ثورة الـ21 من سبتمبر .. أنقذت البلد من الغرق في الفوضى
يقول قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله): “هذه المناسبة ذات أهميةٍ كبرى؛ لأنها تتعلق بإنجازٍ عظيمٍ لشعبنا العظيم، ولثورةٍ لا زالت مستمرة، تمثِّل أهميةَّ كبيرةً لشعبنا في أهدافها، في مضمونها، في نتائجها، فيما يتعلق بحاضره، وفيما يتعلق بمستقبله”.
وهي مناسبةٌ مهمةٌ بأهمية إنجازها الكبير، وبأهمية دورها المهم، في حاضر ومستقبل الشعب اليمني، وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت ولا زالت ضرورةً بكل ما تعنيه الكلمة، بالاعتبار الديني، والأخلاقي، والإنساني، والوطني.
ويصف الرئيس الشهيد صالح علي الصماد ثورة 21 سبتمبر بقوله: ” الثورة الشعبية أسقطت نظام العمالة والتبعية والفساد، وأطاحت برموز العمالة والتخلف والإرهاب، وفتحت الباب لانعتاق القرار السياسي اليمني من مرحلة الوصاية والهيمنة الخارجية، التي ظلت تكبّل شعبناً بقيود الفقر، والتخلف، والقمع، والوصاية على القرار السياسي.”
أما رئيس الجمهورية المشير/ مهدي محمد المشاط فقد وصف ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بقوله: “إن احتفاءنا بالحادي والعشرين من سبتمبر المجيد ليس عملاً ترفياً، وإنما هو تتويجٌ سنويٌّ لنضالات شعبٍ كريمٍ قرّر الخلاص من براثن الوصاية والهيمنة الخارجية، والانعتاق من كل أشكال وصيغ الارتهان والتبعية، في إطار ثورة مجيدة وضعت نصب عينيها عزة اليمن ورفعته، ثورة كل ما فيها يمني .. وكل ما فيها وطني.”.
ويضيف قائلاً: “لقد مثّلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد – وما تزال – ثورة الضرورة الدينية والوطنية والإنسانية.”
لأنها ثورة حرية اندلعت من واقع معاناةٍ كبيرة، ومظلوميةٍ عظيمة، ومخاطر حقيقية استهدفت شعبنا العزيز في أهم الأشياء: في استقلاله، وحريته، وكرامته.
ثورة استقلال في ظل واقعٍ سادت فيه سياساتٌ عدائية تتجه ببلدنا نحو الانهيار الشامل، وذلك كله بفعل السياسات العدائية الأمريكية، في ظل الوصاية الأمريكية على بلدنا العزيز.
ثورة وطنية بفعل السياسات الارتهانية لقوى السلطة آنذاك، وتفريطها الكبير في شعبها وبلدها؛ نتيجةً لانشغالها بأولوياتها الحزبية، والفئوية، والشخصية.
إرهاصات ما قبل الثورة ..
لمعرفة أهمية التحرك الشعبي في إطار الثورة الشعبية، فإنه من المهم جداً الاستحضار، والتذكر، والتقييم لمرحلة ما قبل ثورة 21 سبتمبر2014م، وذلك لإدراك ما كان سيؤول إليه وضع البلد لولا توفيق الله “سبحانه وتعالى” لشعب الحكمة والإيمان بتحركه الثوري، وما أمده الله به من المعونة والنصر والتأييد.
وما حدث بعد ثورة الشباب في 2011م، وما تبعه من تدخل خارجي كبير لاحتواء الأوضاع، ومحاولة السيطرة على البلد، واستغلاله بما يخدم السياسات العدائية للخارج، بالدرجة الأولى للأمريكيين وحلفائهم في بلدنا، فقد عمدت أمريكا إلى فرض صيغة سياسية لاحتواء الوضع وأسموها “المبادرة الخليجية”، وهي إنتاج أمريكي، قُدِّم بعنوان خليجي، وبإشرافٍ مباشرٍ من السفير الأمريكي آنذاك، وركَّزوا من خلال ذلك على ربط الوضع في البلد والشأن الداخلي اليمني بهم.
البند السابع
بعد ذلك حدثت الكارثة الكبرى في إدخال اليمن تحت البند السابع، والوصاية الأمريكية بشكلٍ رسميٍ ومعلن، حيث قُدِّمت مسألة الوصاية (وصاية الدول العشر)، وعلى رأسها الأمريكي، وبناءً على ذلك أصبح السفير الأمريكي في صنعاء هو المعني الأول-بحكم تلك الوصاية-المعني الأول بشؤون اليمن، وهو رئيس الرئيس، وصاحب القرار، وأصبح يلتقي هو بالمسؤولين [الرئيس، الوزراء…الخ] ويوجههم، ويفرض السياسات والتوجهات، ويحدد المواقف، ومعنى ذلك:مصادرة الاستقلال، والكرامة، والحريّة على بلدنا وشعبنا والسيطرة والاحتلال بدون معركة، وبدون حروب والسيطرة بشكل مباشر وتلقائي، وبطريقة هادئة، وبدون حتى معاناة ولا كلفة.
أما السياسات التدميرية فلم يكن “سفراء الدول العشر” الذين قدموا أنفسهم أوصياء على بلدنا وشعبنا لم يكونوا ناصحين، ولا عملوا على قاعدة “مصلحة شعبنا”، بل كانت تهمهم مصالحهم هم، مصالح بلدانهم، فكانوا يعملون وفق سياسات تدميرية تصل ببلدنا إلى حالة الانهيار في كل المجالات:
فعلى المستوى العام: كانت الخطة الأمريكية تعمل على:
-تفكيك بلدنا من الداخل، برفع مستوى التباين والانقسام السياسي والمناطقي، وبطريقة تصاعدية، بتقسيمات كثيرة، وعناوين كثيرة، وخلافات كثيرة،
-تغذية الانقسامات تحت العناوين المختلفة: سياسياً، ومناطقياً، ومذهبياً، واجتماعياً، وعرقياً، وتحت كل العناوين، وبأساليب متعددة، والسعي من وراء ذلك أن يصلوا بأبناء شعبنا إلى أن يفقدوا الشعور بالهوية الجامعة والروابط الأساسية.
وعلى المستوى الأمني:
وصلت الحالة الأمنية إلى انعدام الأمن في البلد بشكلٍ تام، بدءاً من المواطنين، والموظفين، وصولا إلى منتسبي الأجهزة الأمنية بنفسها ومن أبرزها: –
-الاغتيالات والتفجيرات، والعمليات المختلفة، بشكل تصاعدي خطير.
-الانتشار الواسع للتكفيريين في معظم المحافظات بشكلٍ منظم، وبتسهيلات كاملة، وصولاً إلى أمانة العاصمة والتي أصبح لهم معسكرات على مشارفها.
-انتشار قطاع الطرق، وعملية قطع الطرقات، ونهب المسافرين.
-نشر الفوضى بشكلٍ عام في البلد، وكل ذلك يتم بشكلٍ متصاعد، ويتجه نحو الأسوأ بشكلٍ مستمر، وبمستوى كارثي، ولنا أن نتصور لو لم يتحرك الشعب ذلك التحرك إلى أي مستوى كانت ستصل الأمور وفق خطط الأمريكيين وحلفائهم.
وعلى المستوى الاقتصادي:
كان الوضع يتجه نحو الانهيار، والمجاعة، والبؤس الشديد، في ظل واقعٍ لا مبرر فيه لكل تلك الأزمات، فليس هناك حرب ولا حصار على البلد، وكل المنافذ مفتوحة، وكل الإيرادات المالية من الثروات النفطية في كل أنحاء البلد، والإيرادات المالية الجمركية والضريبية تصل إلى تلك السلطة، ومع ذلك تتوالى القرارات بالجرع، ويتدهور آنذاك الوضع الاقتصادي باستمرار، كسياسات وقرارات، وليس بفعل ظروف حصار، ولا بفعل حرب.
وعلى المستوى العسكري:
تحت عنوان إعادة الهيكلة، وتحت عنوان التدريب، سعى الأمريكي للسيطرة على الجيش من خلال:
-تجريده من كل القدرات العسكرية التي يمكن الاستفادة منها في التصدي لأي عدوانٍ خارجي.
-إفساد عقيدته القتالية ومبادئه.
-تغيير الولاءات وتحويلها لكيانات حزبية وأسرية.
-السعي لإنهاء قدرات الدفاع الجوي والقوات الجوية، التي وصلت إلى مستوى متردٍ وفظيع، فكانت الطائرات العسكرية تتساقط في وسط العاصمة بشكل تلقائي وتتحطم بفعل تدبيرهم وأساليبهم.
-تدمير القوات الصاروخية، والقوات البحرية، وكل القوات التي يمكن أن يستفيد منها البلد في التصدي لعدوان خارجي.
-تعزيز التواجد العسكري الأجنبي: وفي ظل ذلك كان الأمريكي يعزز من سيطرته، ويفرض له قواعد عسكرية في البلد، حتى في وسط العاصمة صنعاء، وحوَّل سفارته إلى مقر ووكر لإدارة كل أعماله التخريبية في البلد.
من أهم أهداف ثورة 21 سبتمبر
1-استعادة الهوية اليمنية على أساس من الانتماء الإيماني.
2-بناء دولة يمنية مستقلة وقوية وحرة.
3-القضاء على الفساد والظلم، وتكريس مفهوم السلم والشراكة في الحكم.
4-معالجة الاختلالات التي صاحبت الوحدة اليمنية، وتداعيات الحروب الداخلية.
3-التحرر من الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية.
4-الحفاظ على سيادة اليمن والدفاع عنه، وحماية أراضيه، وإفشال مؤامرات الأقلمة.
5-حماية مقدرات الوطن وثرواته من السلب والنهب.
6-تصحيح مسار الثورات اليمنية السابقة واستكمال تنفيذ أهدافها المحقة والعادلة.
7-استعادة مكانة ودور اليمن الفاعل والمؤثر على المستوى الإقليمي والدولي.
المميزات الكبرى لثورة 21 سبتمبر
ونتيجة لذلك الواقع كان التحرك الشعبي ضرورياً، فكانت الثورة الشعبية، وكان التحرك وبشكلٍ مفاجئ، وواسع، ونشط، وفاعل، وقوي، وبزخم شعبي هائل جداً بالشكل الذي أدهش الأمريكيين وحلفاءهم وأربكهم، ومن المميزات التي تميز بها التحرك الشعبي الثوري:
- أولاً أنه تحرك عبَّر عن كل أبناء الشعب، بمختلف مكوناتهم، فكان تحركاً جامعاً:
– في عناوينه. فهو لا يخص مكوناً لوحده، أو جهةً لوحدها، بل هو تحرك لكل أحرار الشعب، عن موقف هذا الشعب بكل أصالة:
– في مطالبه الشعبية العامة والشاملة.
– في أهدافه. فهي أهداف منطلقة من إرادة شعب.
– وفي زخمه الشعبي وتشهد الساحات ومخيمات الاعتصامات في العاصمة وعموم المحافظات بهذا الزخم الشعبي.
-وفي قناعته فالتحرك نتيجة قناعة شعبية وليس بتوجيهات خارجية.
-وفي قراره: فهو قرار شعبي من واقع وعي عالٍ، وشعور بالمعاناة، وإحساس بالواقع بشكلٍ كبير.
- ثانياً أنه تحرك عبّر عن وعي الشعب وقيمه الإيمانية:
-فالخطاب الثوري، والشعارات الثورية كانت نقية، وصادقة، وعادلة ومحقة.
-الخطاب الثوري، لم يتضمن أي خطاب فئوي، أو عرقي، أو يسيء إلى أي مكون اجتماعي.
-الخطاب الثوري خطابٌ جامع، يعبِّر عن كل أبناء هذا البلد.
-الخطاب الثوري كان خطاباً راقياً، مسؤولاً، واعياً، صادقاً، سليماً من كل تلك الشوائب السيئة
-الخطاب الثوري عبِّر عن عزة هذا الشعب الإيمانية، الذي يأبى الخنوع للأمريكيين وحلفائهم،
- ثالثاً أنه تحرك عبَّر عن حكمة وإيمان الشعب اليمني : وقدَّم اليمنيون في تحركهم الثوري مصداقاً من أهم مصاديق ((والحكمة يمانية)) فكان تحركاً حكيماً، يلتزم الحكمة في أدائه، وحقق نجاحاً عظيماً، فتم بتوفيق الله “سبحانه وتعالى” تأمين العاصمة صنعاء وكل المنشآت والمتاجر، والأسواق…الخ.
- رابعاً الإسهام الثوري لكل أطياف الشعب: سواءً
-بالحضور الهائل من مختلف أبناء البلد، ومن مختلف شرائح الشعب، من العلماء، والوجهاء، والأطباء، والمثقفين، والعسكريين، والسياسيين…الخ.
-بالإسهام الكبير بالقوافل الغذائية والتموينية، والتي كانت الأساس في تموين النشاط الثوري، فلم يكن هناك أي تمويل خارجي، بل كانت القوافل تأتي إلى الساحات بمختلف المواد الغذائية والاحتياجات التموينية على مستوى [القبيلة، والمنطقة، والمحافظة، والمدينة، والحي، والأسرة، والتاجر] ومن مختلف أبناء الشعب بكل سخاء، وبروحٍ معطاءةٍ وخيِّرة.
-بالصبر على كل تحركات النظام، واعتداءات جلاوزته لقمع التحرك الثوري.
-بالتضحية عندما وصل الأمر بالنظام إلى مرحلة اليأس والاستهداف للثوار والمعتصمين السلميين بالقتل والاعتداءات.
-بالثبات في وجه كل الحملات الإعلامية الهائلة والمضادة، والإرجاف الإعلامي الكبير، فكان هناك ثبات بوعي وباستمرارية حتى الوصول إلى النتيجة المرجوة.
بعد الانتصار.. النموذج الثوري الأرقى
بعد إسقاط زمرة العمالة والفساد قدَّمت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أرقى نموذج للتسامح والتفاهم من خلال:
-أنها الثورة الوحيدة في تاريخ اليمن التي لم تقرأ “بيان رقم واحد”.
-عدم الاتجاه لتصفية الحسابات مع أي مكون، أو حزب.
-اتاحة الفرصة لكل الأحزاب والمكونات على المستوى السياسي للشراكة بعيداً عن كل تعقيدات ومشاكل الماضي على أساس إعطاء الفرصة لصفحة جديدة يتجه فيها الكل بمصداقية.
-مد اليد للسلم والشراكة: ومن موقع المنتصر مد السيد القائد-حفظه الله-يد المصالحة في محاولة لجمع الكلمة، وتوحيد الصف من خلال اتفاق سياسي هو: (اتفاق السلم والشراكة)، وللأسف الشديد تم التنكر لهذه اليد، وكان الانقلاب على الاتفاق وبإملاءات خارجية.
أبرز الإنجازات لثورة 21 سبتمبر
في إطار هذه الثورة الشعبية، وعلى مدى تسع سنوات تسعى فيها قوى الطاغوت لمحاربتها وإفشالها، إلا أنها حققت إنجازات مهمة، أهمها:
- الدفاع عن الهوية الإيمانية:
فهو شعب مستهدف ليس فقط في وطنه، وثرواته، وقراره السياسي، بل هو مستهدف حتى في هويته، بأن يجرد منها، ليبقى شعباً بلا هوية، بلا انتماء، بلا مبادئ، بلا قيم؛ حتى يتمكنوا من السيطرة التامة عليه بدون أي عوائق، ومن أهم ما تقدمه هذه الثورة المباركة أنها حفظت لهذا الشعب هويته، وترسخها في إعلامها وأنشطتها التوعوية والتعليمية، باستمرار.
- الحرية والاستقلال:
من أكبر النعم، ومن أكبر الإنجازات، أن شعبنا-اليوم بفضل الله-شعب حرٌّ، ويعيش هذه الحرية بكل ما تعنيه الكلمة، لسنا في حالة خنوع وخضوع لأحد، فنحن نتخذ قراراتنا، ونحدد مواقفنا، على أساس هويتنا وانتمائنا الإيماني الأصيل، وبشكلٍ حكيم، ووفق المصلحة الحقيقية للوطن.
- العمل المستمر على تعزيز الروابط بين أبناء البلد:
تسعى القيادة الثورية الحكيمة لتعزيز كل روابط الأخوة لمواجهة العمل الشيطاني المكثف لتفكيك الروابط بين أبناء البلد.
- الحفاظ على مؤسسات الدولة:
وتحقق هذا بفضل الله رغم ما كان يعمل الآخرون عليه قبل الثورة وبعدها وبإملاء خارجي لاستهداف وتفكيك مؤسسات الدولة، والجيشٌ، والأجهزة الأمنية، والاقتصاد، والتعليم، وبقليل من المقارنة بالوضع في المناطق المحتلة يمكن قياس مدى تحقق ذلك.
- حماية الثروات النفطية والغازية من النهب:
لمنع قوى الاحتلال من مواصلة نهب الثروة اليمنية من النفط والغاز، وحرمان الشعب من أدنى حقوقه من الاستفادة من ثرواته، فكانت اليد الطولى والكلمة الفصل في قرار شجاع وحكيم باستهداف وقطع اليد التي تمتد لسرقة ثرواتنا النفطية والغازية، وما قصف “البزبوز” عن الناهبين ببعيد.
- تحقيق الأمن والاستقرار:
فلا يمكن المقارنة بين مستوى الأمن والاستقرار في المحافظات الحرة، وبين مستوى الأمن والاستقرار في المحافظات المحتلة، التي تسودها الفوضى، والقتل والاغتيالات.
- الحفاظ على السلم الأهلي، والاستقرار الاجتماعي:
من خلال تحقيق المصالحات، وحل المشاكل بين أبناء المجتمع، والعمل على صلاح ذات البين، ومنع الاقتتال والفتن الداخلية، على مستوى المناطق، والقبائل، والأسر.
- العمل على إعادة بناء الجيش والأمن على أسس صحيحة:
يتم العمل وبشكل دؤوب على بناء الجيش والأمن على أسس صحيحة، وبعقيدة قتالية سليمة، في خدمة شعبه وتأمينه، والدفاع عن وطنه، وعدم الارتهان للخارج، وعلى أساسٍ من هويته الإيمانية، وانتمائه الإيماني.
- الإنجاز الكبير في التصنيع العسكري:
وهذا الإنجاز يفتخر به الوطن، فهو ليس إنجازاً عادياً، هو إنجاز كبير في إطار الوضع الراهن بكل ما فيه من صعوبات، إنجاز عظيم في ظل العدوان الشامل، والحصار الخانق، والاستهداف المكثف لكل شيء، وبدأ العمل من نقطة الصفر، فكانت النجاحات عظيمة-بفضل الله وكرمه-بدءاً من المسدس، إلى الكلاشنكوف، إلى المدفع، إلى قاذف RBG، وصولا إلى مستوى أكبر، يشمل الطائرات المسيَّرة بأنواعها المختلفة، والصواريخ المختلفة في أنواعها ومدياتها المتفاوتة.
- إعادة روح التضامن، والتعاون، والمواساة بين أبناء البلد: في إطار تفعيل دور الزكاة والأوقاف في الاتجاه الصحيح، ووفق تعليمات الإسلام، وفي إطار العمل الخيري والإنساني من خلال منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الخيرية.
- الحفاظ على توجه الشعب ومواقفه المبدئية تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية:
لأن الأمريكي والبريطاني ومن معهم يسعون للاتجاه بالبلدان العربية نحو الولاء لإسرائيل تحت عنوان التطبيع، وإلى تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، ولذلك من منجزات الثورة المباركة أنها حافظت على هذا الموقف الأصيل لشعبنا العزيز ضد التطبيع، وضد إسرائيل كعدوٍ للإسلام والمسلمين، وللأمة بكلها، في إطار الموقف الجامع والشامل ضد أعداء الأمة.
الثورة مستمرة
“الثورة لم تنتهِ، الثورة خطت خطوة واحدة إلى الأمام وأمامها الكثير من الخطوات”.السيد القائد
وفي مقابل هذه الإنجازات، يجب أن نستشعر جميعا أن هناك استحقاقات وواجبات ما زالت قائمة، وأن على أبناء هذه الثورة [شعبيا ورسميا] استكمالها، وفي مقدمة هذه الاستحقاقات:
1-مواصلة الدفاع عن استقلال هذا البلد، وحرية الشعب، والسعي لدحر الاحتلال، والحفاظ على هوية الشعب وانتمائه.
2-العمل المستمر على تصحيح وضع مؤسسات الدولة، وتطهيرها من الخونة، والعملاء، والفاسدين، والعابثين، والمستهترين، والانتهازيين المستغلين.
3-التوجه المستمر، والسعي الحثيث لتحقيق نهضةٍ اقتصادية في هذا البلد، في مجال الزراعة، والإنتاج المحلي والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
4-مواصلة العمل في ترسيخ الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي، وتعزيز الروابط الأخوية، والتعاون بين أبناء هذا البلد، والتصدي لكل مخططات الفتنة والفرقة.