ذا نيويورك تايمز: هناك بوادر جدية للتطبيع بين السعودية و”إسرائيل”
موقع أنصار الله – متابعات – 13 محرم 1445هـ
تزامناً مع ارتفاع وتيرة التواصل بين السعودية وكيان الاحتلال، يكمل البيت الأبيض جهوده للتوصل إلى توقيع اتفاقية التطبيع بين الجانبين. وتشير صحيفة ذا نيويورك تايمز، إلى ان “المسؤولون الإسرائيليون الذين التقوا مؤخرا مع نظرائهم الأمريكيين أعطوا انطباعاً بأن المرحلة الأولى من المفاوضات لم تتضمن أي طلب لتقديم تنازلات إسرائيلية كبيرة في صراعهم مع الفلسطينيين”.
النص المترجم:
يمضي مبعوثو الرئيس بايدن قدماً في جهودهم لإعادة تنظيم سياسات الشرق الأوسط من خلال التوسط في إقامة علاقات دبلوماسية بين السعودية و”إسرائيل” على الرغم من التنازلات الكبيرة التي طالب بها النظام السعودي.
أرسل بايدن جيك سوليفان، مستشاره للأمن القومي، إلى السعودية في الأيام الأخيرة، وهي رحلته الثانية إلى هناك في أقل من ثلاثة أشهر، حيث يختبر المسؤولون الأمريكيون الأرضية لاتفاق يجمع بين خصمين تاريخيين ويعيد تشكيل المنطقة بشكل أساسي.
لم يتم الإعلان عن أي انفراجة، لكن حقيقة أن السيد سوليفان عاد إلى المملكة بعد فترة وجيزة من رحلته الأخيرة في مايو تشير إلى أن إدارة بايدن ترى احتمالات جدية للتوصل إلى اتفاق. ومن بين العقبات إصرار السعودية على إبرام اتفاق أمني متبادل مع الولايات المتحدة وتطوير برنامج نووي مدني يمكن للبلاد من خلاله تخصيب اليورانيوم الخاص بها، وكلاهما لم يبدأ في الماضي.
ولم يعط ملخص للاجتماع في بيان للبيت الأبيض مؤشرا يذكر على مدى التقدم الذي تم إحرازه خلال الزيارة. وقال البيان إن سوليفان سافر إلى جدة “لمناقشة المسائل الثنائية والإقليمية، بما في ذلك المبادرات الرامية إلى تعزيز رؤية مشتركة لمنطقة شرق أوسط أكثر سلاما وأمنا وازدهارا واستقرارا ومترابطة مع العالم”.
لكن مسؤولين أمريكيين كانوا في جدة أبلغوا زملاءهم سرا أن الارتباطات سارت على ما يرام وأعربوا عن تفاؤل حذر بإمكانية إحراز تقدم مع استمرار الدبلوماسيين على الأرض في المحادثات.
كما سعت إدارة بايدن إلى إبعاد السعودية عن تعاونها مع روسيا بشأن أسعار الطاقة لزيادة الضغط على موسكو في الوقت الذي تشن فيه حربا في أوكرانيا.
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال يوم السبت أن القادة السعوديين سيعقدون محادثات سلام يومي 5 و 6 أغسطس تشمل ممثلين من أوكرانيا وعشرات الدول الأخرى بما في ذلك الهند والبرازيل، والتي لم تنضم مثل المملكة العربية السعودية إلى الجهود الغربية لعزل روسيا بسبب غزوها. ولم تشارك روسيا، التي رفضت التفاوض، في الاجتماع. وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يشارك سوليفان، لكن مجلس الأمن القومي لم يعلق يوم السبت.
وتسلط خطة سعودية لاستضافة مثل هذا الاجتماع الضوء على سلسلة من الديناميات المعقدة والمتضاربة في بعض الأحيان. تريد واشنطن تجنيد الرياض ضد الروس، ومنعها من التقرب من الصين، وجمعها مع “إسرائيل”، والتنسيق معها ضد إيران، وإقناعها بوضع حد نهائي للحرب في اليمن المجاور ومنعها من رفع سعر البنزين في المضخات مع اقتراب عام الانتخابات.
في محادثة الأسبوع الماضي مع توماس فريدمان، كاتب العمود في صحيفة نيويورك تايمز، وصف بايدن صفقة سعودية “إسرائيلية” محتملة مع العديد من الأجزاء المتحركة، والتي يمكن لأي منها أن يؤدي بسهولة إلى مثل هذه المفاوضات المعقدة ولكن سيكون لها آثار بعيدة المدى إذا تم تحقيقها.
كانت المطالب السعودية بالتطبيع مع “إسرائيل” توسعية. من بين أمور أخرى، يريد المسؤولون السعوديون تحالفا على مستوى الناتو مع الولايات المتحدة يكون فيه الهجوم على أحدهم هجوما على الجميع، وهو من المحرمات منذ فترة طويلة بين صانعي السياسة الأمريكيين الذين لا يريدون الالتزام بالدفاع عن ملكية غير ديمقراطية في حالة الحرب. ويريدون برنامجا نوويا مدنيا على الرغم من معارضة ” إسرائيل” والولايات المتحدة منذ فترة طويلة اللتين تخشيان حدوث سباق تسلح نووي في المنطقة.
وقد أعطي المسؤولون “الإسرائيليون” الذين التقوا مؤخرا مع نظرائهم الأمريكيين انطباعا بأنه في حين أن المرحلة الأولى من المفاوضات لم تتضمن أي طلب لتقديم تنازلات إسرائيلية كبيرة ، إلا أنه يعتقد الآن أن التوصل إلى اتفاق سيتطلب إحراز تقدم كبير في هذه القضية.
وقيل لمسؤولين “إسرائيليين” إن الملك سلمان، الذي تنازل عن الكثير من السيطرة لابنه، ولي عهد محمد بن سلمان، تدخل في المفاوضات للإصرار على أن أي اتفاق يتضمن تحركا إسرائيليا واضحا تجاه الفلسطينيين، وفقا لمسؤول دفاعي إسرائيلي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة المعلومات الحساسة.
ووفقا للانطباع الإسرائيلي، لن يكتفي السعوديون بوعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم ضم الضفة الغربية، وهو أمر لا تتصوره الحكومة الحالية. وبدلا من ذلك، سيطالبون باتخاذ إجراءات كبيرة على أرض الواقع.
ومن المشكوك فيه إلى حد كبير ما إذا كان الائتلاف اليميني الإسرائيلي الحالي سيوافق على تقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين، ويمكن أن يؤدي الدفع الداخلي لمثل هذا الاقتراح إلى حل الحكومة. وقد رفض قادة المعارضة بشدة الانضمام إلى أي حكومة يقودها نتنياهو، لكن الأسئلة ظهرت في المناقشات مع الأمريكيين حول ما إذا كان القادة قد يتراجعون إذا كان ذلك يعني إقامة علاقات دبلوماسية مع السعوديين.
وقال مسؤول ” إسرائيلي” كبير مطلع على المحادثات إن ” إسرائيل “ليست جزءا من المفاوضات لكنها تعتمد على وعد أمريكي بالشفافية الكاملة والتحديثات المنتظمة.