في اليوم ٣٢ من العدوان على غزة.. العدو الصهيوني يُواصل وحشيته والمزيد من الشهداء والجرحى

موقع أنصار الله – متابعات – 23 ربيع الآخر 1445هـ

في اليوم الـ32 من الحرب على غزة، واصلت طائرات الاحتلال قصف الأحياء السكنية وتنفيذ أحزمة نارية في قطاع غزة تركّزت في محيط مستشفى القدس ومخيم الشاطئ ورفح موقعة شهداء وجرحى ومفقودين. وفي المقابل، تواصل المقاومة التصدي البطولي للقوات الصهيونية المتوغّلة، وتكبّدها المزيد من الخسائر في الأرواح والآليات والدبابات.

وقد أحصت وزارة الصحة في غزة 10 آلاف و22 شهيدًا منذ بداية العدوان الصهيوني، وأكدت أنّ 70% من ضحايا العدوان هم من النساء والأطفال، مشيرة إلى أنّ العدو ارتكب خلال الساعات الماضية 24 مجزرة كبرى راح ضحيتها 243 شهيدًا.

واستشهد ستة مواطنين من النازحين في استهداف منزل لعائلة الحمايدة بمنطقة الشابورة وسط رفح، إضافة إلى تضرر منازل مجاورة.

كما أغارت طائرات العدو الصهيوني على ثلاثة منازل قرب دوار الجوازات وقرب شارع المدرسين وبجوار معصرة قشط بحي الجنينة شرقي رفح موقعة عددًا من الشهداء والجرحى.

كما استشهد عدد من المواطنين في قصف صهيوني استهدف شقة سكنية في بناية بالقرب من مستشفى كمال عدوان شمال القطاع.

وقصفت طائرات العدو الصهيوني مسجد حطين في منطقة الاتصالات في بئر النعجة شمال القطاع، فيما نفذت غارات على محيط مستشفى القدس في تل الهوى بغزة.

 

المكتب الإعلامي الحكومي

بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن طائرات ودبابات وزوارق العدو الصهيوني قصفت القطاع بأكثر من 30 ألف طن من المتفجرات منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف “إنّ تواصل الجرائم الصهيونية النازية بحق شعبنا في قطاع غزة وتسجيل 13 ألف شهيد ومفقود في 31 يومًا، يمثّل شهادة وفاة لما يسمى الشرعية الدولية التي تصمت أمام عدوان الاحتلال ولا تستطيع إيقافه حتى ولو ليوم واحد”.

وأضاف معروف في مؤتمر صحفي “في ضوء تواتر شهادات بوجود مرتزقة يقاتلون إلى جانب “جيش” العدو الصهيوني النازي في عدوانه على غزة، فإننا نُحمّل الدول التي جاؤوا منها المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية إلى جانب العدو عن كل الجرائم المرتكبة بحق المدنيين”.

وحمّل معروف مسؤولية حماية المستشفيات للأمين العام للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية بعد أن جعلها العدو عنوانًا لعدوانه، مع استمرار بدء نفاد الوقود بشكل كامل وبدء العد التنازلي لإطفاء مولدات الكهرباء الثانوية بعد توقف المولدات الرئيسية فيها.

وقال معروف “إن الاحتلال الإسرائيلي دمّر 222 مدرسة وألحق فيها أضرارًا عديدة جراء القصف المتواصل، وأخرج عن الخدمة 60 مدرسة، ودمّر 88 مقرًا حكوميًا منذ بدء العدوان”.

وأضاف “سجلت الطواقم الطبية ارتقاء أكثر من 10 آلاف شهيد و3 آلاف مفقود، وارتكب 1050 مجزرة، فيما أصيب أكثر من 25 ألف مواطن”، موضحًا أن 222 ألف وحدة سكنية تضررت و10 آلاف مبنى هدمت كليًا و40 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال بالكامل.

وبيّن أنّ 192 من الكوادر الطبية والصحية و32 سيارة إسعاف دمرت، و113 مؤسسة صحية لحق بها أضرار بليغة وأخرج عن الخدمة 16 مستشفى و32 مركزًا صحيًا.

كما تضرر بفعل العدوان 192 مسجدًا منها 56 مسجدًا دمرها الاحتلال بشكل كامل، عدا عن استهدافه 3 كنائس.

وقال معروف “الاحتلال استهدف قطاع غزة خلال 24 ساعة بـ400 غارة تركزت النسبة الأكبر منها في محيط المستشفيات وبعضًا من مبانيها، في استهداف واضح لها وللنازحين المدنيين فيها وللطواقم الطبية التي تقدم الخدمات الإنسانية والصحية للجرحى والمرضى”.

وحذر من خطورة حياة الأطفال النازحين الذين يعانون من بيئة غير إنسانية بفعل العدوان المتواصل و”المكرهة” الصحية التي تسبب بها الاحتلال في المستشفيات والأحياء ومراكز الإيواء، مع شح الموارد والمجاعة التي ظهرت واضحة في كل محافظات قطاع غزة.

وقال معروف “الاحتلال الإسرائيلي يمارس بالتزامن مع حربه العسكرية حربًا لتجويع المواطنين والأهالي في القطاع، الأمر الذي يسبب أزمات حياتية يعاني منها المواطنون مع بدء الشهر الثاني للعدوان على القطاع”.

وأضاف “طوال 17 يومًا منذ بدء إدخالها، دخل قطاع غزة 522 شاحنة من المساعدات الإنسانية وهي تساوي ما كان يدخل قطاع غزة في يوم واحد قبل 7 تشرين الأول الماضي والتي دخلت غزة في ظل احتياج المواطنين لكل مستلزمات المعيشة واللوازم الحياتية، ولا تمثل نقطة في بحر هذه الاحتياجات”.

وتابع “مع بطء السماح في سفر المصابين ووصول 93 منهم إلى مصر بعد أسبوع من محاولات السفر للعلاج، نجدد مطالبتنا بإنشاء ممر آمن وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وتسريع سفر المصابين”.

وأكد معروف أن الاحتلال ارتكب انتهاكات عديدة بحق الطواقم الحكومية والصحفية، حيث استشهد 47 صحفيًا و53 إمامًا وداعية، و18 من كوادر الدفاع المدني والإنقاذ.

 

“الأونروا”

من جهتها، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عن مقتل ٨٩ من موظفيها في غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وقالت الأونروا “إن ٤٩ منشأة تابعة لها في غزة تضررت جراء القصف الإسرائيلي المتواصل”.

من ناحيتها، وصفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوضع الإنساني في قطاع غزة بالكارثي ويزداد سوءًا كل لحظة جرّاء الهجمات الإسرائيلية على القطاع.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر سهير زقوت “المدنيون في قطاع غزة يتحملون التكلفة الإنسانية الباهظة خاصة النساء والأطفال”.

وفي تصريح صحفي، أضافت زقوت “ما نراه في غزة لم نشهده منذ تواجدنا الدائم في العام ١٩٦٧”، موضحة أنّ التدمير طال البنى التحتية للمياه والمياه العادمة حيث خرج معظمها عن الخدمة مما ينبئ بكارثة بيئية.

وبيّنت أن الحصول على نقطة ماء نظيفة للشرب أو رغيف خبز في غزة رحلة محفوفة بالمخاطر وتستمر لساعات”، وأكدت أن نصف سكان قطاع غزة نزحوا إلى الجنوب في ظل غياب المقوّمات الأساسية للحياة.

وقالت زقوت “تشتت شمل العائلات والأمهات توزع أبناءها على مراكز النزوح لتزيد من فرصة نجاتهم”، مؤكدة أن “مستشفيات غزة على حافة الانهيار التام”، وقالت “الأطباء منهكون وثمة شح في المستلزمات الطبية والوقود”.

وأوضحت أن “العمليات الجراحية تتم دون مخدر وتتم في طرقات المستشفيات”، وأضافت “يجب حماية المستشفيات والأطقم الطبية وسيارات الإسعاف”.

وتابعت “المستشفيات يجب أن تكون أماكن لإنقاذ الحياة و ملاذ آمن لمن نزح إليها و لا يجب أن تتحول لساحات دمار و موت”.

وأردفت ” يجب حماية من قرر طوعًا البقاء في منزله وعلى الأطراف احترام وتجنب الخسائر بين صفوف المدنيين”، وأضافت “أحضرنا مستلزمات طبية تكفي لمعالجة ٥٠٠٠ جريح حرب. وأقراص لتنقية مياه الشرب تكفي لتنقية ٥٠ الف لتر من المياه”.

وأشارت إلى وجود ٦٠ طن من المساعدات تقف على أقرب نقطة من معبر رفح بانتظار الدخول إلى القطاع بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني.

وقالت “يجب وقف التصعيد لمنع المزيد من المعاناة الإنسانية والسماح بتدفق المستلزمات الطبية والمساعدات الإنسانية للقطاع”، مضيفة “يجب منح طواقم العمل الإنساني في اللجنة الدولية والهلال الأحمر الفلسطيني مساحة آمنة للحركة في القطاع للاستجابة الإنسانية”.

قد يعجبك ايضا