في يومه العالمي.. استهداف مراكز محو الأمية شاهد على بشاعة العدوان
يصادف يوم الـ8 من سبتمبر من كل عام، اليوم العالمي لمحو الأمية وهي مناسبة من المناسبات المهمة في مختلف دول العالم لأن جميع الدول تحتفل بهذا اليوم لتعزيز قدرات المجتمع وتوجيه الأفراد نحو التعليم، مما يدل على أهمية القراءة وعلومها في التأثير على حياة الفرد بشكل خاص وعلى المجتمعات بشكل عام.
منذ بدء العدوان الأمريكي السعودي على اليمن كانت العملية التعليمة هدف أساسي من أهداف العدوان، الذي دمر بآلة حربه الهمجية آلاف المدارس والمؤسسات التعليمية وقتل وجرح أعداداً كبيرة من الطلاب والعاملين في القطاع التربوي والتعليمي بالإضافة إلى ما قام به من استهداف طال كل مقومات العملية التعليمية من تدمير للمؤسسات التربوية والمدارس وملحقاتها وتجهيزاتها، وحرمان الأطفال والتلاميذ من حقهم في التعليم، بل واستهداف الطفولة البريئة وبتلك الوحشية المتجردة عن القيم الانسانية بالقتل والتشريد..
وفي هذه المناسبة أصدرت منظمة انتصاف تقريراً أكد ارتفاع نسبة الأمية في اليمن من 45% إلى أكثر 65%، بما يحمله من آثار سلبية وتداعيات اجتماعية واقتصادية على المجتمع في بلد يصنّف ضمن الأفقر في العالم.
وأفادت منظمة انتصاف أن نسبة عدد النساء بمراكز محو الأمية وتعليم الكبار بلغت 95% ، مضيفة أن نسبة الأمية في أوساط النساء تزيد عن 60% في بعض المحافظات في اليمن، كالحديدة التي تصل فيها أعداد الأميين والأميات إلى أكثر من 1,2 مليون، 62% منها من الإناث.
وأكدت منظمة انتصاف تضرر 53 مركزا لمحو الأمية و تعليم الكبار و 19 مركز تدريب أساسي و نسوي و تضرر اكثر من 3168 شخصا ، منهم 84% نساء .
ولفتت المنظمة إلى التحديات والمعوقات التي تواجه قطاع التعليم و العملية التعليمة بشكل عام و مراكز محو الأمية في اليمن بشكل خاص.. موضحة أن شح الإمكانيات بالنسبة لمستحقات المعلمات والمدربات هي من المعوقات الأساسية.
وأوضحت أن المعلمات يواصلن التعليم بدون مقابل وبشكل طوعي و عدم حصول الملتحقين بالمراكز و غيرها على الكتب والمناهج والمقررات الدراسية، والمستلزمات الدراسية، بالإضافة إلى نفقات تشغيل مراكز محو الأمية.
وذكرت المنظمة أن هذا الارتفاع في نسبة الأمية سببه استمرار العدوان والحظر الجوي والبري والبحري منذ اكثر من 8 أعوام ، والاستهداف المباشر والممنهج للعملية التعليمية وبنيتها التحتية، وهو ما أدّى إلى تدمير آلاف المدارس ونزوح آلاف الأسر وتردّي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر و الذي أسهم في ارتفاع نسبة التسرّب من المدارس وعمالة الأطفال نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر ما أجبرها على الدفع بأبنائها إلى سوق العمل.
ونوه بيان المنظمة إلى توسع ظاهرة عمالة الأطفال خلال العدوان بنسبة قد تتجاوز أربعة أضعاف ما كانت عليه سابقاً، مشيراً إلى أن 1.4 مليون طفل يعملون محرومون من أبسط حقوقهم، وحوالي 34.3% من الأطفال العاملين تتراوح أعمارهم ما بين 5 و17 عاماً.
وحمّلت المنظمة، تحالف العدوان بقيادة أمريكا والسعودية المسؤولية عن ارتفاع معدلات الأميه في اليمن ، مطالبة المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والهيئات الحقوقية والإنسانية بتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية تجاه الانتهاكات، التي تحدث بحق المدنيين .
ودعت أحرار العالم إلى التحرّك الفعّال والإيجابي لإيقاف العدوان وحماية المدنيين، وتشكيل لجنة دولية مستقلة للتحقيق في كافة الانتهاكات المرتكبة بحق الشعب اليمني، ومحاسبة كل من يثبت تورّطه فيها.
استهداف العملية التعليمة
ومع ذكرى مرور ثمان سنوات من العدوان أصدرت وزارة التربية والتعليم تقريراً عن آثار العدوان على التعليم الأساسي والثانوي وآثار العدوان على مراكز محو الأمية وتعليم الكبار ومراكز التدريب الأساسي والنسوي، حيث أكد تقرير الوزارة أن العدوان دمر 52 مركزاً لتعليم الكبار.
كما أكد التقرير أن اجمالي المنشآت المتضررة من العدوان بلغت ثلاثة آلاف و768 منشأة من أصل 16734 منشأة، في عموم الجمهورية اليمنية.. موضحة أن المدارس المدمرة تدميراً كليا بلغت 435 منشأة، وألف و578 منشأة مدمرة جزئياً، و999 منشأة مستخدمة لإيواء النازحين، و 756 من المدارس المغلقة التي تم تصنيفها بأنها غير آمنة.
وعدد الطلاب الدارسين في المدارس المدمرة تدميراً كلياً يبلغ ( 137.964 )طالبا، وعدد الطلاب في المدارس المتضررة جزئياً (961410 ) طالباً، وعدد الطلاب في المدارس المستخدمة لإيواء النازحين (565775 ) طالباً ، فيما يبلغ عدد الطلاب في المدارس المغلقة( غير آمنة ) حوالي (261090 ) طالباً.
وأضافت الوزارة أن اجمالي عدد القوى العاملة المنقطعة رواتبهم جراء العدوان ( 196197 ) عاملاً وتبلغ نسبتهم ( 64.7 % ) من اجمالي عدد العاملين، فيما يبلغ اجمالي عدد الطلاب الذين يتولون تعليمهم في المدارس أكثر من ( 4.292.018 ) طالباَ وتبلغ نسبة الطلاب من اجمالي الطلاب في الجمهورية اليمنية ( 71.7 % ).