هادي يُعيدُ صياغةَ تحالفه مع “الإصلاح” بالاتِّفَـاق على تقاسُم المليارات واستئناف بيع النفط.. صفقاتٌ على أوجاع الشعب

موقع أنصار الله || صحافة محلية _صدى المسيرة ||
تفاصيلُ نتائج زيارة بن دغر لمأرب وتقاسم المصالح مع الإصلاح بالتزامُن مع التعزيزات العسكرية إلى عدن والتلويح بعملية عسكرية ضمن محاولات إفشال جهود التسوية:
 
هادي يُعيدُ صياغةَ تحالفه مع “الإصلاح” بالاتِّفَـاق على تقاسُم المليارات واستئناف بيع النفط وتقاسم مهام إهدار الثروة الوطنية.
قراراتُ هادي تمثّلت في التلاعب على العدوان نفسِه من خلال الوعد بالعمل على تحقيقِ مكاسبَ ميدانيةٍ في وقتٍ لا تزالُ المملكةُ السعودية تتطلّعُ إلى كسر إرادة الجيش واللجان الشعبية وتحقيق إنجازات وخروقات عسكرية
وجودُ قوات عسكرية أجنبية وأميركية تحديداً في عدن يؤكّدُ حقيقةَ تلك الأطماع الأجنبية بل ويكشف مُخَطّطات العدوان
عواقبُ ونتائجُ انجرار العدوان لعمليةٍ عسكرية جديدة لن تكونَ أفضلَ من مصير ونتائج المعارك والعمليات العسكرية السابقة
صدى المسيرة| خاص:
 
أحداثٌ ومستجداتٌ لافتة تشهدُها الساحةُ الوطنيةُ والإقْليْمية أفرزتها التطوُّراتُ الأَخيرَةُ على الصعيدَين السياسي والعسكري، ما دفع مرتزقة الرياض إلى إعَادَة التموضع وتحريك أَوْرَاق وملفات عَـلَّـــهَا تحفظ لهم بعضَ المكاسب وتضمن بقاءَ الكثيرِ منهم ضمن الخارطة السياسية للمشهد اليمني القادم.
 
فالحديثُ عن نتائج لقاءات مسقط وتداعيات الموقفين الإقْليْمي والدولي رغم الضبابية التي تُحيطُ بهما إلا أن المرتزقة بَدَوا في وضع مُرتبك، كما لم يكونوا من قبلُ، وكأنهم على شفا هاوية قد يقعون فيها في أية لحظة، محاولين تدارُكَ الأمر ضمن محاولات إعَادَة صياغة التحالُفات على المستوى المحلي والاستفادة من تجاذُبات الموقف الإقْليْمي، سيما بين دول العدوان نفسها وتناقضات الموقف الدولي بما يخدم تطلعاتهم ويجعلهم رقماً مستمراً في المشهد.
 
فجأةً يرفُضُ هادي خارطةَ ولد الشيخ وقبل أن يتجهَ نحو التصعيد الإعلامي ضدها حاول إعَادَةَ ترتيب الكثير من أَوْرَاقه ابتداءً من الحكومة التي أعاد تشكيلها أَكْــثَــر من مرة، مروراً بالجيش الموالي له، وحتى بتغيير قيادات مدَنية في محافظات جنوبية.
 
كُلُّ ذلك حدَثَ قبل أن يقرر، ومع تسارع الأحداث وما تحقق في مسقط العودة إلى عدن والإيحاء بأنه لا يزال قادراً على تحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه خلال العامين الماضيين، فيما كانت الأصوات حتى تلك المقرّبة منه والذي ظلت تدافعُ عنه تؤكد أن زيارته إلى عدن ليست إلا للهروب من لقاء ولد الشيخ، وبالتالي التهرب من الحل السياسي السلمي الذي لم لن يتأتّى دون أن يكونَ هادي خارج المعادلة تماماً.
 
آخرُ قرارات هادي تمثّلت في التلاعب على العدوان نفسه من خلال الوعد والعهد بالعمل على تحقيقِ مكاسبَ ميدانيةٍ، في وقت لا تزال المملكة السعودية تتطلع إلى كسر إرادة الجيش واللجان الشعبية وتحقيق إنجازات وخروقات عسكرية، سيما في جبهات كتعز وباب المندب، وبعد أن استعصت عليهم جبهاتٌ كمارب والجوف والحدود وميدي، وتعتمدُ أيضاً على إفقارِ اليمنيين وتجويعهم واستمرار الحرب الاقتصادية التي ترى أنها ستحقّقُ لها ما عجزت عنه في ميدانِ النِّزالِ العسكري.
 
تقاسُمُ عائدات النفط بين هادي والإصلاح:
 
محلياً، ومن منطلق المراوغة، أعاد هادي صياغةَ علاقتِه بالتجمع اليمني للإصلاح “الحزب المؤيِّد للعدوان”، من خلال ابتعاث أحمد عبيد بن دغر إلى مأرب، حيث يتواجد التنظيمُ الإخواني وينتشر ويتسع وينشَطُ ويمارس سلطاتِ الدولة وينهب عائدات النفط والغاز وهو الأمر الذي كان أحد أَهَـــمّ أَسْبَـاب زيارة بن دغر، حيث أعقب الزيارة إعْـلَان ما يسمى الحكومة عن اعتزامها تسليمَ رواتب الوحدات العسكرية وتسليم رواتب الموظّفين في محافظات جنوبية دون أن تعلن أن الأَمْوَال التي ستتكفل بتغطية رواتب تلك المحافظات ليست إلا من العائدات التابعة للنفط والغاز، فيما سيحصل الإصلاح على مليارات الريالات جراء هذه الصفقة.
 
وحتى تظهَرَ الصفقة كما ينبغي لها أوعزت أطرافٌ تابعة لهادي بنشر أخبار تتحدَّثُ عن تكفُّلِ السعودية بدفع رواتب الموظفين، وهو ما لم يحدث، غير أن الهدفَ من ذلك التغطيةُ على حجم الأَمْوَال الكبيرة التي سيتم تقاسُمُها بين هادي والإصلاح، ناهيك عن خفايا صفقات جديدة لبيع النفط أَصْبَـحت حديثَ النُّخبة من عُملاء العدوان أَوْ من أولئك الذين ظلوا على الحياد.
 
تفاصيلُ الصفقات المشبوهة
 
بعدَ زيارة بن دغر سَرعانَ ما تمَّت إعَادَة تشغيل قطاعات نفطية في محافظات حضرموت وشبوة ومَأرب والاتِّفَـاق على كيفية التشغيل ومن ثم التصدير، ومن سيتولى عملية نقل المشتقات النفطية والموانئ التي ستتكفل بالبيع وتقاسم كُلّ تلك المهام للحصول على أَمْوَال جديدة.
 
في التفاصيل أن شركاتٍ تابعةً لعلي محسن الأحمر وأُخْــرَى مرتبطة بتُجَّار لهم علاقة وطيدة بجلال هادي ستتولى عمليةَ نقل النفط من مَأرب إلى ميناء الضبة، بالتزامُن مع إعَادَة تشغيل قطاعات نفطية في شبوة وحضرموت كالقطاع 53 التابع لشركة بترومسيلة الذي استأنف إنتاج النفط قبل أيام، وبعد توقف دام لأَكْــثَــر من عام، ويأتي إنتاجُ النفط من هذا القطاع بعد أن تمت إعَادَة تشغيل أربعة قطاعات أُخْــرَى وضمها لنفس الشركة.
 
 
صفقاتٌ على أنقاض الدمار:
 
الصفقاتُ التي يُبرِمُها هادي مع أطراف محلية ضمن تحالف أتباع العدوان تأتي على حساب الشعب اليمني الذي يعاني من ضائقة اقتصادية ووضع كارثي نتيجة الحصار والعدوان والحرب الاقتصادية، وهو ما يجعلُ تلك الصفقات رغم محاولات أطرافها التستر عليها مؤامرة أخرى على الشعب اليمني وتلاعب بأوجاعه واستغلال جوعه ومعاناته، فأن يحصلَ تحالف هادي والإصلاح على مليارات الريالات من الثروة اليمنية في ظل ما يعانيه المواطن في جميع المحافظات من وضعٍ مُزرٍ ليس إلا خيانة وطنية ومؤامرة قذرة لا يمكن التستر عليها أو تبريرها، فجزءٌ كبيرٌ من تلك الأموال نتيجةَ تلك الصفقات ستذهب للدمار والقتل والخراب والاستمرار في تجويع المواطنين قصد إخضاعهم وإركاعهم.
 
تعز وبابُ المندب
 
وسائلُ إعلام العدوان قالت إن هادي سيُشرِفُ على عملية تحرير تعز، الأمر الذي يتطابق مع نية العدوان السيطرة على الساحل الغربي التابع لتعز، فيما يتبادر إلى أذهان الكثيرين أن معركة تعز قد تقتصرُ على الأرياف والمدينة.
 
ومن منطلق القول إن الأدواتِ لا يمكن أن تتحركَ دون ضوء أخضر من الخارج فيمكن القولُ إن السعودية بالفعل وبفعل أطماعها في اليمن ومحاولاتها إركاع وإخضاع اليمنيين ترى إلى أن الحل السياسي لم يحن وقته بعدُ، رغم ما أصابها من خسائرَ كبيرةٍ في الجبهات الحدودية وعلى الصعيد الداخلي سواءً في المجال الاقْتصَادي أَوْ العلاقات المتوترة بين أقطاب الأسرة الحاكمة.
 
ولعل العلاقةَ بين مخاوفِ المرتزقة وعلى رأسهم هادي مما ينتظرُه في قادم الأيام، حيث سيُصبِحُ خارجَ المشهد وبين خشية المملكة من يمن ما بعد الصمود في وجه العدوان يدفعان كلاً من الرياض وأتباعها إلى توحيد الجهود من أجل إفشال أيَّة جهود لتحقيق السلام وما يحدث اليوم من تحرُّكات وتصعيد ليس إلا جهود حثيثة لإفشال التسوية والاسْتمرَار في الحرب العدوانية مهما كانت الخسائرُ.
 
تحركاتُ هادي ومراهناته على تحقيق إنجازات عسكرية، تأتي في إطار محاولات البقاء في السلطة أَكْــثَــر وقت ممكن، ولو بإيهام الإقْليْم وتحالف العدوان بأكمله بأن الانتظار أفضلُ من إنجاز اتِّفَـاق سياسي خلال الأسابيع القادمة.
 
وفي محاولةٍ لاستغلال الأطماع الأميركية تحديداً في باب المندب والساحل الغربي جاءت تحرُّكاتُ هادي لتلبيَ تلك التطلعاتِ الاستعمارية من خلال الدفع بمئاتِ المقاتلين المتشددين إلى جبهات باب المندب.
 
ومن هنا سنجدُ أن رغبةَ هادي وتطلعات الإصلاح والأجندة السعودية والأطماع الأميركية جميعها التقت في خط واحد قد لا يتعارَضُ خلال المدى المنظور إلا في حالة الفشل في التنفيذ حيث تحرص واشنطن على تغيير التكتيكات ضمن الاستراتيجيات التي لا يطرأ عليها أي تغيير.
 
زيارةُ هادي وتصريحاتُ عبدالسلام
 
لقد جاءت خطواتُ هادي بعد ساعات فقط من تصريحات أطلقها الناطقُ الرسمي لأنصار الله محمد عبدالسلام، تحدث فيها من أن هناك تحرُّكاتٍ قد تُفضي إلى توقيع هادي على اتِّفَـاق مبادئ مسقط، وهو ما يعني ضمناً القبولَ بخروجه من المشهد والبدء في وضع الترتيبات الإجرائية للتوصل لاتِّفَـاق سلام شامل يبدأ بوقف العدوان.
 
وبالتأكيد أن تصريحاتِ عبدالسلام لا يمكن أن تأتيَ من فراغ، بل عن دراية كاملة بحقيقة ما يدورُ في الطرف الآخر الذي حاولَ لملمةَ التداعيات المبكرة للسقوط المدوي، غير أن ما تحدث به محللون سياسيون كالمودّع المقرّب مما يسمى الشرعية الذي أشار ومِن مفهوم ما طرحه إلى أن هادي يتجهُ بالفعل نحو التمرد على الجميع بُغيةَ الحفاظ على منصبه وأن هذه المحاولات تأتي في الوقت الضائع ولن يُكتَبَ لها النجاح، وكأنه يقول: على هادي الانصياع لمطالب السلام بالإذعان لما تم التوافق عليه في مسقط والقبول به.
 
على الصعيد العسكري أَيْضاً فلا يمكنُ لهادي ومعه تحالف العدوان بخبرائه العسكريين وما يمتلكه من تقنيات ومعدات وقدرة تسليحية وتكنولوجية تحقيقُ أَكْــثَــرَ مما تحقق لهم خلال العامين الماضيين، بل إن تطورات المشهد العسكري أكدت ومن خلال فارق القوة بين اليمن المقاوم للعدوان عبر جيشه ولجانه الشعبية وبين دول العدوان فإن اليمنَ تمكن من الصمود خارج توقعات الجميع، بل إن شهاداتِ الدبلوماسيين الأجانب باتت اليومَ تؤكدُ أن صنعاء أَصْبَـحت في موقفِ أفضلَ عسكرياً وسَياسياً، وهو ما صرح به عبدالسلام خلال لقائه بقناة المسيرة قبل أيام.
 
 
هادي والإصلاحُ والورقة الاقْتصَادية:
 
يبقى الشقُّ الاقْتصَادي الذي يحاول هادي والإصلاحُ معاً استخدامَه بالتزامن مع الحصار المفروض من قبل دول العدوان، غيرَ أن احتمالات تجاوز التحدي الاقْتصَادي لا تزال مطروحةً أَيْضاً، وبالإمكان وضَعُ خيارات للمواجهة في هذا المجال وهو ما لم تقدم عليه صنعاء حتى اللحظة.
 
يبقى القول إن الإصلاح الذي حاول القولَ مراراً أنه قادرٌ على تحقيق اختراقات عسكرية واتخاذ خطوات أمنية واقْتصَادية قد تدفع صنعاءَ للاستسلام هو ذاته الذي فشل في معارك نهم وصرواح والتي على ضوئها كانت السعودية تحاول منْحَ مرتزقتها فُرَصاً جديدةً عَــلَّــهم يتمكنون بالفعل من التقدم غير أن الوقائع الميدانية أكدت صعوبةَ الوصول إلى وضع يدفع صنعاءَ للاستسلام لشروط الرياض، والأمر ذاته سيحدث مع هادي والإصلاح معاً.
 
 
عواقبُ أيَّة مغامرة جديدة للعدوان
 
نحنُ هنا لا نجزم بأن العدوان لن ينجر إلى عملية عسكرية جديدة، بل نؤكد أن عواقب ونتائج هذا الانجرار لن تكونَ أفضلَ من مصير ونتائج المعارك والعمليات العسكرية السابقة مهما حاول المرتزقة على الأرض تصويرَ الوضع وفق ما يدور في مخيلاتهم من أوهام وأحلام لا مكان لها في الواقع الميداني، بل إن عدمَ الاستفادة مما حدث خلال الأشهر الماضية من عمليات عسكرية فاشلة يدفع الجميعَ إلى القول إن نتائج العمليات القادمة سيكونُ أَكْــثَــرَ خسارة للعدوان ليس على المستوى العسكري فحسب، بل وستنعكس على وضعية مرتزقة العدوان سَياسياً، فأن يذهبوا اليوم نحو حل سياسي يضمَنُ بقاءَ الجميع في الخارطة السياسية والطيف المجتمعي اليمني ووفق منطلقات مشتركة تحفظُ سيادة الوطن وتصونُ كرامته أفضل بكثير من الاندفاع نحو المزيد من الدمار والقتل من أجل المصالح الشخصية واستجابة للأطماع الخارجية.
 
ولعل وجود قوات عسكرية أجنبية وأميركية تحديداً في عدن وما تم تداوله خلال اليومين الماضيين من أنباءٍ عن وصول قوات من المارينز الأميركي يؤكد حقيقة الأطماع الأمريكية باحتلال اليمن ونهب ثرواته والسيطرة على موقعه الاستراتيجي الهام ويكشف مُخَطّطات العدوان، ويؤكد ما تحدث به قائد الثورة الشعبية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاباته بأن العدوان على اليمن أمريكي إسرائيلي بالدرجة الأولى، وما السعودية ومُرتزقتها إلا أدوات تنفذ ما تُوجَّهُ به.
 
وليس صحيحاً القول إن التحرك الأميركي يأتي في إطار تلبية رغبات هادي في محاولاته البقاء في السلطة بقدر ما هو مُخَطّطٌ خارجي لم تُكتَبْ فصوله النهائية بعد، ولعل الإخراج الشكلي لمرحلة هادي لم يحن وقتها، فلا يزال البعضُ يرى في وجوده فرصةً لتنفيذ أجندته، فيما لن يتمكنَ من تنفيذها وفرضها لو ذهب اليمنيون جميعاً نحو سلام حقيقي وفقَ تسوية سياسية تتوصل إليها القوى الوطنية مبنية على محددات ضمن الثوابت العامة للوطن والمواطن.
قد يعجبك ايضا