المنهج والأسلوب الأموي سواءً بسواء على نهج الفراعنة ومسارهم

 

حينما نأتي إلى الظروف التي تحرك فيها الإمام زيد عليه السلام ندرك صعوبة الواقع الذي عاش فيه، وصعوبة القيام بالمسئولية في تلك الظروف نفسها، ظروف معروفة، ظروف عاشت فيها الأمة الخضوع المطلق، والاستسلام التام لهيمنة النظام الأموي الجائر، المفسد، المستبد (الذي اتخذ دين الله دغلاً وعباد الله خولاً ومال الله دولاً) والأمة في حالة من الرهبة والخوف والاستسلام، والعجز والشعور بالذلّ والهوان والخضوع للقهر والاستعباد، الحالة التي عمّت وانتشرت في أوساط الأمة نتيجةً للجبروت الأموي المستهتر الذي لم يرعَ حرمة، ولم يحترم أي شيء لا من المقدسات ولا من الدماء ولا يعطي اعتباراً لأي شيء، نجد أنه منذ ما قبل مرحلة هشام منذ معاوية إلى يزيد ثم من تلاهم، الفظائع الكبيرة التي ارتكبوها بحق الأمة في دينها في مقدساتها، في أعلامها، في حياتها، في أمنها في استقرارها، أمور فظيعة جداً سودت صفحات التاريخ، سودت صفحات التاريخ، من يراجع التاريخ بإنصاف يشعر بالخجل أنه كيف أمكن لكل هذا أن يحدث في داخل الأمة التي تنتمي للإسلام، أي فارقٍ يفُرق بين ذلك المسلك والمنهج والأسلوب والسيرة الأموية وبين المسلك والمسار والمنهج والأسلوب الفرعوني، سواءً بسواء على نهج الفراعنة، على نهج الفراعنة، على مسارهم.

ما حصل في ما سبق خروج الإمام زيد عليه السلام ثم في عصره أمور فظيعة جداً من بينها استباحة المقدسات، هدم الكعبة المشرفة إحراقها أولاً، ثم في مرةٍ أخرى هدمها واستهدافها بالمنجنيق واستباحة مكة، هذه فظيعة من الفظائع، عندما نعود إلى ديننا وندرك القداسة الكبيرة لبيت الله الحرام، للكعبة المشرفة، لمعالم الحج في مكة المكرمة التي يحرم فيها استهداف حتى الحيوانات، يحرم فيها استهداف حتى النبات الأخضر، ثم نجد أنهم استهدفوها حتى بالمنجنيق، أحرقوها بالنار، هدموا بنيانها، وكانوا مع إطلاق كل حجر بالمنجنيق تستهدف الكعبة يكبرون أيضاً! يطلقون التكبير.

الآن الآن ونحن في صراعنا مع المستكبرين من أعظم مخاوفنا التي نخاف في ظل استهداف أمتنا في هذه العصر والزمن، من أعظم مخاوفنا أن تُستهدف الكعبة، أن تقوم إسرائيل وأمريكا أن يقوم اليهود والصهاينة باستهداف الكعبة، أليست هذه من أعظم مخاوفنا؟ من أشد ما نتخوّف منه؟ من أكبر ما يزعجنا، هذا حصل في تاريخنا ما نتخوّف أن تفعله إسرائيل، أو أن تقوم به أمريكا، ما يدعو إليه الصهاينة اليوم هو ما قد عمله بني أمية في تاريخ الأمة، فاستهدفوا الكعبة، وقتلوا الناس في البيت الحرام، استباحوا مدينة رسول الله ولم يرعوا أي حرمة، وقتلوا أهل المدينة حتى من لاذ منهم إلى قبر رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، كثير من أهل المدينة في بعض الأخبار وفي بعض الروايات أن ما يقارب ثلاث مائة شخص أو أكثر ذهبوا ولاذوا بقبر الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، على أساس أنه ربما يحترمه الجنود الأمويون، قتلوا الناس على القبر وذبحوهم، ذبحوا الرقاب على قبر رسول الله حتى أغرقوه بالدماء، ثم استباحوا مدينة رسول الله ثلاثة أيام، استباح فيها الجيش الأموي كل شيء، العرض، أباحوا للجيش الأموي قادته بأمرٍ من يزيد أباحوا، نساء أهل المدينة، عرض أهل المدينة، وأباحوا قتل أهل المدينة، وأباحوا ممتلكات أهل المدينة لمدة ثلاثة أيام، استبيحت المقدسات، استبيح الأخيار، قتلوا أخيار الأمة، صفوة الأمة، أعلام الأمة هداة الأمة الذين إليهم ترجع الأمة، في دينها، في تربيتها، في بنائها التربوي والإيماني والديني، قاموا بقتلهم عترة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) لم يرعوا حرمةً للرسول (صلوات الله عليه وعلى آله).

ثم نجد أيضاً من أشكال استباحه المقدسات والاستهانة بكل شيء الاستهانة بالأمة في كل شيء في دينها ومقدساتها وماعدا ذلك هو أهون بالتالي، نجد أنه في عصر الإمام زيد عليه السلام، دخل الإمام زيد عليه السلام إلى مجلس الوالي الأموي هشام وإذا بيهودي! يهودي موجود في المجلس يتحدث إلى هشام ثم ذلك اليهودي في حضرة من يُسمي نفسه أمير المؤمنين، ويعتبر نفسه حاكماً على الأمة الإسلامية بكلها وهو هشام، إذا بذلك اليهودي يسب رسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) قبل أن يأتي الأمريكيون أو الدنمارك أو أي طرف آخر، سب في مجلس الحاكم الذي يحكم على الأمة الإسلامية ثم لا يتخذ أي موقف ولا حتى ينهر ذلك اليهودي، ولا حتى يُبدي استياءً، فالإمام زيد عليه السلام غضب لله، وغضب لرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وتهدد ذلك اليهودي ونهره وقال: (لإن أمكنني الله منك لاختطفن روحك) فما كان من هشام إلا أن نظر نظرات الغضب والاستياء إلى الإمام زيد عليه السلام ليقول له: مَهْ لا تؤذ جليسنا يا زيد. جليسه اليهودي يؤذي رسول الله، يسب رسول الله، ولا يحترم حتى المقام العظيم لرسول الإسلام، فلا يبالي المسألة عادية، ونحن ذكرنا شبيهاً لهذه، انزعاج البعض من تحطيم زجاج نوافذ السفارة الأمريكية فيما هم لم ينزعجوا ولم يغضبوا ولم يتبنوا أي موقف آنذاك تجاه السب والإساءة الفظيعة التي هي أسوأ حتى من السب لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

ذكرى استشهاد الإمام زيد ” ع” لعام 1435 هـ

قد يعجبك ايضا