(البصيرة البصيرة) .. أهم ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي

 

 

ثم ينادي في الأمة (البصيرة البصيرة) هكذا كان ينادي الأمة عباد الله (البصيرة البصيرة) لأن أول ما تحتاج إليه الأمة هو الوعي, الوعي والبصيرة فلا تضلل ولا تخادع ولا يؤثر فيها كل مساعي المضلين والمجرمين بكل وسائلهم وكل إمكانياتهم للتضليل والخداع.

وحين وقف في ساحة الجهاد وقد خفقت فوق رأسه الرايات قال عليه السلام : (الحمد لله الذي أكمل لي ديني، لقد كنت استحيي من جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله سلم) أن أرد عليه يوم القيامة ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر ) هذه النظرة القرآنية هذه النظرة الصحيحة والسليمة إلى حقيقة الدين أن الدين بدون إقامة العدل بدون الوقوف في وجه الظلم يبقى ناقصًا الإيمان يبقى ناقصًا غير مكتمل لأن إقامة العدل هدفٌ أساسيٌ لرسالات الله بكلها كل رسالات الله كان من أهم أهدافها إنقاذ البشر وتخليصهم من استعباد الطواغيت وإنقاذهم من سطوة الظالمين وطغيان الطغاة وفساد المفسدين.

 

ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} فكانت إقامة القسط إقامة العدل في واقع الحياة هدفًا أساسيًا لرسالات الله سبحانه وتعالى وإذا لم يبقَ هذا الهدف هدفًا للأمة ومسعىً عمليًا لها فإن دينها ناقص ولن يتم لها أبدًا، يفرض عليها الباطل وتضرب في أخلاقها وفي مبادئها وفي قيمها وتهون وتذل.

وهكذا يتحرك الإمام زيد عليه السلام بثبات وحين رأى تخاذل أهل الكوفة من جديد كما تخاذلوا مع جده الحسين عليه السلام قال لأحد القادة الأبطال المجاهدين معه نصر بن خزيمة قال له الإمام زيد عليه السلام: (أتخاف أهل الكوفة أن يكونوا فعلوها حسينية) ففعلوا معه ما فعلوا مع جده الحسين عليه السلام ولكن ذلك لم يثنه ولم يرده ولم يجعله يتراجع إلى الورى قيد أنملة بل ثبت على موقفه وثبت على مبدئه وهو الذي قال : (والله لو لم يخرج إلا أنا وابني يحيى لخرجت ) لما تراجع حتى لو لم يكن معه إلا ابنه يحيى ابن زيد عليه السلام وخاض ملحمته الكبرى ومعركته الشهيرة في مواجهة المجرمين والطغاة بكل وحشيتهم بكل جبروتهم بكل طغيانهم، وحين أصيب بالسهم الغادر القاتل في جبهته الشريفة قال عليه السلام: (الشهادة الشهادة الحمد لله الذي رزقنيها) في تلك اللحظات التي عاش فيها الشهادة وفراق هذه الحياة كان يعيش الشعور الذي عاشه قبله جده الإمام علي عليه السلام حينما قال: (فزت ورب الكعبة) مطمئنًا على الطريق الذي هو فيه وإلى مآله وإلى مساره وإلى نتيجته وعاقبته .

 

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى استشهاد الإمام زيد 1434 هـ

قد يعجبك ايضا
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com