصل إليها لكن الناس أنه قد نزل من الأمر ما قد ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جداً فلم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون أن الحق لا يعمل به .. وأن الباطل لا يتناهى عنه ..
بهذه الحيثية هذا المفهوم المهم أن نستوعبه جميعاً حينما يغيب الحق والعدل عن واوقع الحياة .. تسوء الحياة تمتلئ ظلماًُ لا أمن يبقى للناس لا سعادة يظلم الناس على كل المستويات اقتصادياً وأمنياً يفقدون السعادة والخير في واقعهم الحياتي فالمسألة هي تلامس حياة الناس وواقع الناس في أمنهم في معيشتهم في استقرارهم في سعادتهم في تماسك نسيجهم الاجتماعي …ولذلك يقول ألا ترون أن الحق لا يعمل به .. وأن الباطل لا يتناهى عنه ..في مثل هذه الظروف يصبح الجوء متغيراً يصبح التمسُك بالحق جريمةً يدان عليها الإنسان , يستنكر عليه ويلام عليه ويحارب عليه، لكنها الظروف التي يجب أن يكون الإنسان فيها أكثر اصراراً وأعظم عزماً على التمسك بالحق ، ولذلك يقول عليه السلام فيرغب المؤمن في لقاء الله محقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة ولا الحياة مع الظالمين إلا برما ..
الحياة تحت هيمنة الظالمين وتحت سيطرة الجائرين ليست إلا شقاء ونكداً لا خير فيه أبداً.
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
ذكرى عاشوراء 1436 هـ