«عَهدٌ عَليْناَ»

الشاعر / أبو اياد المطري

تَفْيضُ اْلروْحُ في ذِكْرَى الشَهِيدِ
لِتَصْنَعَ داخِليْ عَزمٌ جَديْدِ

فَمْا دامَتْ حَياتْي ثُم موتي
لِخلّاقْي فَلن أبقَى قَعِيدِ

سَأمْضْيْ مُخلِصَاً وَبِكُلِ عَزمٍ
أجَاهِدُ كُلّ جَبّارٍ عَنيدِ

سُيوفُ اللهِ صَارت في يَدينا
وَبأسُ اللهِ وَالبَأسِ الشَديدِ

فَصُنّاع الكَرامَة قَد أعَدّوْا
مِنَ الإيْمانِ مَا لانَ الحَدِيدِ

فَصارَتْ قُوةَ الكُفّارِ ضَعفاً
أمَامِهِمُ وَذابَت كالجَليدِ

لإن الله حَدّد مَعرَكَتناْ
لِمَن وَعدُ المُهَيمِنُ والوَعِيدِ

وَلَم يَترُكْ رِجَالاً مؤمِنيِناً
بِهِم وَبِصَبرِهِم قَرُبَ البَعيدِ

فَسُبحانْ العَظيمِ بِكُلّ حِينً
مُنَزّهَ قَبلَ أن خَلقَ العَبِيدِ

فَلا سُلطانْ لِلطُغيانْ فينا
وَلا الطاغوتِ يَحكُم ما يُريدِ

فَلم نَركَع سُوى للهِ مَولاً
وَلا خِفنا سِوى اللهُ الحَميدِ

صَنعنا بِالدَمِ اْلزاكيِ نَصراً
مِنَ القُرآنِ والوَعدِ الأكيدِ

أيَا شُهَداؤنا فَوزاً عَظيماً
جِوارِ الله فيِ العَيش الرَغيدِ

صَنعتُم مِن دِمائِكُمُ شُعاعاً
أضَاءَ لَنا الطَريقَ بِلا وَقِيدِ

حَمَلتُم رَايةَ الإسلامِ حَتّى..
حَمَلناكُم عَلى الكَتفِ الوَسِيدِ

رَفَعتُم ظُلمَ مَن ظَلَموا إلى أن
رفعكم رَبنا نُزلاً فَريدِ

وعادَيتُم طُغاةْ الأرضِ حَتّى
أعَدتْم عِز أمّتِنا الفَقيدِ

وأحْييتُم مَقامَاتُ التَسامي
تَفوحُ مِن التَليدِ إلى التَليدِ

تَجمّعتُم عَلى النَهجِ الإلَهي
أنصاراً مَع القَولِ السَديدِ

فَمِن إحسانِكُم في كُلِ حيناً
تَحسّنَ بينَ أمّتِنا العَديدِ

أيا فَخرَ الشُعُوبِ بِكُلِ عَصرِ
سَيذكُر نَصرَكُم حَتّى الحَفيدِ

سَلامُ اللهِ يَبلغُ مَنزِلَتِكُم
أيا “فَرحينَ” في الذِكرِ المَجيدِ

بِما أآتاكُمَ اللهِ اْبتَهجتُم
مِن الخَيرَاتِ والحَبّ الحَصيدِ

أمِنتُم يوم يَفزَعُ مَن سَيَفزع
وَيومَ النارِ تَبحَثُ عَن مَزيدِ

تَرَكتُم أهلَكُم مِن أجلِ “فَوزاً”
وتاجَرتُم عَلى الرِبحُ المُفيدِ

فَدربُ مَسيرِكُم عَهداً عَلينا
بإنّا لَن نَحيدَ ولَن نَحيدِ

عَجِزتُ عَنِ الكَلامِ وَكُل هَذا
فَليسَ سِوى القَليلَ مِن القَصيدِ

أُرَتِبُهُ عَلى وَجَلٍ وإنّي
أودُ مِن الوَريدِ الى الوَريدِ

بِأن أسقُط شَهِيداً فِي خُطاكُم
وَيرضَى خَالِقي أسقُط شَهيدِ

سأبقى عَاشِقاً دَربَ الشَهادَة
وأبقى مُنشِداً فِيها نَشيدِ

 

قد يعجبك ايضا