التغيير الذي أحدثه النبي محمد يؤكد قوةُ وعظمة الرسالةُ الإلهية

 

إنَّ الرسالة الإلهية بما فيها من قيم وأخلاق ومبادئ ونور ستبقى هي مشروع النجاة وملاذ الأمة، بعد فشل كل الرهانات والاتجاهات الضَّالة والزَّيف المحسوب على الإسلام، وكما كان مسارها في حركة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله مساراً عظيماً ومتكاملاً غيَّر الواقع تماماً آن ذاك، الواقع المظلم بكل ما فيه من ظلال وجهل، وتخلف، وشتات، وفرقة، وانعدام للمشروع والهدف، وبنا بناءً متكاملاً في شتى مجالات الحياة، ولم يكن مساراً قائماً على الرهبانية ومنغلقاً داخل أسوار المساجد في عزلةٍ عن الحياة والواقع، بل كان له نتيجته التي في مقدمتها الإطاحةُ بالظلم والفساد، وإصلاح الواقع، والقضاء على نفوذ وتسلط المجرمين في الجزيرة العربية، ثم التأثير في الواقع العالمي

وتجلَّى بوضوح في حركة النبي محمد عظمةُ وقوةُ الرسالةُ الإلهية، وقدرتها على التغيير، ومواجهة التحديات، وإذا أرادت الأمة اليوم تغيير واقعها، وتصحيحَ وضعها، فذلك مرتبطٌ بعودتها الجادة الواعية إلى مبادئَ وقيم وأخلاق هذه الرسالة، وإلى الرسول صلى الله عليه وآله قدوةً تقتدي به، وقائداً وأسوة، والتعرُّفَ عليه وعلى مسيرته العملية، وحركته بالرسالة الإلهية التي هي رحمة من الله للعالمين، وبالتمسك بها تحظى الأمة من الله بالنصر والعون والتأييد، وتستعيدُ دورها الحضاري بين الأمم مقيمةً للعدل، متخلصةً من هيمنة الطغاة والظالمين.

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

من خطاب المولد النبوي الشريف لعام 1434 هـ

قد يعجبك ايضا