العيد ذكراك آمال وغايات
الشاعر/ علي النعمي
الْعِيدُ ذكراكَ آمَالٌ وَغَايَاتٌ
وَقُوَّةٌ وشموخٌ وانتصاراتُ
ميلادُك النُّورُ أَهْلًا فِي نواظرِنا
كُلُّ البِلادِ احْتِفَاءٌ واحتفالاتُ
تَهَلَّلَت بِك واخضرَّت مدائحُنا
واستعبرت بالتراحيبِ الْعِبَارَاتُ
وَنَحْنُ بَيْنَ يَدَيْ ذكراكَ أَفْئِدَةً
شغافُها لَك دُونَ الْأَرْضِ ساحاتُ
كَأَنَّهَا وَهِيَ فِي أَجْوَاءِ فَرْحَتِهَا
مسيَّراتٌ بِهَا تَسْرِي الْمَسَرَّات
وتزدَهي بِك أَرْجَاءُ البِلادِ وَفِي
أَرِيجِ ذكراك تختالُ النُّسَيماتُ
وَفِي ربيعِك رَفَّ الرِّيفُ وازدهرت
بِك الْمَنَارَاتُ خُضْرًا والإنارات
مَاذَا أَرَى لَسْتُ أَدْرِي هَلْ مَنَازِلُنَا
تكوكبتْ أَم جَرَتْ فِيهَا المجراتُ
وَهَل احْلِّق فِيهَا أَمْ تُحَلِّقُ فِي
جَوَانِحِي عِنْد ذكراكَ الفضاءاتُ
وتشرئبُ رِقَابُ الْفِكْرِ . . مَعْذِرَةً
أَمَّا إلَيْك فَلَا تَرَقَى البلاغاتُ
وَكَيْف تَرَقَى إلَى معناكَ أَجْنِحَةٌ
وَمَهْدُ نُورِك يَا طَه سَمَاوَاتُ
مَاذَا تُسَاوِي بلاغاتُ الْفُحُول هُنَا
وَمَن محيَّاك تُستوحَى الإضاءاتُ
الْأَنْجُمُ الزَّهْرُ فِي جَنْبَيْك أوسِمةٌ
وَالشَّمْسُ وَالْبَدْرُ فِي كَفَّيْك رَايَاتُ
أَنْت السَّمَاءُ سُمُوُّاً فِي السِّماتِ فَمَا
تِلْك الرسُوماتُ أَوْ تِلْكَ الإسَاءاتُ
تَجَسَّدَتْ فِيكِ آيَاتُ الْكِتَابِ فَمَا
عَسَى تَرَى نَفْسهَا تِلْكَ الرِّوَايَات
أَنْت القداسَةُ طُهْرًا وَالْعُلَا شَرَفًا
أَنْت الْمَكَارِمُ طَرَاً وَالْكَرَامَاتُ
أَنْت الْكَمَالُ تَنَاهَى وَالْجَمَالُ زَها
أَنْت الْجَلَالُ تَجَلَّى والسَّعاداتُ
تَطَلَّعَت يَوْمَك الْأَيَّامُ وانطَبَعت
بِمِسْك خَاتَمِهَا تَزْهُو النُّبُوَّاتُ
وَالْأَنْبِيَاءُ عَلَى الْمِيثَاقِ بَيْنَ يَدَيْ
سناكَ لِلدَّيْنِ وَالدُّنْيَا البشاراتُ
هَذَا الْكِتَابُ عَلَى كُلِّ الْكِتَابِ أَتَى
مُهَيْمِناً لُخِّصت فِيه الرسالاتُ
فَأَنْت أَعْظَمُهُم فَضْلًا وَمَنْزِلَةً
دَانَت بِفَضْلِك هاماتٌ وقاماتُ
مُحمَّدٌ لَيْسَ إلَّا بِالْوَلَاءِ لَهُ
وَالِاتِّبَاعِ لَهُ تَعْلُو الْمَقَامَاتُ
أَنْت الْمَبَادِئُ وَالْأَخْلَاقُ أَكْرِمُهَا
أَنْت الْكَرَامَةُ لِلْإِنْسَانِ مُهْدَاةُ
شَمْسُ الْهِدَايَةِ نَوَّرُ الله حُجَّتُهُ
شَخْصِيَّةٌ كُلُّهَا نُورٌ وخيراتُ
بعثتَ بِالْحَقِّ دِيناً قَيِّماً قِيَمَاً
هِي الحضاراتُ تَعْلُو والأساساتُ
نُورًا رَسُولًا إلَى الدُّنيا بِأَجْمَعِهَا
إذ سَيْطَرَ الْجَهْلُ فِيهَا وَالضَّلَالَاتُ
فَأَنْت رَحِمَةُ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَهُم
وَأَنْت نِعْمَتُه لِلْخَلْقِ مسداةُ
ضَلَالَةٌ كُلُّهَا الدُّنيا بدونِك يَا
طَه وتيهٌ وَأَهْوَالٌ وويلاتُ
كُلُّ البدائلِ طاغوتيَّةٌ ظُلَمٌ
رَهِيبَةٌ وانحِلالٌ وانتِهاكَاتُ
وَلَيْسَ لِلنَّاسِ مِنْ حِلٍّ سِوَاك وَلَا
لِلْعَالَمِين سِوَى الإِسْلامِ مَنْجاةُ
وَحَالَةُ الْعَالَمِين الْيَوْمَ شَاهِدِةٌ
أَن الْحُلُولَ سِوَى طَه متاهَاتُ
الشَّرْقُ وَالْغَرْبُ طُغْيَانٌ وهيمنةٌ
وَمَصْدَرُ الشَّرِّ فِي الدُّنيا الْوِلَايَاتُ
وَبَيْنَ شَرْقٍ وَغَرْبٍ قَصْعَةٌ وَسَطًاً
دَارَت عَلَيْهَا رَحَاهُم وَالْحِسَابَاتُ
مُستنقَعاتٌ فَسَادٌ عَلْقَمٌ وَدَمٌ
وَحِيرَةٌ وخُطُوبٌ مُدلَهِمَّاتُ
وَالْعَرْبُ لَا شيءَ أَشْتَاتٌ وحالتُهُم
شَقَاوَةٌ وَانْحِطَاطٌ وانبِطاحَاتُ
فِي وَاقِعٍ جَاهِلِيٍّ شَرُّ آلِهَةٍ
فِيه الْعَجُولُ الفخاماتُ الجَلالاتُ
أَذَلَّةٌ تَحْتَ أَقْدَامِ الْيَهُودِ فَكَم
فِي حَرْبِنَا دُونَ إسْرَائِيلَ قَدْ مَاتُوا
واهاً لَهَا أُمَّة بَعْدَ الْهُدَى انْحَرَفَت
حَلَّت عَلَيْهَا مِنْ اللهِ الْعُقُوبَات
فَالدَّيْن بَعْدَك وَالدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا
مَشَاكِلٌ أنتجَتْها الإنحرافاتُ
وَحَالَةُ الْمُسْلِمِينَ الْيَوْمَ شَاهِدِةٌ
أَن البَديلَ عَنْ الْهَدْيِ الغِواياتُ
وَهَكَذَا الْعَيْشُ مِنْ دُونِ الْهُدَى ضَنْكٌ
وَالنَّاسُ دُونَك أَشْبَاهٌ وعاهاتُ
أَنْت الْخَلَاصُ لَنَا أَنْت النَّجَاةُ لَنَا
أَنْت الْحَيَاةُ وَأَنْتَ الإبتساماتُ
أَنْت الْهُدَى وَالْهُدَى طِيبُ الْحَيَاةِ وَفِي
الْأُخْرَى نُعَيْمٌ وَأَنْهَارٌ وجناتُ
أَنْتَ الَّذِي إنْ تأسَّينا بِه نَهَضْت
عَلَى أَسَاسِ هَدَى اللهِ الحضاراتُ
أَنْتَ الَّذِي إنْ تَهَذَّبْنا بِهِ شَرُفَتْ
أَخْلَاقُنَا وَعَلَت فِينَا الطموحاتُ
أَنْتَ الَّذِي إنْ تَنُّوَرَنَا بِك اتَّضَحَتْ
لَنَا الرُّؤى وَانْجَلَت عَنَّا الغِشاواتُ
وَأَنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَزْكُو النُّفُوسِ بِهِ
أَن دنستْها الْخَطَايَا والدناءات
أَنْتَ الَّذِي إنْ تحلَّينا بِحِكْمَتِه
تذلَّلَت فِي مساعينا الصُّعُوبَاتُ
أَنْتَ الَّذِي لَوْ حَمَلْنَا مِنْ شَجَاعَتِهِ
لأقبلت قَبْلَ أَنْ نَأْتِي الْفُتُوحَاتُ
أَنْتَ الَّذِي بالوَلا وَالإتِّبَاعِ لَهُ
تَحَقَّقَتْ فِي أيادينا المحالاتُ
مشروعُك الدِّين وَالدُّنْيَا السعادَةُ وَالرَّ
خَاءُ وَالْخَيْرُ طَرَاً والنجاحاتُ
هَا أَنْتَ ذَا فِي حِمَى الْأَنْصَارِ ثَانِيَةً
عُدْنَا وَعَادَت لَنَا فِيك العَلاَقَاتُ
عُدْنَا وَأَنْت هَوَانَا والهُويِّةُ وَآل
أَوَاصِرُ الْمُسْتَجَدَّاتُ القديماتُ
لَئِن سَبَقْنَا إلَيْك النَّاسَ ثَانِيَةً
فَالسَّبْقُ فِيك لَنَا دَأْبٌ وَعَادَاتُ
هَا أَنْتَ بِالذِّكْرِ تُحْيينا وتجمعُنا
وَالنَّاسُ مِنْ حَوْلِنَا شَتَّى وَأَمْوَاتُ
بِك الْيَمَانُونَ بَعْدَ الْفُرْقَةِ اِئْتَلَفَت
قُلُوبُهِم وَانْتَهَت تِلْك الصراعاتُ
فِيك ارتبطْنا سُلُوكاً منهجاً عَمَلاً
والانتماءاتُ ذَابَت والولاءاتُ
هَذَا حفيدُك كَرّارُ الزَّمَانِ لَهُ
أَحْفَادُ عَمَّارَ أَنْصَارٌ وراياتُ
عَلَى مسيرتِك الْغَرَّا يَسِير بِنَا
لَوْلَاهُ شطَّت بِنَا عَنْك المساراتُ
بِهِ رَأَيْنَا هُدى الْقُرْآنِ مُشْتَغِلًا
لَوَقَعِ آيَاتِهِ فِي الْأَرْضِ آيَاتُ
كُلُّ الضّلَالَاتِ بِالْقُرْآنِ ندمغُها
كُلُّ الْأَبَاطِيلِ تمحوها البُطولاتُ
فَنَحْنُ مُعْجِزَةٌ مِنْ معجزاتِك فِي
هَذَا الزَّمَانِ وَآيَاتٌ مُبَيِناتُ
الْيَوْمَ مِنْ يَمَنِ الْإِيمَان نُعلِنُها
مَا مَاتَ طَه وَلَا أَنْصَارُه مَاتُوا
الْيَوْمَ قُولُوا لأمريكا وَمَنْ مَعَهَا
مَا أوهنتْنا المآسِي وَالْمُعَانَاةُ
تَحَالُفُ الشَّرِّ تذْروهُ الرِّيَاحُ وَقَد
زَادَت خساراتُه والإنتكاساتُ
تجاهلتْ أَمريكا وَهِيَ قَدْ عَلِمْت
مَا الْمُمْكِنَاتُ هُنَا وَالْمُسْتَحِيلَاتُ
هَذِي الحُشُودُ إلَى الجَبْهاتِ مَرْجِعُهَا
وَلَن تفاوضَكُم إلَّا العِياراتُ
إلَّا صواريخُنا وَالطَّائرَاتُ وَلَا
مَنَاصَ إنْ هِيَ نصَّتْها المنَصَّاتُ
إمَّا نَعيشُ كِرَامًا أَوْ نَمُوتُ وَلَم
وَلَن تَعُودَ لَكُم فِينَا الوصاياتُ
وَفِي الْخِتَامِ عَلَى طَه وَعِتْرَتِهِ
أفواهُنا صَلَوَاتٌ وابْتِهالاتُ