شهادة العاروري.. فكرة المقاومة تتمدّد
||صحافة||
يُمكن لـ”إسرائيل” أن تغتال قائدًا للمقاومة في أي مكان. مسيرة المقاومة مُفعمة بالشهداء القادة، من لبنان وإيران والعراق وليس انتهاء بفلسطين. لكنها حُكمًا لن تستطيع أن تغتال المقاومة كنهج ومسيرة. لا تستطيع أن تُلغي تلك الفكرة من عقول وقلوب الملايين الذين آمنوا بهذا الدرب، صغارًا وكبارًا. ولا يخفى أنّ نهج الاغتيالات يشكّل الركيزة الأساسية لعمل الكيان الصهيوني كلما عجز عن تحقيق أهدافه. وهذا ما يحصل اليوم، فبعد أن أخفق في تحقيق هدفه الرئيسي المتمثّل بالقضاء على حركة حماس، وبعد قتله آلاف النساء والأطفال والشيوخ وارتكابه أبشع المجازر الوحشية، تخطت يد الغدر الصهيوني حدود فلسطين المحتلة لتطال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين في الضاحية الجنوبية لبيروت، لينالوا ما كانوا يحلمون به ويصبون إليه وهو “الشهادة”.
ردود إقليمية ولبنانية ندّدت بالجريمة النكراء التي عكست ضعف رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وتخبّطه في الداخل الفلسطيني المحتل بين ضربات المقاومة الفلسطينية من جهة والجبهة الشعبية الصهيونية من جهة أخرى، وما غاب عن بال نتنياهو أو مستوطني كيانه المحتل أنّ فعل الاغتيال هذا لن يزيد المقاومة إلا قوّة وصلابة، التاريخ يشهد، وتستمر القافلة.
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وممثلها في لبنان إحسان عطايا أكد في حديث لـ”العهد” أنّ استهداف الشهيد العاروري مع عدد من رفاقه المجاهدين سيجعل شعلة المقاومة تتوهج أكثر وتزداد إرادة المقاومين صلابة وعزمًا، وأضاف أنّ “شهداء المقاومة هم منارات تُضيء مسيرة الجهاد والمقاومة ويُشكلون رافعة للمقاومة بعكس أهداف العدو المرجوّة من الاغتيالات بكسر روح المقاومة والجهاد. فبعد استشهاد أي قائد كبير تزداد المقاومة صلابة وقوة، فكيف بالشهيد العاروري الذي كان معتقلًا في سجون الاحتلال وأفنى حياته في سبيل الجهاد والعمل المقاوم ما دفع بالعدو إلى أن يضعه على سلّم قائمة الاغتيالات من قادة حركة حماس بغية كسر الأداة الفعّالة والرأس المفكر في هذه المقاومة، فالعدو يسعى منذ زمن إلى استهداف القادة والمسؤولين الفلسطينيين في حركات المقاومة ومنهم الشيخ أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي والعديد من الشهداء المؤسسين لحركات المقاومة الفلسطينية”.
شهادة العاروري
ويتابع عطايا أنّ “العدو يريد من استهداف القادة الفلسطينيين ومؤخرًا استهداف القائد العاروري إيصال عدّة رسائل منها أن يقضي على الرأس المفكّر في هذه المقاومة وأيضًا إخافة المقاومين من أنّ من يفكر في مواجهة الاحتلال سيكون مصيره القتل والاغتيال لثني المقاومين عن الاستمرار في مقاومتهم، وأيضًا إيصال رسالة إلى الجبهة الداخلية الصهيونية بأنّ الاحتلال يده طولى وقادر على ضرب قادة المقاومة لتحقيق مكاسب، إضافة إلى رسائل لحلفائهم والمطبعين ومن يعيش مع العدو حالة تقارب وتعايش ومفاوضات بأنّ الفلسطيني ليس لديه خيار إلا أن يعيش مع العدو بشروطه وإلا سيكون مصيره القتل والاستشهاد – “وهو الأمر الذي يتمناه المقاومون والقادة””.
تنامي حركات المقاومة وتعاظم قدراتها
يرى عطايا أن المقاومة ستزداد تصميمًا وستمضي قدمًا في مواجهة الاحتلال، وبالتأكيد ستحصل عمليات أو ضربات موجعة للعدو على خلفية هذه الجريمة النكراء، ويتابع أنّ “المقاومة دائمًا متجدّدة ولديها من القادة من لا يتوقعه العدو الصهيوني، وتجدّد القيادات هو عامل نهوض ونجاح لحركات التحرر الوطني والمقاومة، لذلك فإنّ هذه الاغتيالات لا تحقق أهداف العدو بل تمشي عكس ما يتمناه”.
ويؤكد عطايا أنّ “العدو الصهيوني مهما اغتال من قادة ومهما ارتكب من مجازر وقتلٍ للنساء والأطفال لن ينجح بإنهاء القضية الفلسطينية ولن يستطيع أن يُطفىء شُعلة المقاومة وتعاظم قدراتها حتى لو بقي طفل فلسطيني أو مقاوم واحد سيبقى يُقاوم حتى تحرير كامل فلسطين”.
ماذا بعد اغتيال العاروري؟
بحسب عطايا، فإنّه “بعد اغتيال الشهيد العاروري ستكون المعركة مفتوحة على مصراعيها لا سيّما أنّ العدو بهذا الاغتيال الغادر فتح الباب أمام أي مقاوم ومناصر لفلسطين وحركات المقاومة أن لا تتردّد في استهداف العدو الصهيوني في أي مكان في العالم”.
ويضيف عطايا: “اليوم يسعى نتنياهو إلى توسيع رقعة القتال لتوريط أميركا وداعميه بحرب في المنطقة لبقاء قادة العدو على كراسيهم، فاليوم اغتالوا الشهيد الشيخ العاروري في لبنان وبالأمس الشهيد المستشار في الحرس الثوري العميد السيد رضي موسوي في سوريا، ورغم الرغبة الأميركية بعدم الانجرار إلى حرب في المنطقة لعدم تعرض مصالحها للضرر وللخطر، إلا أنّ المقاومة اليوم هي من يحدّد خيارات الرد وحجم الرد والأسلوب والأهداف وتقرر ماذا تفعل.. وبالتأكيد سيكون الرد موجعًا ونحن ننتظر ما ستحمله الساعات القادمة لنرى كيف سيكون الرد على هذه الجريمة النكراء، فدماء الشهداء لن تكون إلا سبيلًا لتحقيق انتصار غير متوقع إن شاء الله”.
العهد الاخباري: حسن شريم