“النبي”
الشاعر / سامي الحوثي
عُدْ نحوَ (أحمدَ) وانبذِ الأزمانا
هل من سواهُ.. الدهرُ رقَّ حنانا؟!
عُدْ نحوَ (أحمدَ) خُطوةً أو نظرةً
و تَلَقَّ مِن آفاقِهِ أوطانا
واْلمَحْ مِن الإحسانِ فيه براءةً،
إحسانَ مَن قد أحسنَ الإحسانا..
عادى من الإحساسِ كلَّ نزيغةٍ،
وأعادَ من قسطاسِهِ الأوزانا
هذا لهُ الإيمانُ لاقَ، وإنما
لاقَ الجميعُ لهُ.. بهِ إيمانا!
هذا النبيُّ (مُحمَّد) مولى الورى،
حيِّ النبيَّ (محمدًا) مولانا
إعزف أغاريدَ الهُدى قُدُمًا بها
صدقًا، جهادًا، رحمةً، غُفرانا
خُلُقًا عظيمًا، عزةً، ومكارمًا
تمَّتْ، ورُعبًا للعدى وأمانا!
عُدْ نحوَ (طه) سيرةً تحيا بها
إن صُنتَ مَن أحيا الحياةَ و صانا..
-أدَنَت لمقدمِهِ السماءُ تواضعًا؟
-وكذا ببشُراهُ ارتَقَت دُنيانا..
هَبْ أنَّ هذا النورَ لم يُولد؟!
ألن تغدوْ الوحوشُ جوارَنا الإنسانا؟!
ذكرى الخُرُوجِ من الظلامِ منارةٌ
للعدلِ.. ذكرى تطردُ النسيانا
ذكرى مشاعرَ جمّةٍ للهِ عن
ميلادِ مَن أذكى الهدى وجدانا
ذكرى يتيمٍ كافلٍ للناسِ مِن
أصقاعِ أقصانا إلى أقصانا
ذكرى كريمٍ قائدٍ سَلَبَ العدى
عصيانَها، فتهشَّمت عصيانا!
ذكرى عظيمٍ بدَّدَ الطُغيانَ..
ما أشقى الطُغاةَ بهِ وما أغنانا
أجدادُنا أنصارُهُ.. فانظر إلى
أنصارِهِ، وانظر إلينا الآنا!
مُتشبِّثي نُعمى نبيٍّ عالِمٍ
إلّاهُ لن نُولي.. لذا أولانا
نمضي ك(عمّارٍ) ولا كُنّا هنا
إن لم نكن نمضي كما قد كانا
إنّا معَ النورِ الذي معهُ تَرى
مِن دونِ شُذّاذِ الدُنَا الأكوانا!
إنّا معَ النورِ الذي نلقاهُ في
متنِ الهدى إن تعرف العُنوانا!
إنّا مع القُرآنِ (طه) مَن على
يدِهِ إلهي أنزلَ القُرآنا
إنّا بمولدِهِ فَرِحنا أعينًا
دَمعَى.. كما نشجو بهِ الفِقدانا
إنّا بمولدِهِ على فِقدانِهِ
نرجو الحفاوةَ تُطفأُ الأحزانَا
إنّا على أقدامِ (طه) نرتمي،
وندوسُ إثرَ مسيرِها الطُغيانا
ولأنّنا سِرْنا على أقدامِ مَن
لبّى مُلَبِّيهِ.. لأعلى شانا
لبّى الرسولُ -لنصرِهم- قومًا
بهِ ثاروا لهُ.. يتشفّعُ الرحمانا
مِن مولدِ المُختارِ جاءَ مُضِيُّنا
حتى الرحيلِ يُحطِّمُ الأوثانا
إنّا هنا ب(مُحمَّد) لا ننثني،
وبدونِهِ؛ (سُفيانُهُ) أثنانا!
ب(مُحمَّد) سنعودُ فيهِ أُمّةً،
ونُعيدُ فورًا للحِمى (أقصانا)
18.10.2021م