قطعُ المساعدات الغذائية سَيفٌ ذو حَــدَّينِ
موقع أنصار الله ||مقالات||د. شعفل علي عمير
يقول السيدُ الشهيدُ حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-: (إن الأُمَّــة لا تستطيع أن تدافع عن دينها، ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها وهي ما تزال فاقدةً لقوتها الضروري الذي الزراعة أَسَاسه، وليس الاستيراد)، وهذه حقيقة سبق أن تطرق لها السيدُ القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- في الكثيرِ من المناسبات، وذلك لما يعتري هذا الجانب من مخاطرَ لها علاقة مباشرة بحياة الإنسان؛ وَلِأَنَّ اليمنَ يعيشُ في حالة حرب يجب أن يأخذَ جانبُ الاهتمام بالزراعة حيزاً كبيراً في السياسات العامة للدولة، من خلال التوجّـه الجاد لزراعة الحبوب وعلى نطاق واسع؛ بحيث نستطيع تحقيقَ هدف الاكتفاء الذاتي بشكل تدريجي ومدروس وبخطوات ثابتة معتمدة على مبدأ الزراعة الموجَّهة.
سمعنا ولمسنا ما قام به برنامجُ الغذاء العالمي من قطع المساعدات الغذائية والتي تُعَدُّ جزءاً من أدوات الحرب التي يجب أن يتحمَّلَها الشعبُ اليمني مقابلَ وقوفه الديني والمبدئي مع إخوانهم المظلومين في غزةَ وكلّ فلسطين، لا نجد تفسيراً آخرَ لهذا العقابِ الجماعي إلَّا أنها حربٌ وورقةٌ أُخرى يستخدمُها أعداءُ الأُمَّــة لمعاقبةِ من يخرُجُ عن طوعهم.
لم نكن نستبعدُ استخدامَ ورقة الغذاء كأحد أساليب حروبهم الموجَّهة على الشعوب الحرة، واستخدامهم لأُسلُـوب التجويع ورقة ضغط يجعلُ من قطع المساعدات سيفاً ذا حدَّينِ:-
الحَدَّ الأولُ يذبحُ الشعب اليمني.
والحَدُّ الآخرُ يشحذُ هِمَمَنا لنجعلَ من هذه المشكلة فرصةً للرجوع إلى الله -سبحانه وتعالى- أولاً، ثم العودة إلى ما أنعم الله علينا من مواردَ طبيعيةٍ؛ لكي نتوجّـهَ لاستغلالها بالشكل الأمثل، الذي يحقّق لنا الاكتفاءَ الذاتي من الحبوب، الذي يعد المحصول الاستراتيجي الأهمَّ الذي يؤمّنُ مجتمعَنا من شبح المجاعة.
وهنا نؤكّـد أن الضرورةَ تقتضي التوسع في زراعة الحبوب، ولو على حساب المحاصيل الأُخرى إلى الحد الذي نستطيع من خلاله تقليص احتياجنا من الحبوب المستورَدة.
وليكن ضمن توجّـهنا وأهدافنا بأنه إذَا كان باستطاعتنا استيرادُ الحبوب اليوم فقد لا نستطيع استيراده غداً؛ نتيجةً لأي مُسبب، والذي في مقدمته الحصارُ الشامل ومنع وصول الشحنات من الغذاء إلى موانئنا؛ فالعدوُّ يريدُ قتلنا جميعاً كما يقتل إخواننا في فلسطين.
إذن توفيرُ الغذاء جهادٌ في سبيل الله، وأهمُّ ما يمكن أن نواجه به أعداءنا ونفوِّتَ عليهم فرصةَ السيطرة علينا، وأكّـد على ذلك السيد حسين بدرالدين الحوثي عندما قال: (إذا لم يهتم المؤمنونَ بالزراعة فَــإنَّهم يساعدون أعداءَهم في القضاء على أنفسهم).
وَطُرُقُ الزيادات في إنتاج الحبوب ممكنةٌ إذَا ما اعتمدنا على تشخيص الإخفاقات السابقة وعمل الخطط الموضوعية والبرامج الفاعلة التي تستند إلى الاستخدامِ الرشيدِ للموارد بعيدًا عن العشوائية، أصبح من الضروري الاعتمادُ على الكفاءات في التخطيط والتنظيم لكل مشروع زراعي؛ بحيث نضمنُ تحقيقَ الهدف من كُـلّ مشروع في إطار الخُطَّةِ الشاملةِ التي تستهدفُ تحقيقَ أعلى مستوىً من الاكتفاء الذاتي.