لا مجال للإغماض بعد انتهاك الأعراض!

 

اليوم- يا شعبنا العزيز- ما آل إليه الحال في المناطق المحتلة، هناك ما يكفي في أن يدفعنا إلى أقصى حد للتصدي لهذا العدوان، الاحتلال هناك بشكل واضح في كل ممارساته الإجرامية، وصل إلى درجة انتهاك الأعراض، وصل إلى درجة انتهاك الأعراض!!، حالات الاغتصاب للنساء، مثلما حصلت في الخوخة، حصلت قبل ذلك في المخاء، وحصلت قبل ذلك- وتحصل بشكل مستمر- في المحافظات الجنوبية، وهناك بعض الإخوة في المحافظات الجنوبية تحدثوا عن هذا، وتحدثوا عن قصص وعن حكايات مؤلمة جدًّا، وعن جرائم مؤلمة جدًّا ومؤسفة جدًّا، العِرض اليمني مستباح، من لا يغتار لذلك، من لا يغضب لذلك، من لا ينفعل لذلك أصبح ديوثاً في مصطلح الشرع الإسلامي، من لا يبالي حتى عندما ينتهك العرض، عندما ينتهك عرضه، وعرض كل يمنية هو عرضك يا كل يمني ويا كل مسلم، إذا أنت والأعداء ينتهكون الأعراض ويغتصبون النساء ويغتصبون الأطفال، مثلما حصل في حيس: اغتصاب لطفل هناك، من لا يغضب، من لا ينفعل فهو من قد ذهبت نخوته وإنسانيته ومروءته وغِيرَتُه، وأصبح ديوثاً، أصبح إنساناً تافهاً، لا يحمل أي قيمة، ولا أي شرف، ولا مثقال ذرة لا من قبيّلة، ولا من شرف، ولا من وطنية، وللأسف البعض ظهروا على هذا النحو، البعض من المرتزقة ظهروا على هذا النحو: يقفون مع المعتدي، ويبررون له حتى جرائم الاغتصاب، ويبسِّطون المسألة ويهوِّنونها!. ليست سهلة، ليست بسيطة، هذا هو الشيء الذي يحصل في ظل الاحتلال.

الاحتلال معناه: أن تخسر حريتك، الاحتلال معناه: أن تخسر أرضك، الاحتلال معناه: أن تخسر عرضك، أن تستباح كرامتك، لا يظن الناس أن مسألة الاحتلال شيء طبيعي. |لا| الاحتلال لا يبقى معه حرية، لا يبقى كرامة، لا يبقى أرض، لا يبقى عرض، تصبح أنت عبداً لذلك المحتل الأجنبي، وأرضك وثرواتك له، قواعد عسكرية ينهب ما يشاء منها، يأخذ ما يريد منها.

اليوم المنشآت النفطية في حضرموت، والمنشآت النفطية في شبوة، من المسيطر عليها؟ أوليس هو الإماراتي؟ أوليس هو اليوم من يسعى لتشغيلها والاستغلال لها؟ ثم تكون أنت كمواطن يمني في تلك المناطق على الهامش!، يمكن أن يعطيك البعض من المال، لكن مقابل ماذا؟ أن تبيع منه نفسك!، هذه عملية استعباد، هو يشتريك تصبح له عبداً، وتذهب إلى الميدان لتقاتل وتفديه، تسعى أنت لتضحي بنفسك فَتُقتَل ليتمكن من تثبيت احتلاله، ولتمكنه أنت- بتضحيتك في سبيله- تمكنه من السيطرة على بلدك، هل هناك غباء أكثر من هذا؟! هل هناك خسارة أفدح من هذه الخسارة؟! |لا| أمر فظيع ومؤسف جدًّا.

فنحن اليوم نواجه هذا الغزو، وهذا الاحتلال الذي يمتهن العرض، ويمتهن الكرامة، ويغتصب النساء؛ لنحمي أنفسنا، لنحمي أعراضنا، لنحمي شرفنا، لنحمي كرامتنا، لو لم نفعل سنكون لا شيء، لا نحكي عن أنفسنا لا بكرامة، ولا بوطنية، ولا بقبيلة، ولا بإسلام، ولا بشيء.

فمطلوبٌ اليوم منا أن نكون أكثر وعياً، وأعظم ثباتاً، وأكثر عزماً في التصدي لهذا العدوان، وأن يتحرك الشباب إلى الجبهات لمواجهة قوى الغزو والاحتلال، التي ترتكب يومياً أبشع الجرائم، كل يوم وهي تقتل الأطفال والنساء، لا نحتاج إلى التوضيح، كل شيء واضح، وكلنا يعرف ماذا تفعله تلك القوى المعتدية، وماهي أهدافها، لن يبقى إلا أن نتحمل المسؤولية، وأن نتحرك بجد.

 

السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

من خطاب ذكرى استشهاد الشهيد القائد 1439 هـ

قد يعجبك ايضا