(منظومة الإيحاء)
الشاعر/ أسد باشا…
ماذا أقولُ وقد بُعثتَ مُجَدداً
وبأيِّ حرّفٍ أستهلُ المولدا
وجهُ القصيدِ بدا أمامكَ خاشعاً
خرّت مدائحُهُ لوجِهك سُجدا
وتعطَّلت منظومةُ الإيحاءِ” في
خَلَدي الكلامُ من الذهولِ تجمّدا
طه” وتنصهرُ الحروفُ محبّةً
وتفيضُ عشقاً إن ذَكرتُ محمدا
ماذا أقولُ ومِن شذاك تعطَّرتْ
جُمَلٌ وحرفٌ من سناك تعسجدا
ذابت حَنِيناً في هواكَ مشاعرٌ
والشعرُ أضْحَى ناسِكاً مُتعبّدا
ماذا أقول وفي يدَيَّ قصيدةٌ
عطْشَى تَرومُ على يدَيْك الموردا
ماذا أقولُ وفي الفؤادِ صَبابةٌ
منها جُنونُ العاشقين توقَّدا
طه” ويحتفلُ الوجودُ مُهلِلاً
ومُكبراً والأرضُ تغدو مسْجِدا
بربيعِك النبويِّ تخضَرُّ الدُّنا
فلأنتَ غيثُ الكونِ ياعلمِ الهدى
وافيتَ والثاراتُ تأكلُ بعضِنا
بعضاً وسيفُ العدلِ يأكُلُهُ الصدا
وافيتَ والطاغوتُ فوقَ رقابِنا
لا شيئَ يعلو صوتَه غيرَ الصدى
لمكارمِ الأخلاقِ جئتَ مُتمِّماً
بالحقِ تصلِحُ والهُدى ما أُفسِدا..
فأقمْتَ بالدِّينِ القويمِ عدالةً
وأزحتَ ليلاً_بالمكارمِ_أسودا
* *
ياسيداً كشفَ الإلهُ بنورِهِ
عن وجِهِ عالَمِنا الغشاوةُ فاهتَدى
ياسيداً مَسحَ الرحيم بكفِّهِ
عن أمتي بؤسَ الزمانِ وأسعدا
ياسيداً رفعَ القديرُ بقدرِهِ
قدرَ الشعوبِ حضارةً وتمدُّدا
ماذا أقولُ وقد رأيتُك أُمَّةً
والشعبُ أصبَحَ بالوَلاءِ مُحمَّدا
ماذا أقولُ وقد رأيتُك في دمِ الـ
أنصارِ بأساً للجهادِ تَحشّدا
ورأيتُ في الجبهاتِ نورَك ساعِياً
بالعزمِ مدَّ المؤمنينَ وأرْشَدا
ماذا أقولُ وقد رأيتُك صارِماً
بيدِ الرجالِ على الغزاةِ مُهنَّدا
في(مأربَ)التأريخِ خُضتَ ملاحِماً…
في(السَّاحِلِ الغربي)أرديتَ الرَّدى
بأُولي النُّهى والبأسِ نورُكَ سيِّدي
للقدسِ شَقَّ لنا الطريقَ وعبّدا
فابيضَّتِ(الأيامُ)بعد سوادِها
وتنفَّسَ الصبحُ الحزينُ وأنشدا
أنت الصراطُ المستقيمُ تباركتْ
أممٌ تسيرُ على مسيرِك سرْمَدا
طه “وسرُّ الله في أنصارِهِ
وكأنَّنا خبرٌ وأنت المُبتدا
يا خاتمَ الرُّسلِ الكرامِ ولم تزلْ
أرواحُنا والنَّبضُ يهتِف أحمدا
صلَّى عليك اللهُ في عَليائهِ
ما طارَ بُركانُ الإباءِ وغرًدا
صلَّى عليك اللهُ في عليائهِ
ماقتَّلَ الجيشُ الغزآةَ وشرَدا
صلَّى عليك الله في عليائهِ
ما أطلقَ الشعبُ الشعارَ وردَّدا.
1442 هـ