الصراع مع الأعداء…   الوسائل والأساليب.. المقومات والمنطلقات

 

الصراع هو مصطلح يطلق على كل الأحداث والمواقف التي تدور بين طرفين بكل ما تحتاج إليه تلك الأحداث والمواقف من طرق وأساليب ووسائل وأفكار وقناعات ومعتقدات ومهارات ونتائج وتحولات بين هذين الطرفين المتصارعين.

بدايته

لم يكن الصراع وليد العصر الحاضر  بل هو قديم جدا بدأت أولى أحداثه منذ خلق الله آدم عليه السلام و ما دار بينه وبين إبليس لعنه الله ما هو إلا باكورة الصراع بين الحق والباطل ثم تطور الصراع من صراع ثقافي بين جنسين مختلفين إلى صراع مسلح بين جنس واحد قال تعالى: {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ }[المائدة] ثم بعدها انتقل الصراع من الحالة الفردية إلى الجماعية ليكون لكل طرف حزب وأمة تمثله.

ولم تتوقف مراحل الصراع عند هذا الحد بل توسعت لتشمل جوانب شتى فبات هناك ما يعرف بالصراع الديني والحضاري والسياسي والاقتصادي والفكري وهلم جرا .. وكلما تعددت وتنوعت متطلبات الحياة كلما توسع الصراع وأخذ أشكالا وأبعادا أخرى ودخلت فيه سائل وأساليب وشمل جوانبا وأصعدة كثيرة وما زالت أيديولوجيات الصراع في نمو وتوسع مطرد بناء على تطور الإنسان وتوسعه في شؤون الحياة.

مقومات الصراع

أولاً: دوافع الصراع

لا يوجد عمل مهما كان بسيطا إلا وله دوافعه وأهدافه فما بالك بصراع مستمر لا يتوقف ونحن عندما نعود لصراع آدم وإبليس نلمس أسباب ودوافع ذلك الصراع جلية واضحة ومنها: الأهواء والرغبات فالشخصنة والاستكبار والحسد والعجب والتعالي من أبرز دوافع إبليس لمواجهة آدم {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ}[ص] ولأن حكمة الله قضت باستخلاف آدم ونسله في الأرض؛ وهي مسؤولية عظيمة يترتب عليها علو شأن كبير في هذا العالم، فقد أغاظ هذا التكريم إبليس كثيرا {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً }[الإسراء] لأنه يرى من منظوره الشخصي المتعالي أنه وذريته أحق بهذا الاستخلاف من هذا الوافد الجديد.

ومن هنا تحرك ضد آدم عليه السلام بكل عدائية مقسما أنه سيضله هو وذريته قال تعالى: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82)إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ}[ص] ونحن في صراعنا مع الشيطان وحزبه لا بد أن تكون دوافعنا إيمانية قرآنية حتى نضمن كسب المعية الإلهية لتحقيق التفوق عليهم قال تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}[التوبة]

 

ثانيا: أساليبه ووسائله

تمثل الوسائل والأساليب أهم أسس وركائز الأداء العملي وبالتحديد في مجال الصراع مع أعداء الله وقد تقاس قوة الصراع وضعفه بناء على “كم” و”كيف” تلك الوسائل والأساليب ومستوى قدرات المتصارعين في استخدامها وهذا ما ركز عليه القرآن الكريم في كثير من الآيات الكريمة ومنها قوله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }[الأنفال] والقوة هنا لا تقتصر على جانب السلاح فقط بل تتعداه إلى الإعداد في الجانب المعنوي فإذا تدنت المعنويات تحتمت الهزيمة.

وحينما نعود للقصة السابقة نلاحظ خطورة الأساليب التي استخدمها إبليس لخداع آدم عليه السلام والتي منها:

-أسلوب الوسوسة واستغلال الفرص والضرب في نقاط الضعف قال تعالى:{فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}[طه] فنسي آدم تلك العداوة فانتهز إبليس الفرصة لغوايته والإيقاع به وجاءه من نقطة الضعف لديه {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى}[طه]، {فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}[البقرة].

ولذا يجب علينا دائما في صراعنا مع أعداء الله أن نطور أساليبنا ونبتكر أساليب جديدة أكثر كفاءة وتكون أعيننا دائما على عدونا نراقب تحركاته وما يستخدم من أساليب ووسائل في صراعه معنا كي نستطيع مواكبته ومواجهته والتغلب عليه.

ثالثا: استمراريته

تعتبر الاستمرارية في أي عمل من أهم مقومات نجاحه وهي مهمة جدا في مجال صراعنا مع أعداء الله فالكسول والمتخاذل يؤثر بكل تأكيد على مجريات الصراع، وإبليس لعنه الله لم يكتفِ بغواية آدم عليه السلام وإخراجه وزوجه من الجنة بعد أن نزع عنهما لباسهما بل واصل معركته لينقلها إلى مستوى المواجهة المسلحة كما حدث في قصة ابني آدم.

ولذا نرى الاستمرارية حالة متجذرة عند أتباع الشيطان فاليهود والنصارى في شغل مستمر في تنمية صراعهم معنا حيث خصصوا مؤسسات ومراكز بحثية ودعموها بملايين الدولارات ففي أمريكا وحدها ما يقارب 100جهة معنية بهذا الأمر همها الوحيد هو تطوير أساليب ووسائل صراعهم معنا والتنقل به مراحل نحو الأمام ومواجهتنا بكافة أشكال الحروب من استهداف وتشويه ونشر دعايات واختلاق مشاكل وتوسيع هوة خلافاتنا الداخلية وبعثرتنا، والعمل قائم على قدم وساق ضدنا من دون كلل ولا ملل ولا يأس بينما الكثير منا في صراعه معهم باهتون متهاونون يغلب عليهم اليأس والعجز والملل والإحباط والهزيمة النفسية والنظرة  الدونية لقدراتنا مقتنعا أن ليس في مقدورنا فعل أي شيء سوى الاستسلام  والمداراة لهم وهذا بكل تأكيد له أثر كبير على طبيعة الصراع مع أعداء الله فمن جانب يزيد من معنويات العدو ومن جانب آخر يجعل الأمة أكثر استسلاما وانبطاحا وتبعية كما هو حال الأنظمة العربية المتسابقة على التطبيع مع العدو الإسرائيلي.

رابعاً: منطلقاته 

تعد المنطلقات من أهم ركائز الصراع ومقوماته وقد تنبه الأعداء لهذا الجانب فانطلقوا في عدائهم لنا من منطلق ديني وفق ما تأمرهم به معتقداتهم الضالة وثقافتهم المغلوطة ولذا يجب علينا كمسلمين أن يكون عداؤنا لهم عداء دينيا حتى نضمن استمراريته وفاعليته وليس من منطلق شخصي يمكن استرضاؤه باليسير من الأمور.

وقد رأينا كيف أصبح العرب عندما انطلقوا في مواجهتهم لإسرائيل من منطلق قومي  ووطني كيف أنهم في الأخير باعوا وتخلوا عن قوميتهم وباعوا وطنيتهم كما هو واضح اليوم في مواقف الأنظمة العربية كم هو الفارق الكبير بين موقفهم من القضية الفلسطينية وبين موقف النظام الإسلامي في إيران وهي ليست عربية لكنها انطلقت في عدائها من منطلق ديني ثابت لم يتغير ولم يتبدل.

لماذا الصراع؟

فطر الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعل فيه القابلية لتقبل الخير أو الشر قال تعالى:{فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا}الشمس فبإمكانه أن يكون عنصرا خيرا، يتحلى بمكارم الأخلاق ويزداد هدى {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ}[محمد]، أو أن يكون عنصراً شريراً، سيئاً، يؤثر فيه الكبر، والحسد، والغرور، فيظلم، ويحقد، ويطمع ويصير ألعوبة بيد الشيطان والأهواء والميول السيئة يتحرك تحت رايات الضلال والباطل، حتى يصير عدوانيا يمثل خطورة كبيرة على المجتمع البشري.

وهنا يجب مواجهته والتصدي له ولذا عاش المجتمع البشري في حالة مستمرة من الصراع بين قوى الخير المريدة للحق وقوى الشر المعتدية الباغية، حتى لا تفسد الحياة وتنعدم قيم الخير من الواقع البشري.

وهذه سنة إلهية أكدها الله  في كتابه قال تعالى {فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ }[البقرة] فحتى أنبياء الله ورسله صفوة البشر وخيرتهم رغم ما هم عليه من مستويات عالية إنسانيا وأخلاقيا وقيميا.

ورغم ما يمتلكونه من رشد، وحكمة، وفهم صحيح للأمور، وذكاء، واستقامة، وأداء عالٍ للمسؤولية، لم يكونوا بمنأى عن الصراع، والمشاكل، والأخطار قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }[الفرقان] فكان لكل نبي عدو يحاربه، ويسعى لإعاقته، وإفشال مشروعه الرسالي بكل ما يستطيع، لكن الله لم يترك أنبياءه؟  إذا فمعادلة الصراع في الحياة معادلة قائمة موجودة، لا يمكن التهرب منها، ومن آثارها، وأضرارها، حتى لو قعد الإنسان، وتنصل عن المسؤولية لا بد أن يلحق به تبعات التقصير في مجريات الصراع عقوبة في الدنيا، ووزراً في الآخرة.

 

ما جدوائية الصراع؟

كثيرا ما تمثل التحديات والمشاكل عاملاً إيجابياً، مهماً في بناء الأمة، والارتقاء بها إنسانياً وأخلاقياً وقيمياً، فتبني في هذا الإنسان إنسانيته، وتنمِّي فيه مكارم الأخلاق، وتنمِّي فيه الخبرة في هذه الحياة، والمعرفة بها من واقع التجارب التي تصقل شخصيته، وتزيده حلما وعزما وإرادة وتكسبه قوة نفسية، ومعنوية، ورشداً في تفكيره، وسلامةً في فهمه، وهذا شيءٌ ملاحظٌ في واقع البشر، فالتحديات والصراعات هي التي ابتنت من خلالها أمم، وسقطت من خلالها أمم.

وهي التي تصنع المتغيرات، حتى في واقع المستضعفين، فلا يتحقق لهم العدل، ولا ترتفع لهم راية، ولا يدفع عنهم الشر والضيم والهوان والقهر إلا بالتحرك والتضحية في سبيل الله وتجمل المسؤولية في النهوض بواجبهم في مواجهة الأخطار، وهذا ما أكده القرآن الكريم قال تعالى {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ } [من آية 36 التوبة]

أين موقعنا الصحيح منه؟

بما أن الصراع قضية حتمية لا مهرب منها ولا معزل عنها حتى لأنبياء الله  وأنه سنة إلهية ثابتة على الجميع قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}[العنكبوت]، فالمهم هنا هو موقعنا الصحيح في هذا الصراع مع من أكون ونحن كمؤمنين بالله يجب أن نكون حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى مع الحق في سبيل الله، لنضمن لأنفسنا الفوز برضى الله ونجنبها خسارة الدنيا والآخرة، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران: 146-148]، ولنا فيهم القدوة الحسنة والأسوة الطيبة فهم لم يهنوا ولم يضعفوا لأن أول حالة يمكن أن تعتري الإنسان هي حالة الوهن، ثم الفتور، ثم التراجع، ثم الضعف، ثم الاستكانة، كما هو حال منافقي العرب والمسلمين اليوم ضعف وتبعية وذلة أمام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة.

لكن أولئك الربيين كانوا أحيانا يفقدون نبيهم شهيداً، فيبقون مخلصين له متمسكين بموقفه وبتعاليمه يواصلون المشوار على نهجه، لا يتراجعون أبدا، وقد أتت هذه الآية لتشجعنا كمسلمين على الثبات في موقف الحق، حين يتأثَّر الكثير وتنهار معنوياتهم ويمدون رقابهم للعدو أذلة وهم صاغرون.

ما دورنا اليوم في مجريات هذا الصراع؟

نحن في هذا الزمن أمة كما في الماضي، لنا دورنا الذي لابد أن نقوم به في مواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد أمتنا ومنها هذه الهجمة الشرسة علينا من قبل أعداء الله وفي مقدمة ذلك الصلف الأمريكي الإسرائيلي الغربي، أئمة الكفر في هذا الزمن، بما يمتلكونه من رصيد إجرامي هائل سواء في مجازر الإبادة الجماعية ضد شعوب العالم كما حدث في المدن اليابانية التي ضربتها أمريكا بالقنابل الذرية فخلفت مئات الآلاف من الضحايا وتدمير كلي للبنى التحتية وكذلك جرائمها في حروبها ضد الشعب الفيتنامي والكوبي والعراقي والليبي والسوري واللبناني والأفغاني واليمني الذي نجم عنها ملايين الضحايا وتدمير بلدان بأكملها أو ما يحدث اليوم في قطاع غزة والضفة الغربية من جرائم حرب وإبادة جماعية للشعب الفلسطيني الأشد مظلومية في العالم.

أومن حيث انتهاكها للعرض والأرض وقتلها للروح الإنسانية لدى أبناء تلك الشعوب كفعلها في سجن أبو غريب من جرائم الاغتصاب للنساء، والرجال وتعريتهم أمام بعضهم البعض والتعذيب والإهانة والذي يعد نموذجا واحدا فقط من نماذج كثيرة للمجرم الأمريكي في كثير من بلدان العالم.

كل تلك الجرائم لا يمكن أن تمحى من ذاكرة العالم ولا من واقع أمتنا  المجروحة التي لا تزال تكتوي بنار المجرم الأمريكي والإسرائيلي والأوروبي المتوحش فالتبني التام للكيان الإسرائيلي، والدعم المفتوح له والتآمر والمشاركة المباشرة معه في إبادة الشعب الفلسطيني ما هو إلا تمهيد لإبادة غيره من شعوب أمتنا، ودلالة واضحة على عدائية شديدة، واستهتار كبير بهذه الأمة وبمقدساتها، ولهذا فمن الواجب علينا قطعا  مواجهة كل هذا الصلف والتعنت ضد أمتنا ومقدساتنا وديننا وأرضنا وعرضنا وهو واجب على كل المسلمين جميعا في كل أصقاع الأرض لقول تعالى {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ }[البقرة] وقول رسوله صلوات الله عليه وعلى آله (من سمع مناديا ينادي يا لَلمسلمين ولم يجبه؛ فليس بمسلم).

 

قد يعجبك ايضا