المملكة العجوز ….وعجائز المملكة .
لا يخفى أن أسرة آل سعود الحاكمة لبلاد الحرمين تعيش لحظات حرجة , وتلفظ أنفاسها بصعوبة , ولولا أجهزة غرف الانعاش الأمريكية لكانت الجزيرة العربية قد لفظت هذه الأسرة الصهيونية . لكن حاجة البيت الأبيض لبقاء هذه الأسرة العميلة تجعلهم يبقون عليهم لحين استكمال بقية المخططات الصهيونية في المنطقة .
وبالرغم من جهود الانعاش هذه الا ان هناك مؤشرات واضحة تشير الى زوال حكم هذه الأسرة الصهيونية المجرمة الذي طال لأكثر من مئة عام .!
أولى المؤشرات هو الشيخوخة التي تعانيها رموز هذه الأسرة , بالإضافة الى الأمراض المصاحبة و كثرة عمليات (التشليح) والترقيع التي يخضع لها عجائز المملكة في المستشفيات الغربية , وبرغم كلفة سفريات العلاج الباهظة , فالتأثير الأكبر هو غياب الزمرة الحاكمة عن مواقع الحكم و القرار , مما حدى بالبيت الأبيض الى استغلال هذه الشيخوخة و هذا الغياب لوضع المعاونين و اقتراح شركات الاستشارات لتسيير امور المملكة , و عليه فان على الحاشية و المعاونين اثبات عمالتهم لإدارة البيت الأبيض لضمان (التوصية) لدى الأسرة , وهذا ما جعلهم (المعاونون والحاشية) عملاء أكثر من العميل نفسه , و الرابح دوماً هو اللاعب الأمريكي .!!
المؤشر الثاني , هو صراع الأجنحة الشابة داخل الأسرة الحاكمة , و هذه الأجنحة تمثل أبناء الملوك وولاة العهد الذي يحاول كل منهم , في فترة والده, الاستئثار بأكبر قدر من السلطة و الثروة و الحاشية و الأتباع , و هذا الصراع تجلى في حالات الوفاة ( أو القتل بالأصح ) والتي راح ضحيتها , مؤخراً , اثنان من ولاة العهد , وآخرها خبر موت الأمير (متعب )نجل الملك الحالي , وكذلك هناك محاولات الاغتيال لعدد آخر من الأمراء من الجيل الثاني, وعمليات الاقالة من المناصب الحساسة . وما يزيد الطين بلة هو كثرة عدد أفراد هذه الأسرة الذي تجاوز الآلاف ,أضف الى هذا كله انتشار الفساد في أوساطهم , و أعني هنا كل أنواع الفساد و بلا حدود .!!
المؤشر الثالث هو نتيجة المؤشرين السابقين , و أقصد به دور اللاعب الأمريكي المراقب لوضع الأسرة المالكة , فكون الادارة الأمريكية شريان الحياة لآل سعود , فانه من السهل عليها اطلاق رصاصة الرحمة في قلب المملكة في الوقت الذي ترى فيه الادارة الأمريكية أنه المناسب للتخلص من المملكة العجوز و عجائز المملكة , ذلك أنها (الإدارة الأمريكية ) ترى أن وسيلة استغلالها للمنطقة تذوي بين يديها , ومن المنطقي انها ستتجه للبحث عن البديل , ولعلها قد وجدته في شيخ قطر , ولا أدل على هذا من الدور الاقليمي الذي يتبناه الأخير وبرعاية و مباركة أمريكية على حساب دور العميل السعودي القديم . فماذا لو تم قتل سفير أو قنصل أميركي في السعودية في تفجير (إرهابي)؟ الأمر غير مستحيل , وتستطيع أميركا تدبير ذلك بسهولة, ولكن ماذا لو تم ؟ثم يهرب المنفذون الى أي مدينة سعودية ؟ أو ادعت أميركا أنهم يتواجدون مثلاً في مكة أو المدينة؟ إذا حصل الأمر , ستقوم الدول العربية و الإسلامية بإدانة قتل الأميركيين و تعلن تعاونها مع أميركا للحرب على (الإرهاب)!!!! وحسب القانون المعمول به في أفغانستان و العراق وليبيا و اليمن , سيقوم الجيش الأميركي بملاحقة المطلوبين ويدمر كل ما يعترضه من بشر أو حجر. أليس هذا السيناريو الأميركي ممكن الحدوث في أي بلد إسلامي , بما فيها السعودية؟ بل تتوفر في السعودية كل المواصفات في البلدان الممكن اختلالها , فهي بلد تحكمه سلالة مستبدة , وتنعدم فيه الحريات , وتنهب فيه الثروات , ولا توجد به أبسط أشكال الديمقراطية !!! أليست هذه المواصفات تكفي لإثارة العالم ضد المملكة النجدية ؟ هذا عدا عن كون المملكة من أكبر داعمي وممولي ما يسمى بالإرهاب , وهي منبعه , ومصدره الوحيد في العالم !!!! أضف إلى ذلك قمعها للمعارضين , وقتل المتظاهرين ووووووو الخ قوائم جرائم آل سعود . إذاً , برأي أن المسألة هي مسألة وقت و حتى يحين الدور على المملكة العنصرية المذهبية ,لتنقلب أميركا ضد نظامها , وليست خدماتها بأجل من خدمات الكثير من العملاء الذين تخلت عنهم أميركا .
السؤال الحقيقي هنا هو : هل سيكتفي العرب و المسلمون بالمشاهدة كما أصبحت عادتهم ؟ هل سينظرون القوات الأميركية تدنس الحرمين , كما دُنس الأقصى ؟و يُقتل المسلمون كما هو الحال في معظم البلدان المُحتلة من أميركا ؟ هل يُحس المسلمون بعد كل هذا أن بلاد الحرمين هي المُستهدف الحقيقي من كل هذا التطويع و التدريب على القبول بالذل و المهانة التي تعرضنا لها طيلة العقود الماضية ؟ نعم بلاد الحرمين هي الهدف الأكبر للصهيونية العالمية , ولكن كان من الواجب قبل احتلالها تطويع المسلمين و تعويدهم على السكوت وتذليلهم وتفريقهم و تدمير جيوشهم و اقتصاداتهم ووحدتهم ونسيجهم الاجتماعي وتمزيق ومسخ مفاهيم دينهم ! فإلى متى الغفلة ؟
….
مجرد سؤال: كيف لو يأذن الله بزوال دولة آل سعود ؟هذا لا بد منه طبعا, إنما أقصد بثورة في الوقت الراهن(قولوا إنشاء الله ), السؤال هو:
ما موقف إخواننا في اليمن؟؟ هل سيهبّون لنصرة إخواننا في بلاد الحرمين؟؟ هل سيدافع إخواننا عن النظام السعودي و (يجاهدون معه ) ؟ حتى و لو أمرت أمريكا بالجهاد ضده ؟ لا تستبعدوا ذلك من اليهود , فقد أمروا بالجهاد مع طالبان , وبعدها استنفروا العالم ضدها!!!!!!