الكيان الإسرائيلي العدو الأول للأمة الإسلامية

 

 

إسرائيل احتلت شعب فلسطين، بلد فلسطين الذي هو عربي، ظلمت الشعب الفلسطيني الذي هو عربي، اعتدت على لبنان، وسوريا، والأردن، واعتدت على مصر، كلها بلدان عربية، أول من ظلموا، وأول من استهدفوا، وأول من احتلت أراضيهم من جانب العدو الإسرائيلي هم العرب.

الإسرائيلي قتل العرب أولاً، احتل أرضهم أولاً، اعتدى عليهم بكل أشكال الاعتداء أولاً، انتهك أعراضهم أولاً، تواجده في المنطقة على حسابهم، على حساب اقتطاع أراضيهم، نهب ثرواتهم، التآمر عليهم، الاستغلال لهم، الصهاينة كثيراً ما ينادون بشعار: [الموت للعرب]، المناهج الدراسية الإسرائيلية كلها تعبئة عدائية للعرب أولاً، فالعدو الإسرائيلي هو عدوٌ للمسلمين جميعاً، وعدوٌ للعرب أولاً.

أول ضحايا الاستهداف الإسرائيلي وإنشاء الكيان الإسرائيلي هم العرب، فهو بالدرجة الأولى وفي المقدِّمة عدوٌ للعرب، قَتَل منهم مئات الآلاف، جَرَح منهم مئات الآلاف، يأخذ أراضيهم، ينتهك أعراضهم، يستغلهم، يستهدفهم، فأن تقدَّم المسألة أنَّ العدو للعرب هو إيران، وأنَّ الصديق هو الإسرائيلي، هذا من أكبر الأكاذيب المفضوحة، من التضليل والخداع المكشوف، الذي لا ينخدع به إلَّا من هو مستحكم الغباء، أو هو يريد أن يتبناه، ليس لأن المسألة من قبيل الانخداع؛ وإنما من قبيل دوافع أخرى، يريد أن يتبنى هذا العنوان كعنوان حتى ولو كان واضحاً أنه عنوان غير صحيح، لا صحة له، فالإسرائيلي هو عدوٌ للعرب، يستهدفهم، يشكِّل تهديداً خطيراً على كل بلدانهم، يستغلهم، وحتى من يتجهون للتطبيع معه، والعلاقات معه، هو لا يتعامل معهم بصداقة حقيقية، بل الواقع هو كما قال الله في القرآن الكريم: {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}[آل عمران: من الآية119]، هو يتعامل معهم على أساس الاستغلال لهم. .

الإمارات اليوم يستغلها الإسرائيلي، يستغلها لمصالحه الاقتصادية، بل أصبحت أكبر بؤرة للمافيا الإسرائيلية حتى باعتراف الإعلام الإسرائيلي، هو يشكِّل خطراً عليها في وضعها الداخلي، في أمنها الاقتصادي، في وضعها بكله، وحتى ما يقوم به المطبِّعون من خطوات تجاه العدو الإسرائيلي، على المستوى الإعلامي، وعلى مستوى المناهج الدراسية، لا يقابلها الإسرائيلي بخطوات كذلك، المنهج الإسرائيلي هل اتجه الإسرائيليون إلى تعديله، ليتحدث عن العرب بإيجابية، وباعتبارهم أصدقاء، أم هو لا يزال معبأ بكل عبارات وكل مضامين التعبئة العدائية، والاحتقار للعرب، واعتبارهم ليسوا حتى في مستوى البشر، والتحريض عليهم؟!، والتربية والتعليم في إسرائيل هي تربية على العداء للعرب في المقدمة، بينما يأتي الإماراتي ليغيِّر مناهجه الدراسية، ويقدِّم صورة مختلفة عن الصهاينة. .

الحالة بالنسبة للعدو الإسرائيلي هو عدوٌ للعرب، وعدوٌ للمسلمين جميعاً، وعدوٌ للجمهورية الإسلامية في إيران، هو عدوٌ للجميع، فأن يأتي البعض ليقدِّم المسألة وكأنها مسألة صراع بين إسرائيل وإيران، وأنَّ مصلحة العرب في أن يكونوا في صف إسرائيل ضد إيران، هذا من أكبر أشكال الاستغباء والاستحمار، والاستغلال السلبي، وإهانة للعرب، للعرب الذين هم قبل غيرهم أول من قتلهم الإسرائيلي، وأول من تضرروا من الإسرائيلي، وأرضهم هي المحتلة من جانب الإسرائيلي، وأول من عانوا من الإسرائيلي..

ثم ماذا عن المقدسات: عن المسجد الأقصى والمقدسات؟ أليست مقدَّسات إسلامية وهي في حالة خطر؟ أليس هناك مسؤولية عليكم أنتم أيها العرب، علينا نحن العرب، مسؤولية تجاه تلك المقدسات؟ بلى، فلذلك يجب أن تكون الصورة واضحة، الإسرائيلي الذي فعل كل شيءٍ عدائيٍ بالعرب، من: قتل، واحتلال، وأسر، واستهداف بكل أشكال الاستهداف هو العدو، وهناك قضية الكل معنيون بها، والكل عليهم مسؤولية تجاهها، وليست مسألة إسرائيل وإيران. .

موقف الجمهورية الإسلامية هو موقف مشرَّف، هي أكبر داعم ومساند للشعب الفلسطيني، وهذا مما يقلق الإسرائيلي تجاهها، مما يجعله يدرك أنَّ دورها دور مهم وكبير وأساسي في التصدي لخطره وشره على الشعب الفلسطيني في المقدِّمة، وعلى الدول العربية في المقدِّمة، الجمهورية الإسلامية في إيران كانت هي الداعم الأساسي للشعب اللبناني، وللمقاومة في لبنان، ووقفت إلى جانب سوريا، وكان على العرب أن ينظروا إليها كسند لهم في مواجهة العدو الإسرائيلي، هذه هي الرؤية الصحيحة، والفهم الصحيح، هو التعامل الصحيح مع الوقائع والحقائق، لا أن يتبنوا نفس المنطق الإسرائيلي، الذي هو منطق كاذب، ومخادع، ومستغل، لا ينبغي أن يتبناه عاقل.

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

كلمة السيد بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاد الرئيس الشهيد صالح علي الصَّمَّاد1444 هـ

قد يعجبك ايضا