قمة “الشيء وضده”: ملك يطالب بفك الحصار عن غزة ويحاصر شعباً بأكمله وزعيم يطالب بإيصال المساعدات ويغلق المعبرّ!

موقع أنصار الله – متابعات – 27 ربيع الآخر 1445هـ

 

بعد 36 يومًا من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي أسفر عن أكثر من 11 ألف شهيد فلسطيني، و27500  إصابة، وتهجير متواصل لأهالي شمال قطاع غزة، واستهداف مباشر للمستشفيات، انعقدت القمة العربية الإسلامية في العاصمة السعودية الرياض.

افتتح جدول أعمال القمة ولي عهد المملكة السعودية محمد بن سلمان، والذي زعم رفض بلاده “القاطع للعدوان على غزة والرفض القاطع للحرب الشعواء التي يتعرض الشعب الفلسطيني كما طالب بضرورة “فتح ممرات إنسانية لإغاثة سكان القطاع فورا، وقد تناسى محمد بن سلمان أن المسافة بين المملكة السعودية والكيان الإسرائيلي لا تتجاوز 20 كم، كما تناسى بن سلمان أنه قدم ما يزيد عن 480 مليار دولار للرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب مقابل رضى أمريكا.

كما تناسى بن سلمان أن من قتل الشعب اليمني وحاصره لتسع سنوات ولا يزال، لا يمكن له لا يليق به الحديث عن البشاعة والاجرام وهو إحدى أدواتها القذرة.

محمد بن سلمان تناسى أنه حرك مئات الطائرات لقتل الشعب اليمني دون أي مسوغ وكون حلفا بترسانة عسكرية هائلة ونفذ هجومه الوحشي على اليمن  بكل كبر وغطرسة، فأين هي تلك الشدة وأين هي تلك الأسلحة لتفك الحصار على غزة في أقل تقدير؟!.

السعودية، ذات الدولة، التي صرح قبل يومين وزيرها للاستثمار خالد بن عبد العزيز الفالح، إن المملكة لا تنوي حاليا استخدام تأثيرها على أسعار النفط العالمية كورقة ضغط لتحقيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأضاف خلال منتدى بلومبيرغ للاقتصاد الجديد في سنغافورة، إن تطبيع العلاقات مع “إسرائيل” لا يزال مطروحا على الطاولة رغم “نكسة” الحرب.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نفس القمة  دعا كلا من الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية إلى التحقيق في “الجرائم” الإسرائيلية في غزة.. لكن في نفس الوقت فإن تركيا مستمرة في تزويد الكيان الصهيوني بالنفط الخام والمشتقات النفطية فبعد أن قامت تركيا بتفريغ السفينة  Seaviolet لكمية مليون برميل من النفط الخام في ميناء ” ايلات” نهاية شهر اكتوبر .قامت في الـ8 من نوفمبر  الجاري بتزود الكيان  بناقلة النفط Loxley محملة بأكثر من 10 ألف طن من المشتقات النفطية .

أما رئيس السلطة الفلسطينية المدعو  محمود عباس، والذي أدان عملية طوفان الأقصى، فقد قال  في كلمته إن الولايات المتحدة التى لها التأثير الأكبر على “إسرائيل”، وتتحمل المسؤولية عن غياب الحل السياسى، وطالبها بوقف العدوان الإسرائيلى، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

تأتي كلمات عباس، بعد لقائين مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مرةً في عمان وآخر في رام الله، وقد عبّر نشطاء حينها عن استنكارهم من الابتسامات المتبادلة بين وفد السلطة بقيادة عباس وبلينكن الذي أعلن بشكل صريح وقوفه مع العدو الاسرائيلي في عدوانه على غزة، وفتح مخازن الأسلحة بمختلف أنواعها لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة.

لقد تناسى عباس أنه  قتل أربع أطفال ( رزان تركمان، والشبان فراس تركمان، ومحمود ابو لبن، ومحمد صوافطة) الذين خرجوا في مسيرات دعم غزة ورفضًا لمجازر العدو، وقتلوا خلال قمع الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمسيرات، لكن نفس الوقت فإن عباس وجه الشكر لدول وشعوب العالم التى خرجت لإدانة العدوان وإسناد حقوق الفلسطينيين العادلة والمشروعة.

 

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بدوره، طالب بضمان النفاذ الآمن والسريع، والمستدام، للمساعدات الإنسانية، وتحمل “إسرائيل” مسؤوليتها الدولية باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال.

يطالب رئيس دولة مصر التي تمتلك حدودًا مع فلسطين، منها معبر رفح البري ذات السيادة الفلسطينية المصرية المطلقة دون أي تدخل أو وجود للعدو الإسرائيلي فيه، أن تصل المساعدات، بينما يغلق المعبر في وجه المساعدات إلا بعد موافقة العدو عليها، وقد استقدم ضباطًا “إسرائيليين” إلى الأرض المصرية لفحص المساعدات قبل دخولها.

من جانبه، طالب الملك الأردني عبد الله الثاني بأن تبقى الممرات الإنسانية في غزة آمنة ومفتوحة لإيصال المساعدات بشكل دائم، مؤكدا أن “منع إسرائيل دخول الماء والغذاء والدواء إلى سكان غزة جريمة حرب”، وأن “العالم سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية”.

ملك الأردن –  الدولة التي يجمعها مع فلسطين أطول الحدود من دول الجوار- يطالب العالم أنه سيدفع ثمن الفشل في حل القضية الفلسطينية، بينما يرسل الأجهزة الأمنية الأردنية لتطلق قنابل الغاز وتقمع المتظاهرين قرب الحدود الأردنية الفلسطينية، وتمنعهم من الاقتراب، وتصدر وزارة الداخلية في الأردن قرارًا بمنع الاقتراب من الحدود.

وخلاصة القول فإن العدوان الإسرائيلي على غزة لا يمكن إيقافه بعدة كلمات تنطلق من زعماء متورطون في التآمر على القضية الفلسطينية ولهم تاريخ  طويل في الفتك بالمقاومة، فالعدو الإسرائيلي لا يعرف إلا لغة القوة ولا يمكن ردعه إلا بقوة السلاح .

 

 

قد يعجبك ايضا