بحر الصمود

 

الشاعر/  سامي الحوثي

 

بسمِ (الفلسطينيِّ) يُتلَى المُعجَمُ

فبأيِّ آياتِ الفدا تترنَّمُ؟!

 

وعلى (الفلسطينيِّ) صَلَّت أرضُهُ

وعليهِ صلّى الثائرونَ وسلَّموا

 

أَكرِمْ بسيفِ المجدِ طُوفانًا نَضَا

في الكافرينَ الثأرَ حتى أسلموا

 

أمّا وقد عَلَت المعاركُ مِنبرًا

و(أبو عبيدة) حاسمًا يَتكلَّمُ

 

فلتُنصِتوا للموتِ حالَ الحربِ يا

أخزى العِدى، إنَّ الكلامَ مُحرَّمُ

 

يا مَن زَعَمتُم أنّكم أقوى الورى،

في حضرةِ الطوفانِ غاب المَزعَمُ

 

إن كنتمُ لم تعلموا بهزيمةٍ

عُظمى اعلموا أنَّ الهزيمةَ أعظَمُ

 

تتوهَّمونَ بدولةٍ كبرى لكم

مِن بعدِ هذا اليوم لا تتوهَّموا

 

***

ولقد تَيَقَّنَ أهلُ هذا الكِبرِ ما

أهلُ الجهادِ ومَن هُمُ !! و هُمُ هُمُ..

 

وإذا بقتلِ الناسِ (أمريكا) مَضَت

وتقولُ: إنَّ الناسَ طُرًّا مُجرِمُ!

 

ويُصفِّقُ (النذلُ الإماراتيُّ) مِن

وَقعِ المجازرِ، و(الرياضُ) تُمَوسِمُ

 

فيثورُ في البحرِ (اليمانونَ) الأُلَى

غَضِبوا على الدنيا ولم يَتَفَهَّموا

 

لا ريثَ حيثُ الناسُ تُقتَلُ عُزَّلًا

إنَّ التفهُّمَ ذلّةٌ وتندُّمُ

 

يا تِلكُمُ السُفُنُ اغرُبي عن ماءِنا،

تأتي الرياحُ لمن نُريدُ ونَحكُمُ

 

في بابِنا (الأقصى) طريحُ فراشِهِ

لن تَعبُرِيهِ وقلبُهُ يتألَّمُ

 

وإذا بها سَلَكَت خِلافَ نذيرِنا!!

فأتى الردى مِن حيثُ ما لا تَعلمُ..

 

البحرُ بَطنٌ حامِلٌ قد أُجهِضَت

وسفينةُ الأعداءِ لَحمٌ أَجذَمُ

 

ليس اسمُهُ، فالبحرُ أحمرُ من دمٍ

كنا سَفَكنّاهُ، فماجَ هُنا الدمُ

 

إنّا الضياغمُ يا (خليجُ)، تَكَيلَبُوا

إن كنتمُ في الحربِ لن تتضيغموا!

 

***

تتجمّعُ الدنيا مع الأدنى على

أمرٍ.. ولكن دونَهُ تتصرّمُ

 

وهناكَ (غزّةُ) لم تَمُت، أطفالُها

ونساؤها للقصفِ لا تستسلمُ

 

شهداؤها سِربٌ طويلٌ جَنّةً

أشجارُها وزُهُورُها والبُرعُمُ

 

لو كان في يدِها سلاحٌ لم يكن

يجدُ البَغِيُّ ثرًى بهِ يستعصمُ

 

ولَمَا تمادى القاصفونَ بغيضِهم

مِن بعضِ مَن حَمَوُا الحِمى وتلثَّموا

 

تبقى مباني الحيِّ عامرةً بمن

عنها يقاتِلُ وهي إذ تتبسّمُ

 

الأرضُ مثلُ عبارةٍ في السطرِ قد

مُحِيَت ولكن ليس يَجهلُها الفمُ

 

ما زال تحتَ الأرضِ ألفُ حكايةٍ،

الجُرحُ بالأنقاضِ لا يتردَّمُ

 

لم يخرج الأحرارُ من أنفاقِها

وهي الشرايينُ التي تتضرّمُ

 

بل إنهم وُلِدُوا من الأنقاضِ، مِن

رَحِمِ الحمى خرجوا ولم يتهدَّموا

 

 

قد يعجبك ايضا