طوفان الأقصى
الشاعر/ عبدالسلام المتميز
اليوم (خيبرُ) من جديدٍ تُفتح
والنصرُ صبحٌ بالبشائر يُصبح
من نور ذكرى مولد الهادي أتى
طوفانُ نصرٍ بالبهاء موشّح
فَبِه (ثنيّاتُ الوداع) تنوّرت
وبه (ثنيّاتُ القطاع) تُسلَّح
شابت بنخل الإنتظار رموشُنا
ترنو ليوم الإنتصار وتطمح
طلعَت كرامتُنا بغزة هاشمٍ
بدراً (كغزوة بدر) عزاً ينفح
فدَعوا الكتائبَ إنها منصورةٌ
ومسارُها يمضي لما هو أنجح
عَجْزُ (الكيان) اليوم أمرٌ واضح
وزوالُ (إسرائيل) أمرٌ أوضح
وإذا (الصهايِنُ) في (الحجاز) تجوّلوا
ويهودُ تسرح في (دُبيّ) وتمرح
فاليومَ أبطالُ الفداءِ تجوّلوا
بمُعسكراتك والهشاشةُ تُفضَح
خِبتم بأحدث تكنولوجياكم، وهم
بِشِراعِ (فرناس) العتيق، وأفلحوا
ذا (جعفر الطيار) صار جعافراً
في قلب (قُبّتك الحديد) يجنّح
فإذا اعتذرتم أنكم لم تعلموا
فالعذرُ مِن قُبْحِ الهزيمةِ أقبح
أين الجدارُ؟ وأين راداراتكم؟
ومخابراتٌ لم تزلْ تتبجّح
وجنود نُخبتكم برغم عتادها
من بطن (مِيركافا) تُشَالُ وتُطرَح
أُسِرَت برعبٍ قبلَ تؤسرُ سوقةً
وبخوفِهِم نزفوا ولمّا يُجرحوا
وكأنّ جندَك بالعويل تدَرّبوا
كي يتقنوه إذا المعارك تجلح
ليسَت قواعدُكم فحسبُ ترنَّحَت
واللهِ إن وجودَكم يترنّح
ياجند أرض القدس نحن فداؤكم
معكم سنسري للقتال ونسرح
فالسلمُ يُدرَك بالسلاح ويُجتَنَى
والعِزُّ يؤخذ عنوةً، لا يُمنَح
قولوا هو الرحمن لا إِقدامُكم
وله اشكروا واستغفروه وسبّحوا
ولْتدخلوا من باب حِطةَ سُجّدا
لا تظلموا أبدا ولا تتبجحوا
فاللهُ -إنْ نأخذْ بأسباب الإبا
والنصرِ- بالفتح العظيمِ سيفتح
وسيَقصِفون، فإنْ تألّمتم فهُمْ
يتألّمون، وإن صمدتُم تُفلحوا
لايَأْلَمون لوحدِهم فوُلاتُنا
بالقَرح إذ مسّ اليهودَ تقرَّحوا
اليوم أنظمةُ العمالة أُنطِقَت
ودَعَوا إلى ضبط النفوس وصرّحوا
وإذا قُتِلنا يخرسون بصمتهم
فالقومُ مِن دنَس الوقاحة أوقح
(صهيونُ) خاطَت للفَنَا أكفانَها
وهُمُ لها يتسابقون ! فقُبِّحوا
قلتم همُ الجيشُ الأُلَى لن يُقهَروا
واليوم تهزمه الفصائلُ فاستحوا
بمشاهدٍ عقِمَ المدى عن مثلها
فيها أرى قُربَ الزوالِ وألمح
فيها قواعدُ الاِشتباك تغيّرت
وبها موازينُ الصراع تُصحّح
وغداً مطارات الكيان تغَصُّ
بالمتسابقين لينزحوا، فلينزحوا
هذي البداية لا سوى، فتخيّلوا
الآتي، وفي أقصى خيالِكمُ اجمحوا
إن خاض محورنا الجهادَ موحّداً
وبعزة الله العزيز استفتحوا
وتكاتفت أيدٍ توضّأتِ الهدى
وتناوشتْكَ مُسيّر ومجنّح
وتجوس في المستوطنات زحوفنا
وتسيل من سِتِّ الجهاتِ الأبطح
وتترجمُ الفوهات عن قبضاتنا
بالموت لِاسرائيلَ ناراً تلفح
سيكون دمعُكم الكفيلَ بجَرفِكم
أما المُطبّع فالخسارةُ أفدح
وإذا حسبتم ذا الكلامَ (كنايةً)
فغداً صواريخُ النكال (تُصرّح)
لن نطلقَ الأشعارَ بل نيرانَنا
فالنارُ من سِحر البلاغةِ أفصح
ومُسَيّراتٌ رغم باتريوتكم
إن أُطلقَت فجِماحها لا يُكبَح
ولِتسمعوا شرحاً أدقَّ (فبدرُ) والْ
أستاذُ (طوفانُ) المبجّلُ يَشرح
يَدُنا الخفيفةُ بالزنادِ طويلةٌ
ولقد علمتم أننا لا نمزح
واللهِ لو خضْتَ البحارَ فإننا
في غور أغوار المنايا نَسبَح
والله لو فُتح المجالُ رأيتَنا
جيشاً به شِبه الجزيرةِ تطفح
لرأيتَ فينا ألفَ (طومرَ) مُنجِداً
وبقبضتيه مُجنزرٌ ومُصفّح
منذُ البدايةِ، منذُ أول صرخةٍ
لقتالكم كنّا نتوق ونطمح
مُذْ وجَّه (ابنُ البدر) بوصلةَ العِدا
كنّا ليومِ لقاك كدحاً نكدح
وشننتُمُ أعتى الحروبِ لصَرفِنا
عنكم، فخبتم، والمسيرةُ تنجح
قُدُماً نسير لكم، فلا (تعشيقُنا)
عرَفَ الوراءَ، ولا المكابح تكبح
قدَرٌ عليكم أن نسوءَ وجوهَكم
وبذا (الشعار) فَ(تلْ أبيبُ) ستُفتح
واليومَ من صنعا اسمعوه مُدوّياً
تشدو به هذِي الحشودُ وتصدح
فسيُوفُ غزوة بدر في أيماننا
عادت تُكبّر ربّها وتسبح
لقد امتشقنا (ذا الفقار) ولن يؤوب
لغِمدِه ما دام (مرحبُ) ينبح
و(حُنينُ) إن عادت فنحن بأحمدٍ
شهبٌ مسوّمةٌ وزندٌ تقدح
وتكرّرت (أحدٌ) وفي مأساتها
تسعى الغوائلُ للنبي وتجمح
وولاةُ أمتنا تدسّ رؤوسها
بالذل في نَيْر العمالة ترزح
هم يُصعِدون إلى الفرار وأحمدٌ
يدعوهمُ ودِماه توشكُ تُسفَح
تركوه لا لغنيمةٍ لاحتْ لهم
بل هم أشاروا لليهود ولوّحوا
(جبل الرُماةِ) يصيح فينا قائلا:
لا تتركوه اليوم أيضاً يُجرَح
لبيك نحن سهامه ورُماته
لو حاربتْنا الأرض لا نتزحزح
صُبُرا على جبل الكرامة لم نَزَلْ
ما دام قال المصطفى (لا تبرحوا)