القواتُ المسلحة تعزِّزُ موقفَ القيادة والشعب بإنذار مباشر لأمريكا: جاهزون لتنفيذ وعيدنا في أية لحظة
||صحافة||
تأكيدًا على الموقفِ التأريخي المعلَنِ من قائدِ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، والذي يحظَى بمساندةٍ شعبيّةٍ كاملةٍ، بخصوصِ التمسُّكِ بخيارِ المساندةِ الفاعلةِ للشعب الفلسطيني ومقاومته والجاهزية لمواجهة أي تحَرّك عدائي تجاه اليمن، أصدرت القواتُ المسلحة مساءَ الجمعة، بيانًا حذَّرت فيه الولاياتِ المتحدةَ الأمريكية من الإقدام على أي تصعيد ضد اليمن، وأعلنت الاستعداد لتنفيذ ما أعلنه القائد بخصوص الرد على أي اعتداء، في أية لحظة، مؤكّـدة أن نُصرةَ فلسطين والمقاومة خيار لن يتغير ولن يتبدل مهما كانت الثمن.
ونشر المتحدِّثُ الرسميُّ للقوات المسلحة العميد يحيى سريع في وقتٍ متأخرٍ من مساء الجمعة، بيانًا جديدًا تضمن عدة نقاط أولها أن “القواتِ المسلحة القوات المسلحة اليمنية تحذِّرُ العدوَّ الأمريكي من مغبة الإقدام على أي تصعيد ضد بلدنا وشعبنا، وتحذِّرُ كذلك كافةَ الدول التي يسعى الأمريكي إلى الزجِّ بها أَو توريطِها معه في حماية سفن العدوّ الصهيوني”.
وَأَضَـافَ البيانُ أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ لن تتردّدَ في اتِّخاذ كُـلّ ما يلزمُ في سبيل الدفاع والتصدي لأي عدوان ضمن واجباتها ومسؤولياتها الدينية والوطنية” وأنها “على أتمِّ الاستعداد والجاهزية العسكرية لتنفيذِ توجيهاتِ السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله في أية لحظة لمواجهة أي عدوان على بلدنا وشعبنا”.
وأكّـد أن “موقفَ اليمن تجاه القضية الفلسطينية وتجاه مظلومية الشعب الفلسطيني ثابت ومبدئي ولن يتغير أَو يتبدل مهما كانت التطورات ومهما بلغت التحديات”.
وأضافت القواتُ المسلحة أن “على العدوّ الأمريكي أن يأخُذَ تحذيراتِ السيد القائد -يحفظه الله- الواردة في خطابه الأخير بعين الاعتبار فهو رجلُ الفعل والقول ويعتمدُ على الله القوي العزيز ويسنده شعب مجاهد حر عزيز، وهو ما يتجسد بشكل دائم ومُستمرّ في التظاهرات الشعبيّة الحاشدة في كُـلّ الساحات والميادين وكان آخرها تظاهرات اليوم (الجمعة)”.
ودعا البيانُ “كافةَ شعوب أمتنا بالخروج نُصْرَةً لفلسطين ورفضاً للعدوان الأمريكي الإسرائيلي على غزة وعلى كافة الشعوب والبلدان التي تقف إلى جانب مظلومية الشعب الفلسطيني”.
رسائلُ الوعيد والجهوزية:
البيانُ حمل دلالاتٍ ورسائلَ مهمةً، حَيثُ أوحى بصورة واضحة بأن القواتِ المسلحةَ قد أعدت كافةَ السيناريوهات المحتملة للمواجهة مع العدوّ الأمريكي، بما في ذلك ما تحدَّثَ عنه قائدُ الثورة بوضوحٍ حول استهداف المصالح والبوارج والملاحة الأمريكية في المنطقة، وهي رسالةُ ردع مباشرة تضعُ البيتَ الأبيضَ أمام حقيقة أنه لن يكونَ بمقدوره الإقدام على أية خطوة عدائية بدون تبعات مباشرة وسريعة ومزلزلة.
وتأتي هذه الرسالةُ بعد أَيَّـام من اجتماع استثنائي عقده قادة القوات المسلحة والأمن، وقد ظهرت في الاجتماع خريطة توضح أماكن تواجد القواعد الأمريكية في المنطقة؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون رسالةً واضحةً بأن القوات المسلحة تعد لخيارات واسعة فيما يتعلَّقُ بالمواجهة مع الولايات المتحدة، وقد أكّـد وزيرُ الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي خلال ذلك الاجتماعي أن “لليمن العديدَ من الخيارات الاستراتيجية ولن يتوانى في اتِّخاذِها متى اضطر لذلك”.
ويبدو من خلال البيان الأخير للقوات المسلحة وقبله الاجتماع الاستثنائي، أن صنعاءَ حريصةٌ بشكل كبير على وضع الولايات المتحدة بصورة مباشرة أمام طبيعة الموقف اليمني وما يتضمنه من تحدٍّ وجاهزية وإصرار على خوض كُـلّ التحديات مهما كانت طبيعتها، وهو الأمر الذي يعززه أَيْـضاً التفاعل الجماهيري الكبير والواسع الذي تشهده مختلف المحافظات الحرة كُـلّ أسبوع، والذي ازداد زخمًا مع تصاعد احتمالات المواجهة المباشرة مع العدوّ الأمريكي.
وتعد رسائل التحذير والوعيد بشقَّيها العسكري والجماهيري من الإجراءات الاستباقية المهمة لإفقاد العدوّ الأمريكي ميزة المبادرة أَو المناورة لتنفيذ أية نوايا عدوانية تجاه اليمن، حَيثُ توضح هذه الرسائل أنه بمُجَـرّد أن يقدم العدوُّ على أية خطوة سيكونُ القولُ الفصلُ للقوات المسلحة وللشعب اليمني في إدارة المواجهة، وهو ما كان قد أوضحه قائد الثورة في خطابه الأخيرة عندما أكّـد أنه إذَا تورط الأمريكيون حتى في تنفيذ ضربات محدودة، فستكون ورطة كاملة عليهم، ولن يكون بمقدورهم حتى الاستعانة بالوساطات.
تثبيتُ الجبهة اليمنية المتقدمة في الصراع مع العدوّ الصهيوني:
ويهدفُ هذا الموقفُ الصُّلْبُ والتأريخي والمتكامل رسميًّا وشعبيًّا، لتثبيتِ الدور المتقدم لليمن في الصراع مع العدوّ الصهيوني، وقطع الطريق أمام أية محاولة أمريكية لإعاقة هذا الدور سواء على مستوى المعركة الجارية أَو في المستقبل، فالتوعد بخوض معركة مفتوحة تتضمن استهداف المصالح والبوارج والملاحة الأمريكية؛ رَدًّا على أية محاولة أمريكية لقمع التحَرّك اليمني المساند لفلسطين، هو تطبيق لمفاعيل معادلة الانفجار الإقليمي الكبير التي تهدف بشكل أَسَاسي لمنع استفراد العدوّ الصهيوني بالشعب الفلسطيني حاضرًا ومستقبلًا.
وينطوي ذلك على تحوُّلٍ تأريخي بمستوى المنطقة كلها، فنجاح اليمن في فرض معادلة المساندة لفلسطين كأمر واقع، وربطه بمخاطر كبرى على الولايات المتحدة يشكل ضربة كبرى للأخيرة، وتطوُّرًا غير مسبوق في أدوات ووسائل الضغط الإقليمي على الأعداء في مختلف القضايا الجامعة، حَيثُ ستبدأ الولايات المتحدة والغرب منذ الآن بوضع حساب مثل هذه المخاطر عند التفكير بأي تحَرّك يستهدف أمن واستقرار المنطقة.
صحيفة المسيرة