بَرْقِيَّة إلى الشهيد القائد

كلمات / معاذ الجنيد

موقع أنصار الله | أدب وشعر |

لولا اصطِفاءُ الخالقِ العَلّامِ
لظننتُ أنَّكَ خاتمُ الأعلامِ
ولَكُنتُ أحسبُ يا (حسين البدر) أنَّـ
ـكَ آخرُ العُظماءِ في الإسلامِ
لكنَّنا فُزنا بوعدِ الله في
إصلاحِ بَالِكَ في المقام السامي
في حين كنا نستحِقُّ عُقوبةَ
التفريطِ فيكَ بصمتِنا المُتعامي
الله كرَّمَنا بصِنوكَ شاهداً
يتلُوكَ أفعالاً بكل مقامِ

لو أنّ سُنّتهُ على من قبلنا
فينا جرَت كبقيةِ الأقوامِ
كنّا أُخِذنا.. أو أقلُّ عُقوبةٍ
سنتِيهُ عشراتٍ من الأعوامِ
أوَلَم تكُن (مرّانُ صعدةَ) في لظى
الغارات (غزّةَ) تلكُمُ الأيامِ؟
أوَلَم يكُ المشفى الوحيد لأهلها
جرفاً يواجهُ أبشعَ الإجرامِ
أوَلَم تكُن (زيداً) تُريدُ خلاصنا
وبصمتنا كنّا بصفِّ (هشامِ)
حشَدَ النظامُ عليك ما حشَدوا على
بلدي طوالَ السبعةِ الأعوامِ
وتقودُ (أمريكا) الحروبَ بنفسها
بالرصدِ والإشرافِ والإسهامِ
كانت تخافُكَ أن تسيرَ بِنا لِما
صرنا إليهِ اليوم من إعظامِ
قدّمتَ نفسكَ في سبيلِ نجاتنا
وقُتلتَ مظلوماً كجدِّكَ ضامي
لكنَّ ربَّ العرشِ ربُّك لم يكُن
ليُضيعَ جُهدَكَ وهو ذو الإنعامِ
وفَّاكَ أجرك، ثمّ مِن (ويزيدهُم
من فضلِهِ) آتاكَ كلَّ مرامِ
فهَدَتْ زيادةُ فضلهِ لك شعبَنا
ونجا بما أوتيتَ من إكرامِ
آهاتُك الحرَّا التي من أجلنا
كانت تُعبِّرُ عن مدى الآلامِ
الله يعلمُ صدقها.. ولأجلها
نَمَّا بذور عطائك المُتنامي
فلصدقِ سعيكَ، لا لسُوءِ صنيعنا
الله مِنك أعزَّنا بإمامِ

فأعادَك الرحمنُ فيه مجدداً
وكأنّهم قتلوك في الأحلامِ
فغدا (أبو جبريل) نُسختَك التي
برَزَت بذاتِ الهَدْيِ والإقدامِ
لجميعِ ما بيديهِ منك مُصدِّقاً
يقفو الخُطى كالسَّعيِ في الإحرامِ
حرفاً بحرفٍ في (الملازمِ) لم يدَعْ
ألِفَاً ولا استغنى بها عن لامِ
وبنفسِ حرصك في هداية أُمَّةِ
الإسلامِ يسعى دائماً بدوامِ
وبنفسِ حرصك ساعياً لزكائنا
فيما يُطهِّرُنا من الآثامِ
وبنفسِ حرصك بالجهادِ أقامنا
فالدين دينُ تحرُّكٍ وقيامِ
وبتوصياتِكَ أصبحَ القُرآنُ دُ
ستورَ البلادِ وأصلَ كُلِّ نظامِ
وكأنَّ قلبَكَ قلبُهُ وشُعورَهُ
العالي شُعورُكَ، والغرام غرامي
فإذا بدوتَ أراهُ فيك مُحدِّثاً
وإذا أطلَّ أراك فيهِ أمامي

يتحرَّكُ القرآنُ في حركاتهِ
كتحرُّكِ الأرواحِ في الأجسامِ
حتى (شعار الموتِ) ها هو فو
قَ (أمريكا) و(إسرائيل) موتٌ دامِ
(الصرخةُ) انطلقت صواريخاً بهِ
وغدت تُطاولُ هامةَ الأجرامِ
(الصرخةُ) اشتبَكت مباشرةً بإ
سرائيل، فالصَّدَّامُ في الصَّدَّامِ
يا سيدي ألله لو شاهدتَهُ
لرأيتَ نفسَكَ فيهِ بدرَ تمامِ
ولقُلتَ فخراً: إنَّهُ لَأخي وذا
فِعلي.. وهذا منطِقي وكلامي
لأخذتَ رأسَ أخيكَ تقبيلاً لهُ
حُبَّاً وشكراً لا لقولِ ملامِ
ولكان قولُكَ: نِعمْ ما خلَّفتَني
في أُمَّتي يا (مَرْزَحي) و(حِزامي)

لك يا (حسين البدر) أرفعُ بعضَ ما
يجري، ولن أقوى على الإلمامِ
ما كان شعري فيهِ مدحاً أجوفاً
كتزَلُّفِ الشعراءِ للحُكّامِ
إنِّي أصوغُ الشعرَ فيهِ تقرُّباً
لله كي أُحظى بطِيبِ مقامِ
هو قُربةٌ لله، وهو شهادةٌ
لأخيك عند الواحدِ العلّامِ
من أنَّهُ أدَّى وبلَّغَ جاعلاً
نشرَ الهدايةِ فرضَهُ الإلزامي
ومضى بدربِك مُنذراً ومُبشِّراً
فتلاقَتِ الأقدامُ بالأقدامِ
يا سيدي والعصرُ بعدك مُشرقٌ
فينا.. وعصرُ سواك عصرُ ظلامِ
اليوم (غزَّةُ) تستغيثُ، وأُمّةُ
الإسلامِ في ذُلٍّ وفي استسلامِ
(عمرو بن ودٍّ) يستبيحُ دماءها
ويصيحُ: هل من مُسلمٍ مِقدامِ
وأخوك من بين العوالم كلها
لبَّى النداءَ كقسوَرٍ ضرغامِ
وكأنَّ وقفتهُ تقولُ: (أنا لها)
والكونُ في صمتٍ وفي إحجامِ
أيصُمُّ وهو أخو (الحسين) عن الندا
وأبوهُ (بدرُ الدينِ والإسلامِ)

هذا أخوك اليوم يا علَمَ الهدى
علَمُ الزمانِ وسيدُ الأعلامِ
هذا (أبوجبريل) سيفُك في الورى
لله درُّ أبيهِ من صِمصامِ
خاض الحروبَ بحكمةٍ وشجاعةٍ
فاقت حدودَ تصوّرِ الأوهامِ
فرَضَ السيادةَ شامخاً بأسِنَّةِ
الأرماحِ بعد أسِنَّةِ الأقلامِ
وبَنا بهدِيك دولةً يمنيةً
عظمى تليقُ بكُنيةِ الإعظامِ
ولقد أعاد الإعتبارَ لمنهجِ
الإسلامِ فيهِ بمُصحفٍ وحُسامِ
فغدَت لنا بين الشعوبِ مكانةٌ
عمَّت رُبوعَ العالمِ المُترامي
يا سيدي هذا أخوك لحُكمِهِ
خضَعَ الزمانُ وقال: خُذ بزِمامي
والله إنَّ جميعَ ما نحياهُ من
عزٍّ لَخيرٌ من ثمارِك نامِ
وتصيحُ (إسرائيل) من ضرباتنا
وجعاً لتبحثَ عن طريقِ سلامِ
وتمُرُّ مثل اللصِّ قُربَ مياهنا
فنقودها منكوسةَ الأعلامِ
أنَّى تُرفرِفُ للأعادي رايةٌ
وأخوك للأرض الفسيحةِ حامي
هذا (أبو حبريل) فخرُ زماننا
مُردي الطغاةِ مُحطّمُ الأصنامِ
أملٌ ترى فيه الشعوبُ خلاصها
وتراهُ (إسرائيلُ) موتَ زُؤامِ
مُنِيَتْ على يدهِ بلطمةِ (حمزةٍ)
فشَدا الوجودُ لرنَّةِ (المِلطامِ)

يا سيدي.. وأنا مُحبُّكَ في دمي
يمتدُّ حُبُّكَ تحت كلِّ مَسامِ
فبحُبِّكُم أحيا.. أموتُ.. وتكتسي
في حُبِّكُم يوم النُّشورِ عظامي
فغداً إذا دُعِيَ الورى بإمامِهم
فكِلاكُما في اليومِ ذاكَ إمامي

قد يعجبك ايضا