طوفان الأقصى يجتاح الكيان
في صباح يوم السبت الموافق 7 أكتوبر 2023، اهتزت سماء المناطق المحتلة بصواريخ الغضب الفلسطيني التي أطلقتها فصائل المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، في عملية عسكرية نوعية مفاجئة ومنسقة باغتت العدو في مواقعه العسكرية والمغتصبات التي شيدها على أراضي الفلسطينيين العملية أطلق عليها اسم “طوفان الأقصى”، وأعلن عنها القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف، جاءت ردًّا على “الانتهاكات الإسرائيلية في باحات المسجد الأقصى المبارك واعتداء المستوطنين الإسرائيليين على المواطنين الفلسطينيين في القدس والضفة والداخل المحتل”.
وفقًا لبيانات فصائل المقاومة، تم إطلاق أكثر من خمسة آلاف صاروخ من قطاع غزة نحو “إسرائيل” في غضون 20 دقيقة فقط، مستهدفة مختلف المدن والبلدات والمستوطنات والمواقع العسكرية، من ديمونا في الجنوب إلى هود هشارون في الشمال والقدس في الشرق. كما تضمنت العملية اقتحام عدد من المجاهدين الفلسطينيين المستوطنات المحاذية للقطاع، حيث تمكنوا بعون الله من السيطرة على عدد من المستوطنات واقتحام عدداً من المواقع العسكرية وقتل وأسر المئات من جنود الاحتلال والمستوطنين المجرمين
أثارت هذه العملية حالة من الذعر والفزع في صفوف الصهاينة وكشفت حقيقتهم كما ذكرهم الله في كتابة العزيز {لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } وولوا هاربين يبحثون عن نجاتهم لدرجة أنهم اختبأوا في صناديق القمامة..
لقد تهاوت المقولات التي ضل الكيان يرددها عن بيته العنكبوتي ويصورها أنها قلعة من الحديد لا يستطيع أحد اختراقها وأن جيشه لا يقهر لكن الشعب الفلسطيني أستطاع بعملية نوعية وفي ظل الخذلان وقلة الإمكانيات أن يذكر الصهاينة بيوم القيامة وفي وقت قياسي لم يتجاوز ساعات معدودة، كما كشفت العملية عن عجز الكيان الغاصب في شتى المجالات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية وشلت العملية البطولية كل قواه..
إنها عملية ـ أو لنقل “يوما من أيام الله” ـ أعادت للأمة الأمل وبثت فيها الثقة، ونفخت فيها روح الحياة من جديد وأكدت أن بإمكان الشعب الفلسطيني أن يحرر أرضه إذا أعتمد على ذاته وابتعد عن أنظمة العار والخيانة التي تحولت إلى أوكار للمخبرين للصهاينة وجواسيس يعملون على حماية الكيان المجرم والدفاع عنه.. عوضاً أن الشعوب العربية وبالذات محور المقامة يقف مسانداً للمقاومة الفلسطينية وشعب فلسطين الشجاع.
كما هي ضربة مؤلمة للمطبعين ومن معهم من الخونة وأبواق النفاق والاسترزاق الذين لم يترددوا في إدانة العملية والدفاع عن الكيان المجرم..
ولكن هل ستستطيع الكيان الصهيوني إخماد “طوفان الأقصى” الذي اجتاحها؟ وهل ستنجح المقاومة الفلسطينية في تحقيق أهدافها وتحرير أرضها وشعبها؟ وما هي تداعيات هذه العملية على المنطقة والعالم؟ هذه الأسئلة وغيرها تطرح نفسها في ظل التطورات السريعة والمتلاحقة التي تشهدها المنطقة، وفي ظل استمرار العملية وتطورها؟ وبالتأكيد أن الصهيوني سيقف عاجزاً عن تحقيق أي هدف ومن المتوقع في حال كبرت المعركة أو تم اسناد الكيان الصهيوني من قبل دول الاستكبار أن يكون لمحور المقاومة دور محوريا في اسناد الشعب الفلسطيني نحن نكتب هذه السطور وما تزال المعركة مستمرة وما تزال تل أبيب تستقبل المئات من الصواريخ الفلسطينية..
الشعب اليمني لأخوته الفلسطينيون معركتكم معركتنا..
الشعب اليمني المظلوم والصابر والصامد والشجاع والأبي الذي كان لصموده الأسطوري وبطولاته الحيدرية ولثمانية أعوام من العدوان البربري الهمجي ولعملياته الكبرى كعملية “نصر من الله” وعملية ” فأمكن منهم” الأثر الكبير لما يحدث اليوم في فلسطين من معنويات عالية انعكست على أداء المقاومين الفلسطينيين من ناحية التكتيك والإقدام والاقتحام والمباغته هذا الشعب العظيم منذ بداية عملية (طوفان الأقصى) وهو يعيش مع الشعب الفلسطيني لحظة بلحظة ويتابع مجريات الأحداث على شبكات التواصل وعلى شاشات التلفزيون بل وخرج الشعب ايمني في عشرات الساحات لثلاث مرات معلنين مباركتهم للعملية البطولية وللشعب الفلسطيني المقاوم وهاتفين بالشعارات والعبارات المناهضة للصهيونية ولعملائهم
ولقد عبر الشعب اليمني عن بواعث الفخر والاعتزاز بما يسطره الأبطال المقاومون في فلسطين من ملاحم بطولية لم يسبق لها مثيل داخل أرض فلسطين، وعلى امتداد تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني الغاشم.
وقد كان قائد الثورة السيد عبد الملك ذكر أكثر من مرة وفي مختلف الخطابات التي القاها بمناسبات مختلفة عن موقف الشعب اليمني الثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته الوقوف معه وأعلن استعداد الشعب اليمني للمشاركة في أي عملية عسكرية لتحرير فلسطين بالمال والرجال والسلاح وبكل ما نملك ..
كما أن الشعب اليمني معروف بمساندته ووقوفه مع الشعب الفلسطيني منذ بداية القضية الفلسطينية وبالرغم من قلة إمكانياته وكثرة التحديات والدسائس والمؤامرات التي واجهها وبالرغم من تراجع الشارع العربي المتأثر بنظرة الأنظمة الخائنة للقضية الفلسطينية التي كانت وما تزال نظرة الخيانة والغدر لصالح الكيان الغاصب..
إننا بهذه العملية البطولية أمام فجر جديد و مشهد مغاير، ومعادلات جديدة وعمليات تحريرية أوسع وانكى وتلاحم عربي إسلامي مقاوم وبالتأكيد أن الشعب اليمني سيكون في قلب هذه المعادلات وفي مقدمة الصفوف باتجاه عملية التحرير الكبرى وتطهير فلسطين من رجس الصهاينة والعملاء..
إنه يومٌ ـ وبإختصارـ سقطت فيه إسرائيل على كل المستويات، وبات زوالها أقرب من أي وقت مضى”.
“طوفان الأقصى” ميدانيا
أسفرت العملية حتى لحظة كتابة هذا الخبر وباعتراف الصهانية أنفسهم عن مقتل وجرح أكثر 5000 صهيوني كما تمكنت فصائل المقاومة من تحرير عدداً من المستوطنات فيما يسمى غلاف غزة وكذلك اقتحام عدداً من المواقع الصهيونية .