في ذكرى الشهيد المصلوب
الشاعر/ محمد عبدالقدوس الوزير
قال زيدٌ وأصَدقُ النّاسِ قِيلا
من احبَّ الحَياةَ عاشَ ذليلا
فاغتنمْ فُرصَةَ الحياة ليوم
فيه تبرا منَ الطغاةِ وكي لا
إن زيدا من الحسينِ ومِنهاجُ
الحسينِ الجهادَ ظلا ظليلا
فبنو البَغيِ يبتغون اعوجاجا
وبنو الحق يُوقظون الجيلا
من كزيدٍ وجدِّه وعليٍ
كعليٍ في المُدلَهَمِّ دليلا
فانظروا ما هشامُ واستنسِبُوه
وانسُبوا آلَ هاشمٍ ترتيلا
قُرناءُ الكتابِ يَهدونَ بالحق
ويبغُونَ للكتابِ وُصولا
راسخوا العلمِ مِنحَةً من إلهٍ
وبتأويله لَهُمْ تعويلا
فلزيدٍ ومن تشيَّع فيه
مسلكٌ لم تجدْه إلا قليلا
الجهادَ الجهادَ إن لمْ تجاهد
لستَ تبقىٰ على الحياة كميلا
شيعةُ المصطفىٰ من الآلِ حقًا
أشتَرِيُّون زُمِّلوا تزميلا
واليمانيونَ للوفاءِ شُموسٌ
وبُدورٌ كم بادروا، تأصيلا
ينصرونَ المظلومَ في كل عصر
جانسُوا زيدَ بكرة وأصيلا
فانظرُوا عصرَنا وما حل فيه
مِنْ تَحدٍ.. لولا الجهادُ سبيلا
نَمذِجُونا أيقُونةً لشعوبٍ
علَّها أن تُفيدَ شيئا جميلا
إنَّ نفساً لم تعرفِ الذُّلَّ يومًا
هي نفسٌ.. وغيرَها تقويلا
فاليهوديُّ في هشامٍ سيبقى
وهشامُ الاجيال يَعدُو عويلا
فرْعَنَ البغيَ منْ توَلَّوهُ صمتًا
ثم صَاروا ضَحيةً ووَبيلا
لو فَهِمْنا زيدًا لما غابَ عنا
إن زيدا لا يرتضي التَّمثيلا
مثَّلوا بالرُّفاةِ عندَ فُراتٍ
والكناساتُ أسرِجَتْ قِنديلا
صَلبُوا زيدَ.. ليس غيرَك زيدٌ
صَلبوهُ وذَرّرُوه.. قتيلا
أنت فينا المصلوبُ حقا وإنا
فيكَ صِرنا مع المدى سلسبيلا
صلواتُ الرّحمنِ تسكنُ قلبا
يمنيًا مازال يمضيْ قبيلا
ولجانًا والجيشَ أزكىٰ سلاما
وصلاةً تلقى بها اسماعيلا
يا عراقينِ رافداكِ استحالا
سَبخاً والدِّماءُ تَشخُب سيلا
فلتكونوا أنصارَ طهٰ ك إنا
نَفتدي بالدماءِ ، نزدادُ كيلا
إن خذلانَ أمةٍ عن هداها
في هداها يعد غولا ثقيلا
وهي تُنبِي عن لقْلقَاتِ لسانٍ
ما استقرّتْ في القلب فعلا وقولا
إنْ تكونُوا من زيدَ فلتُعْلِنُوها
صًرخةً تبلغُ المدىٰ المستحيلا