محورُ المقاومة في مواجهة محور الشر
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
“طوفان الأقصى” كشفت القناعَ عن الوجوه القبيحة لأعداء الأُمَّــة، والذين انتظموا في محور واحد وهو محور الشر بمختلف امتداداته الاستكبارية والصهيونية والصليبية والعربية، التي تمثلها الدول المطبِّعة مع الكيان الصهيوني، وقد تداعى محور الشر إلى الالتئام لحماية الكيان الصهيوني والدفاع عن تصرفاته في غزة من حصار خانق وقصف جوي ممنهج يستهدف جميعَ السكان دون استثناء، والمخالفة لجميع القوانين الدولية والشرائع السماوية، والتصدي لأي تحَرُّكِ ضد هذا الكيان في المنظمات الدولية والإقليمية والإنسانية، وقد اتضح الدورُ المنوط بالدول المطبِّعة في هذا الجانب من خلال البيان الهزيل الذي أصدرته الجامعة العربية والتي ساوت فيه بين الضحية والجزار، وقد تابعنا في وسائلِ الإعلام أمريكا قائدة محور الشر ممثلة برئيسها بايدن وقد خرج عن طوره وهو يتوعدُ ويكذبُ وكأن المعركة في مدن أمريكية، ويعلن دعمَه الكاملَ للكيان الصهيوني في جميع تصرفاته، ويرسل حاملاتِ الطائرات إلى المنطقة ويزوّد الكيان بكل الأسلحة التي يحتاج إليها، وهذا يؤكّـد أن أعداءَ الأُمَّــة قد انتظموا في صف واحد تحت قيادة أمريكا في مواجهة المعركة الحاسمة التي تدور رحاها في غزة.
وفي المقابل نجدُ محورَ المقاومة يتهيأ للانتظام في صف واحدٍ؛ استعداداً لتقديم الدعم الممكن لحركة حماس في معركتها مع العدوّ الصهيوني، إذَا تم تخطِّي الخطوط الحمراء التي حدّدها قادة المحور، كما ذكر قائدُ الثورة السيد عبدالملك الحوثي بأن اليمن على استعداد للتدخل في المعركة بشكل مباشر عن طريق الصواريخ البالستية والطائرات المسيَّرة إذَا تدخلت أمريكا، وذكر السيد نصرالله أن المقاومة الإسلامية اللبنانية سَتفتحُ جبهة جديدة في الشمال إذَا حاول الكيانُ اجتياحَ غزة، وكذلك إيران قدمت المساعدات اللازمة لحركة حماس قبل المعركة وهي مستعدة لتقديمِ المزيد، وكذلك بقية الدول في محور المقاومة الجميع على استعداد لتقديم الدعم اللازم، والتدخل المتوقع لمحور المقاومة في معركة غزة سَيقلب الطاولة على جميع أصدقاء الكيان الغاصب، وهذا ما يقلق محور الشر بكل امتداداته.
وثمةَ دورٌ مهمٌّ للشعوب العربية والإسلامية للتأثير على سير معركة غزة من خلال إعلان مواقفَ شعبيّة مساندة بالمظاهرات والوقفات الشعبيّة والفعاليات المختلفة.