تحرك الإمام زيد “عليه السلام” تحركاً مسؤولاً بكل ما تعنيه الكلمة

 

الإمام زيدٌ “عليه السلام” تحرك من موقع المسؤولية بكل ما يحمله من قيم ومبادئ، من موقع الهداية، هو رجلٌ منتمٍ إلى العترة الطاهرة، هو مرتبطٌ بالقرآن الكريم، حليف القرآن، اهتدى بهذا القرآن، فكان لهذا القرآن أثره العظيم في روحيته، وفي فهمه للمسؤولية، في إحساسه بالمسؤولية، في اندفاعه للتحرك، في إشفاقه على الأمة، في إدراكه لخطورة الوضع القائم وما يمثله أولئك الطغاة، والظالمون، والمجرمون، والمضلون، والمفسدون، من خطورة كبيرة على الأمة، في إحساسه بمعاناة الأمة ومظلومية الأمة.

تحرك الإمام زيدٌ “عليه السلام” تحركاً مسؤولاً بكل ما تعنيه الكلمة، من منطلق المسؤولية أمام الله “سبحانه وتعالى”، المسؤولية التي تربى عليها واستوعبها من خلال القرآن الكريم، والتربية الإيمانية التي حظي بها لدى والده زين العابدين وسيد الساجدين، لدى أخيه الباقر “عليهما السلام”، وورثها أيضاً في البيت الطاهر، تحرك الإمام تحركاً مسؤولاً بكل ما تعنيه الكلمة، وهو الذي يقول: ((واللهِ مَا يَدَعُنِي كِتَاب اللهِ أَنْ أَسْكُت)) يعني: لا يسمح لي كتاب الله بالسكوت، ما في القرآن من توجيهات، ما في القرآن من تعليمات، ما فيه من مبادئ، ما فيه من قيم، ما فيه من أخلاق، ما فيه من أثرٍ عظيمٍ في تربيته وتزكيته، لا يسمح لي أن أسكت أمام واقعٍ كهذا الواقع، بكل ما فيه من ضلال، بكل ما فيه من ظلم، بكل ما فيه من استعبادٍ للأمة، بكل ما يفعل فيه الطغاة، والجبابرة، والمفسدون، والمضلون، ((مَا يَدَعُنِي كِتَاب اللهِ أَنْ أَسْكُت)) لا يسمح لي بالسكوت، فتحرك تحركاً مسؤولاً، هادفاً، وعياً، على بصيرة من أمره، وهو الذي كان يقول: ((البَصِيْرة البَصِيْرة ثم الجهاد)) تحرك بناءً على هذا الوعي.

ونحن حينما نتأمل أو عندما نعود إلى التاريخ ونتأمل في هذا التاريخ، ننطلق من هذا الواقع الذي نعيشه وتعيشه أمتنا اليوم، نحن بطبيعة الظروف التي تواجه فيها الأمة التحديات والمخاطر الكبرى، وتعاني فيها الأمة من مظالم كبيرة، وتعاني أيضاً من استهداف غير مسبوق في تاريخها، من جانب الطغيان الأمريكي والإسرائيلي، ومعه أدواته من أبناء الأمة، نعود إلى التاريخ لاستلهام العبر، واستلهام الدروس، والاستفادة من كل ما في هذا التاريخ، ومن كل ما قدّمه أولئك الرموز العظماء، والهداة الأبرار، بكل ما يقدمونه لنا من دروسٍ وعبرٍ وأثرٍ عظيمٍ في أنفسنا، وفي واقعنا المعنوي والنفسي.

الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد في ذكرى استشهاد الإمام زيد” ع ” لعام 1439 هـ

قد يعجبك ايضا