غياب القيم عن الواقع العالمي شاهدٌ على حاجة البشرية إلى التأسي بالنبي محمد

إنَّ فشل المسلمين للأسف في إبرازِ قيمِ الإسلام، وتجسيدها في الواقع بالشكل المطلوب أساء كثيراً إلى الإسلام لدى الشعوب الأخرى، والمسئول عن هذا الفشل هم الحكام الجائرون، ومعهم المظلون والمبطلون الذين زيَّفوا الإسلام، ولذلك يسعى الأعداء إلى تقديم الزَّيف المحسوب على الإسلام ممثِّلاً عن الإسلام، لإفقاد الأمة والشعوب الأخرى الأمل به مستقبلاً، وهم في هذه المرحلة يُلبِسون الاستبداد والعمالة ثوباً إسلامياً لأجل هذا الهدف، ويسعون لإيصال بعض القوى المتلبسة بالإسلام شكلاً، والبعيدة عن مبادئه المثلى وقيمه العظيمة مضموناً، يحاولون أن يوصلوها إلى السلطة لهذا الهدف، ويعملون على أن يكونوا هم البديل عن الرسالة والرسول، وعن الأنبياء في موقع التأثير في الأمة، وصياغةِ واقع الأمة حسب أهواءهم فيما يخدم مصالحهم ويطمس هوية الأمة الإسلامية، وفي مواجهة ذلك فإن الأمة اليوم معنيةٌ بالحفاظ على أصالتها في مواجهة الزَّيف، والتحريف، والتظليل، والعمل على الحفاظ على استقلالها والانعتاق والتحرر من هيمنة أعدائها ومن عملائهم الذين يريدون تحويل أمةٍ بكلها، الأمة الإسلامية في المنطقة العربية وغيرها، يريدون تحويل الأمة بكلها، وكل ما لديها من مقدرات ومن جغرافيا إلى مجرد ورقة بيد أعدائها، ومُصادرة وجودها المستقل والحضاري، وهذا ظلم كبيرٌ كبيرٌ للأمة ولا يجوز أن تقبل به الأمة.

إنَّ الواقع العالمي الذي تقوده قوى الطغيان، وتصنعه قوى الطغيان وفي مقدمتها أمريكا والذي غابت عنه القيم، وغاب فيه الارتباط بالأنبياء شاهدٌ على حاجة البشرية إلى التغيير والعودة إلى القيم، وإعادة دور التأسي والاقتداء بأنبياء الله وخاتمهم محمد صلى الله عليه وآله وتعزيز الارتباط بأنبياء الله.

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

من خطاب المولد النبوي الشريف لعام 1434 هـ

قد يعجبك ايضا