السيف أصدق أنباءٍ.. والأطفال الخدج

موقع أنصار الله ||مقالات||أحمد يحيى الديلمي

قال أحد المحللين الأوروبيين – في حديث لقناة أوروبية – يبدو أننا أمام قائد يختلف كلياً عن القادة العرب الذين عرفناهم على مدى نصف قرن من الزمن، فالقائد الحوثي إذا قال فعل، كل ما ينطق به يترجمه في الواقع عملياً، فهدد بضرب إسرائيل وفعل وهدد باحتجاز السفن الإسرائيلية وفعل، وهذا يجعل دولة إسرائيل تأخذ حذرها من هذا القائد وتُدرك أنها أمام شخص آخر تفكيره يختلف كلياً عن القادة العرب الذين تعاملت معهم في الماضي، والذين ظلوا يتحدثون بكلام لا يجد أي ترجمة له في الواقع، الموقف الأخير لهذا القائد أخرجنا من دائرة الشك عن دور إيران وتنفيذه لأوامرها، فهي لم تكن على علم بما سيقدم عليه بل فوجئت كأي دولة أوروبية عندما سألت أحد علماء الشيعة في أوروبا عن هذا الموقف، قال “الحوثي مستقل في المذهب والسياسة وليس له علاقة بولاية الفقيه كما هو حال حزب الله في لبنان أو الحشد الشعبي في العراق، فالحوثي وإن كان يلتقي مع إيران فيما يسمى بمحور المقاومة والتشيع للإمام علي وأبنائه إلا أنه مستقل في أفكاره الدينية ومواقفه السياسية ويمتلك إرادة خاصة من خلالها يترجم كل أقواله حينما يحس أن الموقف يحتاج إلى حزم وشدة وهكذا فعل حينما رأي المآسي في غزة ضد الشعب الفلسطيني”، انتهى كلام المحلل وهو اختزال مفيد لما يمكن أن نسميه بتوصيف الهوية السياسية والدينية لأنصار الله، ومنه تتضح الكثير من الحقائق وبالتالي لابد أن يستقر في أذهان من لا يزالون يرددون كلمة إيران في كل شاردة وواردة ولا أعتب عليهم في ذلك، بالذات من هم في مواقع المسؤولية في الخليج أو في الدول العربية، فكلهم تعودوا على صيغة واحدة وهو القبول بالحكم الهُلامي فاقد الإرادة والقدرة والمنتظر لتوجيهات من هذه الدولة أو تلك، وهنا نُدرك أهمية ما أقدمت عليه القيادة السياسية في اليمن، أقول اليمن لأننا نتحدث عن دولة قائمة في صنعاء عاصمة اليمن التاريخية وجمهورية مستقلة تتصرف بملء إرادتها ولا تنتظر لأي توجيه من أحد، كما هو حال ما يُسمى بدولة الفنادق المشتتة بين عدة عواصم عربية وإسلامية وأوروبية “اللهم لا شماتة” .

المهم.. على شعبنا اليمني أن يُدرك أنه أخيراً استعاد الإرادة التي افتقدها منذ زمن وأصبحت لديه قيادة تذكره بماضيه التليد والمبادئ القومية التي آمن بها ودافع عنها والقيم الإسلامية التي حملها إلى أصقاع الأرض بما اشتملت عليه من قيم وأخلاق .

الأطفال الخدج

قبل أيام شاهدت هرة كانت قد ولدت للتو، وإذا بها تتنقل أطفالها من المكان الذي تتواجد فيه إلى آخر كلما أحست بالخطر خوفاً على أولادها من أن ينالهم أي أذى، تذكرت المشهد وأنا أشاهد أطفال غزة الخدج ممن لم يكتمل نموهم في بطون أمهاتهم وخرجوا إلى الحياة قبل الأوان، حالة يرثى لها كل إنسان ويندى لها كل جبين، بشر وجدوا إلى الحياة وكأن دولة الكيان الصهيوني ضاقت ذرعاً بقدومهم، وهذا يجعلنا عاجزين عن وصف هذا الكيان وقادته، إلى أي جنس ينتمون؟! وما هي الصفة التي تنطبق عليهم؟! إذا قلنا إلى جنس الحيوانات فالحيوانات أكثر رحمة وعطفا على صغارها، من ثم فإن أي صفة قذرة تنطبق على بني صهيون لأنهم قد تجاوزوا كل الصفات الحقيرة بأعمالهم وأصبحوا مصدرا للعبث بالحياة، والعجب كل العجب من المواقف الأوروبية التي تتعاطف مع هذا الكيان وهي تشاهد كل المآسي والجرائم التي يرتكبها في حق أبناء شعبنا الفلسطيني، فيؤكد هذا الكيان أنه امتداد للقردة والخنازير الذين مسخهم الله في الزمن الغابر وحولهم إلى حيوانات ومن هذه الشاكلة جاءوا، لذلك لا يعبأون بالبشر من أبناء جنسهم.. عفواً أقول أبناء جنسهم لأنهم يتشدقون بأنهم ساميون، إذا كانت السامية على هذه الشاكلة فعليها لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وإن شاء الله النصر صبر ساعة، بل أقول شهور في هذا الوضع المُزري الذي وصلنا إليه كعرب ومسلمين، وأخيراً أقول للجنة القمة العربية الإسلامية، لا داعي للمكابرة الطعن في الميت حرام.. والله من وراء القصد ..

قد يعجبك ايضا