السيد القائد: التغيير الجذري يجب أن يترافق مع توجه شعبي
إذا لم تنجح المفاوضات فلشعبنا الحق بالعمل بكل الوسائل المشروعة لإنهاء العدوان
موقع أنصار الله – صنعاء – 11 ربيع الأول 1445هـ
التغيير الجذري
أوضح السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمة له عشية ذكرى المولد النبوي الشريف أن التغيير الجذري كان ضرورةً منذ البداية، ببعد انتصار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، كان لابدَّ من القيام بالتغيير الجذري، لكننا انشغلنا جدًّا بالتصدي للعدوان، الذي استهدف بلدنا في كل شيء، وحجم العدوان معروف لدى الشعب العزيز، ولا يحتاج إلى توضيح؛ لأنه عانى من هذا العدوان الذي استهدفه في كل شيء: بالقتل، والتدمير الشامل، والاستباحة لكل شيء، والحصار الخانق، والسعي لاجتياح البلاد والسيطرة عليها كلها، حيث حاول العدو أن يسيطر على البلد بكله، لكنه فشل، .. وأضاف ” سيطر العدو على أجزاء واسعة، لكنه فشل في إكمال عمليته، التي كان يطمح من ورائها إلى السيطرة التامة على كل البلد.
وأوضح أن حجم العدوان أوجب أن تكون الأولوية الأولى والكبرى هي في التصدي له؛ لأنَّا كنا على وشك أن يخسر الشعب اليمنى حريته واستقلاله بشكلٍ تام، وأن يخسر مستقبله، وأن يتحول إلى بلدٍ محتلٍ بالكامل، وشعبٍ محتل، يخضع للسيطرة الخارجية بشكلٍ تام، وهذا مؤسف.
الخلل قديم
ولفت السيد إلى أن مسألة التغيير الجذري ليست مسألةً تعود إلى مستجدًّات، أو ضرورة جديدة، أو مسألة طارئة، بحيث نقول: أن الواقع كان صالحاً، وأن مؤسسات الدولة كانت كما ينبغي، وأن الوضع في أدائها على مدى المراحل الماضية كان بالشكل المطلوب، ثم ساء وضعها، وتطلب الأمر العمل على إصلاحها.. مؤكدا أن الخلل قديم، فالمواطن يصيح منذ فترة طويلة،
وأوضح أن الروتين الطويل، والابتزاز المالي، والمظاهر السلبية، والخلل الكبير في كل مؤسسات الدولة، هي مسألة معروفة للشعب منذ زمن، ومواقف الشعب- ومن ذلك ثورته في الحادي والعشرين من سبتمبر- هي من أجل ما يعاني منه، نتيجةً لذلك الخلل الكبير والمتجذر في معظم مؤسسات الدولة، ولذلك فالخلل يعود إلى مشكلة كبيرة، يعود إلى العمق.
وقال السيد” هناك كثير من الأنظمة، و القوانين، و اللوائح، وهناك إشكالية في الكثير من المفاهيم المترسخة في الأداء الرسمي، لها تأثير كبير وسلبي في أداء مؤسسات الدولة، مفاهيم غير سليمة عن المسؤولية، فالمسؤولية والمنصب في الدولة عند الكثير من الناس: هو موقع للحصول على الامتيازات والمصالح الشخصية، وتحقيق المكاسب الشخصية، وليس موقعاً لخدمة المجتمع، ولأداء مسؤولية بين الإنسان وبين الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وهذه تؤثر على الكثير من المسؤولين”.
وأضاف ” لا شك أن هناك في الموظفين والمسؤولين من يختلفون عن ذلك، من لديهم الكفاءة، النزاهة، من لديهم النيَّة الصادقة في العمل لخدمة الشعب، من يستشعرون المسؤولية بما تعنيه الكلمة، لكنهم يعانون حتى هم من مشكلة الكثير من القوانين، من الكثير من الإجراءات، الكثير من السياسات السلبية الخاطئة، التي تؤثر على أدائهم، وتكبلهم عن خدمة شعبهم كما ينبغي.
وأوضح أن من الشيء الغريب في الأنظمة والقوانين هو: غياب معيار الكفاءة بشكلٍ تام، من أكبر وظيفة ومن أكبر موقع في الدولة، إلى أصغر موقع، غياب معيار الكفاءة، حتى في موقع الرئيس، ليس هناك لا في الدستور ولا في غيره ما يشترط مؤهلات ومعيار الكفاءة، في من يكون حتى في أهم المناصب في الدولة غائب تماماً هذا الموضوع، و هذا فتح الباب لكل من هب ودب، بإمكانه وفق اعتبارات معينة وأمور معينة أن يصل إلى موقع معين ثم يتصرف كما يشاء ويريد، فالمشكلة قديمة، وليست طارئة ولا جديدة.
وأشار إلى أن المواطن طالما شكا، سواءً على مستوى القضاء، هناك قضايا لها من خمسٍ وعشرين عاماً لم تصل بعد إلى نتيجة، لأنه حتى القوانين والأنظمة، تساعد على أن تأخذ القضية مدىً بعيداً ومساراً طويلاً جدًّا، ولا تصل في نهاية المطاف إلى نتيجة، فقوانين البلد، ونظمه، تساعد على هذا الضياع.
حرمان للشعب ونهب لثرواته
وأوضح السيد أن الحرمان في الخدمات، مسألة يشكوا منها المواطن في كل المحافظات، في ضواحي صنعاء، في المديريات القريبة من العاصمة [في بني مطر، في مديريات أخرى] قرى لحد اليوم لم تصل إليها طرق السيارات، الطرق العادية غير المعبدة، الطريق إليها مشياً على الأقدام فقط.
ولفت إلى أن الثروة الوطنية على مدى عشرات الأعوام أُهْدِرت، وَنُهِبت، وَسُرِقَت، ولم تُسَخّر لخدمة هذا الشعب، ولم تُسَخّر للبنية التحتية لهذا الشعب، على مدى عشرات السنوات كانت تقدم لهذا الشعب الوعود، وعود بالخدمات بكل أشكالها وأصنافها وأنواعها: بالطرق المعبدة، بالكهرباء… بغير ذلك من الخدمات، ولكن لم تصل حتى على مستوى بعض ضواحي صنعاء، وأثرى مسؤولون، وأثرى شخصيات حزبية امتلكت شركات ضخمة جدًّا، واستثمارات هائلة، أصبحت اليوم تتنعم فيها في الإمارات، وفي مصر، وفي تركيا، وفي ماليزيا، وفي دول أخرى، والبعض في أثيوبيا.
وقال السيد ” البعض ممن يذرفون دموع التماسيح في هذه المرحلة، على شعبنا العزيز، وعلى ظروفه الصعبة، البعض منهم ممن هو في صف العدوان، وأيَّد وساهم في سفك دماء شعبنا، وفي تدمير مصالحه الحيوية: في تدمير البيوت، في تدمير المدن، في تدمير القرى، في تدمير الشيء المحدود الذي كان قد توفر لهذا البلد، من بعض الخدمات المحدودة والقليلة جدًّا، مقارنةً بثروته الوطنية، في بعض الحسابات لما كان قد توفر، أو يمكن أن يكون قد توفر من الثروة النفطية والغازية للبلاد خلال أكثر من خمسٍ وعشرين سنة، يطلع الرقم بشكل هائل، كم يمكن أن يتحقق منه من خدمات، وبنية تحتية لهذا البلد، ولكن ذلك كله غائب.
وجدد التأكيد على أن المشكلة مشكلة قديمة، ليست جديدة، والبعض كان يتوقع (أو يريد) أن يكون من المعايير المعتمدة للإنجاز من الحكومة، من المؤسسات الرسمية، في الظروف التي شنَّ التحالف العدوان الشامل على هذا البلد، والحصار الخانق، والدمار الشامل، والاستيلاء على ثروة البلد من نفطٍ وغاز، والاستيلاء على أكثر الموانئ والمطارات، ومحدودية الإيرادات، كان يريد أن يكون ما يفترض من مؤسسات الدولة في هذه المرحلة بالذات، في هذا الظرف العصيب جدًّا، أن تقدِّم ما لم تقدِّمه تلك الحكومات المتعاقبة على مدى عشرات السنين، هذا ليس معياراً منصفاً، ليس معياراً منصفاً، البعض هي في إطار الدعاية العدائية، والتحريض المستمر، الهادف إلى تفكيك الجبهة الداخلية، واختلال الوضع الداخلي للبلد.
صمود مؤسسات الدولة
وقال السيد : مستوى الظروف يجب أن نقيِّمها بشكل صحيح، مستوى الظروف لمؤسسات الدولة، والواقع الذي هي فيه، من محدودية الإيرادات، من ضغط العدوان ودماره الشامل، معروف، فلا يمكن أن نتوقَّع منها تقديم المستحيل، كان التماسك بحد ذاته في السنوات الماضية يمثِّل إنجازاً مهماً، التماسك لمؤسسات الدولة، ثم السعي نحو التعافي خطوة مهمة جدًّا، ومع ذلك لا ينبغي أن يستمر الحال كما هو عليه؛ لأنه هناك اختلالات فعلاً، واختلالات عميقة، في الأنظمة، في القوانين، في المفاهيم الخاطئة، في الإجراءات، في السياسات… في كل شيء، اختلالات كبيرة، مؤثرة سلباً، كان بالإمكان من دون تلك الاختلالات أن يكون الأداء أفضل- بلا شك- مما هو عليه، وبشكلٍ ملموس، لكن النظرة غير الواعية، غير المنصفة، أو النظرة المتأثرة بالأعداء، بأطروحاتهم التي هي في سياق الحرب على هذا البلد، على شعبه، وعلى بنيته ومؤسسات دولته، هي النظرة التي تقدِّم تصوراً سلبياً قاتماً، وكأنه ليس هناك أي إنجاز.
تطوير القدرات العسكرية دافع للنهوض
وأوضح أن الذين لديهم هذا التصور لا يمكن أن يعتبروا أي إنجازٍ إنجازاً على الإطلاق، بما في ذلك القدرات العسكرية التي امتلكها بلدنا في ظل هذه الظروف الصعبة، والكبيرة، والمعاناة الرهيبة، والمحدودية في الإمكانات.
وأكد أن القدرات العسكرية والتي شاهد الشعب جزءاً منها في العرض العسكري في يوم الحادي والعشرين من سبتمبر، وشاهد الأعداء وعرفوا مدى فاعليتها في ضرباتها لمنشآتهم النفطية والحيوية، بوصول الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى العمق السعودي، والعمق الإماراتي، وتحقيق أهدافها، بالرغم من وجود منظومات متطوِّرة جدًّا في التصدي للصواريخ والطائرات المسيَّرة، من مثل أنظمة الباتريوت الأمريكية، ومنظومات ثاد.
وأوضح أن حجم هذا الإنجاز الكبير يرسِّخ الأمل لهذا الشعب، أنَّه بالإمكان أن يكون هناك تغيير حقيقي، وإصلاح فعلي لوضع مؤسسات الدولة، وتغيير للواقع، وتحويل الحالة التي يعيشها شعبنا العزيز إلى حالة بنَّاءة؛ لأن هناك من يرسِّخ اليأس دائماً في أوساط الناس، من يسعى للتشويش الذهني عليهم، من يسعى لترسيخ حالة الإحباط في نفوسهم.
وقال السيد : من يذرُّ الملح على جرح الهم المعيشي، والظروف الصعبة، التي يعاني منها شعبنا، وسببها الأكبر: العدوان، والحصار، والدمار، والخراب، مضافاً إليه: أنَّه لم يكن هناك بنية اقتصادية بنيت في عشرات السنوات الماضية، يوم كانت كل موارد البلاد متاحة، لم تستثمر تلك الموارد لبناء اقتصادي حقيقي يبني بلدنا كبلدٍ منتج، بالعمد حوَّلوا وجعلوا السياسة الأساسية التي يعتمدون عليها في المجال الاقتصادي: أن يكون بلدنا مستورداً ومستهلكاً، وليس بمنتج، سياسة متعمّدة، ساروا عليها عشرات السنوات، حتى أصبح الاستيراد في بلدنا لكل شيء، وحتى ضاعت الحرف اليدوية، وتعطَّل أي مسار لتطوير الإنتاج، وبناء بنية للإنتاج، لا في المجال الزراعي، ولا غيره، أشياء بسيطة، بقي اهتمام المواطن وهو يعيش حالة حرب وصراع ومعاناة في تشبثه بالزراعة إلى حدٍ أو إلى مستوى محدود.
فالبعض يأتي ليذرّ الملح على الجرح المعيشي، والهم المعيشي والاقتصادي، والمعاناة التي يعاني منها شعبنا العزيز، ويحمِّل كل المسؤولية، وكل الملامة على مؤسسات الدولة في هذه المرحلة بالذات؛ لأنه يقدِّم تصوراً عمَّا عليها أن تنجزه يفوق المستحيل.
شعبنا قادر على التغيير
وأكد أن النظرة يجب أن واعية ومتفهِّمة؛ لأن هذا هو الذي يفيد في الاتجاه الصحيح، بإذن الله تعالى، وبتوفيقه، وبالأمل في فضله ومعونته، وبالعزم، والإرادة، والهمة، والوعي، يستطيع شعبنا أن يغيِّر واقعه الاقتصادي بشكلٍ تام، وأن يتحوَّل إلى بلدٍ منتج، وأن يغيِّر سياسته الاقتصادية، وأن يزيح من أمامه العوائق في وضعه الداخلي، سواءً العوائق في مؤسسات الدولة، من: قوانين، أو أنظمة، أو سياسات خاطئة، أو بعض المسؤولين الذين يعملون لمصلحة العدو في إعاقة أي نهضة لهذا الشعب، أو بعض المسؤولين من قليلي الخبرة، أو منعدمي الكفاءة، الذين لا يؤدون مسؤولياتهم بالشكل المطلوب.
تغيير جذري سيترافق معه تحرك شعبي
وأوضح السيد أن التغيير الجذري يجب أن يترافق معه توجهٌ شعبي، وتحركٌ فاعل من أجل تغيير هذا الواقع؛ لأن تغييره يتطلب تحركاً شاملاً من الجميع، وتغييراً يبدأ من الأنفس.
وأكد أنَّ التغيير لا يعني الحكم على كل المسؤولين بأنهم فاشلون، و سيئون، و غير جديرين بالمسؤولية، فهناك من المسؤولين من ذوي الكفاءة، والوفاء، والإخلاص، والصدق، والجد، من بذلوا الجهد الكبير في هذه المراحل، وهم حاضرون لخدمة وطنهم، ومشكلتهم في الظروف التي يعيشونها، و الأنظمة والقوانين التي تكبِّلهم، و محدودية الإمكانات و أشياء كثيرة.
وقال السيد: حتى لو تغيَّر الشخص من موقعه العملي، لا يعني ذلك إدانةً له، التغيير له أسباب متعددة ومتنوعة، ولا يعني ذلك الإدانة، والنظرة السلبية، والإساءة إلى كل شخص يتغيَّر من موقعه العملي، وهذه نقطة مهمة.
وأكد أن هناك كوادر فاعلة ووفية من المخلصين، الذين خدموا البلاد بجد، وهم من مختلف المحافظات، موضحا أنه لابدَّ أن يكون هناك نظرة منصفة، مؤكدا أن هناك أيضاً كوادر ضعيفة، البعض أيضاً قد يكون استغل موقعه، والبعض قد يكون حاقداً، أو مرتبطاً بالأعداء، لكن مستوى التغيير- إن شاء الله- ووفق مراحل سيفيد في إصلاح الوضع بإذن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.
تفنيد دعايات الأعداء
وقال السيد : أمام التوجه للتغيير تأتي أحياناً دعايات، أو زرع مخاوف، أو الحديث عمَّا يردده الأعداء أحياناً، في مقدمة ذلك؛ لأننا نتحدث عن تغيير جذري يصل إلى العمق، يغيِّر السياسات، يغيِّر أشياء كثيرة، فيأتي البعض مثلاً ليتحدث عن الخطر على الجمهورية، هذا منطق الأعداء في كل المراحل الماضية، وطالما وضَّحنا فيما يتعلق بهذه النقطة.
وأكد أنَّ الذي يهمنا نحن هو قيام الحق والعدل، وتحقيق الخير لهذا البلد، و ليس لدينا مشكلة مع الجمهورية، فنحن نريد الجمهورية أن تجسِّد الانتماء الأصيل الإيماني للشعب اليمني، وهويته الإيمانية، وأن تحقق تطلعات وآمال هذا الشعب في الحريَّة، والاستقلال، والعدالة، والعيش الكريم، وهذا ما نريده من الجمهورية.
وأوضح أنه ليس عندنا مشكلة لا من هذا المصطلح، ولا من هذا الاسم،” الجمهورية” نحن نريده أن يكون على هذا النحو: يجسِّد انتماء هذا الشعب الإيماني، يحقق تطلعات وآمال هذا الشعب في الحرية، والاستقلال، والعدالة، والعيش الكريم، وهذا ما نسعى له بالتحديد، فمن يعتبر هذا التوجه أنَّه يمثِّل مشكلة، فذلك إدانةً له هو؛ لأن هذا يوضِّح أنَّ لديه مفهوم سلبي عن الجمهورية، ويريد من الجميع أن يتجهوا وفق مفهومه السلبي والمتناقض مع ما ذكرنا، فلا داعي لهذا.
الهوية الإيمانية
وأضاف السيد أن البعض يقلق من حديثنا عن الهوية الإيمانية، وينزعج جدًّا، البعض من الأعداء الذين يحرصون ويسعون إلى تجريد هذا الشعب من هوية الإيمانية؛ لأن ذلك بالنسبة لهم شيءٌ مهم لتحقيق هدفهم في السيطرة على هذا الشعب، إذا أصبح شعباً بلا هوية، بلا انتماء، بلا مبادئ، بلا قيم، هي وسيلة للسيطرة عليه، شعباً مفككاً، مبعثراً، ليس لديه ما يعتز به، ولا ما يجمعه، هم يريدونه هكذا؛ لتسهل عليهم السيطرة عليه.
وقال السيد ” نحن في كثيرٍ من المواقف، والمقامات، والمناسبات، والكلمات، بيَّنا أنَّ لشعبنا العزيز خصوصية في مستوى انتمائه الإيماني، هو شعبٌ أصيلٌ في انتمائه الإيماني، عميقٌ في انتمائه الإيماني، متجذرٌ في انتمائه الإيماني، تاريخه عريقٌ في الانتماء الإيماني والإسلامي، والتمسك بالإسلام منذ صدر الإسلام، منذ فجر الإسلام.. وأكد أن هذا الشعب والأجدَّاد الأوائل: (الأوس والخزرج)، نماذجه من السابقين إلى الإسلام: (عمار بن ياسر وأمثاله)، هذا شعبٌ هو يمتلك هذه الهوية على مرِّ التاريخ، هي هوية أصيلة، متجذرة، ولذلك حديثنا عنها، هو حديثٌ عمَّا هو محل فخر واعتزاز لشعبنا العزيز، وفي نفس الوقت هي مسؤولية؛ لنحافظ عليها، وليتوارثها أجيال بلدنا وأبناء شعبنا جيلاً بعد جيل، كما توارثها الآباء والأجدًّاد على مرِّ التاريخ.
وأكد السيد أن الهوية الإيمانية منظومة من المبادئ، والقيم، والأخلاق، تجذَّرت في واقع شعبنا، لدرجة أن يتحوَّل كثيرٌ منها في إطار العادات والتقاليد المتوارثة، التي يستمر عليها شعبنا العزيز، ويفتخر بها، وشعبنا اليوم قد يكون من أكثر الشعوب في العالم محافظةً على إيمانه، ودينه، وأخلاقه، وقيمه الإيمانية، ومتمسكاً بمبادئه الإيمانية، وهذا يتجلَّى أيضاً في مدى تفاعله مع مناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
ولفت السيد إلى أن الهوية الإيمانية من مبادئها مبادئ تحررية: أننا شعبٌ يأبى أن يخضع إلَّا لله، يأبى أن يستعبده أحد، لا أمريكا، ولا أيٌّ من عملاء أمريكا، يأبى أن يضام، أن يذل، أن يقهر، أن يهان، أن تصادر حريته واستقلاله وكرامته، مهما حاول الأعداء، ومهما حاول عملاؤهم.
وجدد التأكيد على أن القيم أيضاً شيءٌ أساسي، حتى لإصلاح وضع مؤسسات الدولة، فنحن نحتاج إلى من يمتلكون القيم، من يعمل بصدق، بإخلاص، بنزاهة، بتقوى لله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، من لا يستهتر بالمسؤولية، من يخجل على نفسه من أن يتورَّط في الخيانة والغش، من يمتلك من المبادئ والقيم ما يصونه عن أن ينزل إلى تصرفات سيئة، باستغلال وظيفته أو موقعه في تحقيق مكاسب شخصية، على حساب العدالة والحق والخير لشعبه، فهي مسألة مهمة جدًّا بكل الاعتبارات.. ولذلك مهما كان استياء البعض من ذلك، فلا قيمة لاستيائهم، الهوية الإيمانية مسألة أساسية، ومتجذرة، وأساسية، ولن نرضى ولن نقبل بأن نكون شعباً بلا هوية، أو أن نجرَّد من هويتنا وانتمائنا كشعبٍ يمني، هذا شيءٌ أساسي، وشيءٌ يبنى عليه حضارة، يبنى عليه خير، شيءٌ لابدَّ منه في تماسك شعبنا، في ثباته.
مواجهة العدوان أولوية
وقال السيد : سنواصل السعي لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال بكل الوسائل المشروعة وإذا لم تنجح المفاوضات فلشعبنا الحق بالعمل بكل الوسائل المشروعة لإنهاء العدوان والحصار والاحتلال.
وأوضح أنه وفي اطار التغيير سيبقى الاهتمام بالأولويات و في المقدمة التصدي للعدوان وسيبقى الوضع المعيشي ضمن الأوليويات وكذلك السعي لتحويل بلدنا إلى بلد منتج مثلما أصبح نتجاً للقدرات العسكرية حيث ينتج بلدنا اليوم من المسدس الى الصاروخ فكيف لا يمكنه انتاج بقية الأشياء، كما أوضح السيد أن السعي لتنمية الايرادات ، ومسار التغيير سيترافق معه معالجة السلبيات والاشكاليات.