صرخة زيد
الشاعر / حسين شرويد
هتفَ الزمانُ بحزنهِ متكبدا
يشكو الجروحَ وبالدموعِ توسّدا
وبكى على زيدٍ ونادى صارخاً
يا أمةَ القرانِ أمةَ احمدا
هذا حفيدُ نبيكُم ناداكمُ
نحو الجهادِ ولا اسْتُجيبَ لهُ الندا
هو قائلٌ يدعوا لحملِ بصيرةٍ
تنجيكمُ من شرّ أبواقِ العدا
حبُ الحياةِ مهانةٌ ومذلةٌ
ليظل سرُّ العزِّ سيفًا أجردا
بجهادهِ ضحى وقدمَ روحَهُ
يعلو الجوادَ مجاهداً ومرددا
ان كان دين محمدٍ لم يستقم
الا بقتلي فلتكن نفسي الفدا
بُهِتَ الجميعُ بعلمهِ وبوعيهِ
وبنورهِ غسقُ الظلامِ تبددا
أسدٌ هصورٌ شدّ رافدَ مجدِهِ
مسدًا بجيد عدوه متأبدا
ما زالَ منهجهُ حسينيُّ الخُطا
وبجدهِ طه تحرك واقتدى
مُذ حالفَ القرآنَ أحيا نهجَهُ
يأبى السكوتَ وفيهِ كانَ مُجسَدا
فتآمرَ المستكبرونَ لقتلهِ
يبغونَ زيداً بالغوائلِ والردا
صلبوهُ ظُلماً منهمُ وتكبراً
ذرّوه في نهرِ الفراتِ ليُفقَدا
شاءت طواغيتُ الجهالةِ محوَهُ
واللهُ شاءَ لهُ بأن يتخلدا
بقلوبنا مثواهُ قدساً شامخاً
وسناهُ في وحي المعارجِ فرقدا
ودنت لهُ حتى النجومَ كرامةً
وله البساطُ على الثريا مقعدا
عظُمَت مصيبةُ آلُ بيتِ محمدٍ
بمصابهم يا للمصابِ الامجدا
ثقبَ القلوبَ بحزنها من فَقدِهِ
والصبحُ فيها باتَ ليلاً أسودا
والظلمُ سادَ الأرضَ بعدَ غيابهِ
والبغيُ عاثَ الشرَّ فيها مفسدا
وهشامُ أمريكا اللعينُ بعصرنا
مسخَ العقولَ بمكرهِ وتمردا
والعُربُ آل أميةٍ في جهلهم
سردابُ في وحلِ الظلامِ تجددا
باعوا عروبَتهم وباعوا دينهم
وسعوا إلى قربِ اليهودِ توددا
صلّوا لإسرائيلَ في أمِّ القُرى
ولكبرِ أمريكا أشادوا معبدا
النفطُ ربٌ والدراهم كعبةٌ
والناسُ للدولارِ باتوا سُجَّـدا
عبدوا القويَّ بغيّهِ إذ أشركُوا
بل كاد جمعُ العُربِ أن (يتهودا)
بخلافِ شعبٍ شامخٍ لا ينحني
هو ثائرٌ … لجهاد زيدٍ جسدا
زهقَ البُغاةُ الظالمونَ بقوةٍ
نسفَ العروشَ وكان حقاً مِرصدا
متبوأَ التاريخُ منذُ بزوغهِ
إذا أنهُ بالمجدِ كانَ مُقلّـدا
وبنى سياجاً بالجماجمِ شاهقاً
وأعدّ جيشاً بالجحافلِ مُرفَدا
طوفانهُ شبَّ الجحيمَ لخصمهِ
ورمادُ زيدٍ باللهيبِ تَوقّدا
وقفتْ لهُ كلُ الشعوبِ مهابةً
وبدهشةٍ كادت تذيبُ الجلمدا
يا قبلةَ الثوارِ هذا عهدُنا
والعهدُ من فيضِ الدماءِ تعمدا
أنا بنهجك سيدي لن ننثني
في ثورة العظماء لن نترددا