السيد نصر الله: الشيخ العاروري أمضى حياته بالجهاد وختمها بالشهادة

موقع أنصار الله – متابعات – 21 جمادى الآخرة 1445هـ

 

أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله أنّ دماء الشهداء لن يكون لها إلا النتائج العظيمة والمحمودة والتي ستعود بالخير على كل الأمة.

كلام السيد نصرالله جاء خلال الاحتفال بالذكرى الرابعة لاستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيّد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث جدّد السيد نصر الله “تبريكنا وتعازينا بشهادة أصحاب المناسبة في هذا اليوم بالشهيد القائد الكبير قاسم سليماني ورفاقه من الشهداء الايرانيين والشهيد القائد الكبير الحاج ابو مهدي المهندس واخوانه أيضًا”، كما توجه الى “عائلات الذين استشهدوا في جوار المرقد الطاهر للشهيد سليماني في كرمان”، معتبرًا أنّ “هؤلاء استشهدوا في نفس الطريق الذي مضى عليه القائد سليماني”.

كما بارك السيد نصر الله للبنانيين والمسيحيين خصوصًا عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام وبداية العام الميلادي الجديد، قائلًا: “نسأل الله ان يعين الجميع ان يتغلبوا على تحديات الحياة المتنوعة”، كما “بارك لكل المسلمين والمسلمات مولد السيدة الزهراء عليها السلام سيدة نساء العالمين”.

وقال السيد نصر الله: “أتوجه بالتعزية بمناسبة رحيل فقيد الجهاد والمقاومة القائد المؤسس الحاج محمد ياغي ابو سليم، ونتوجه بالتبريك والتعزية بشهادة الأخ القائد العميد السيد رضي الموسوي الذي استشهد قبل أيام في دمشق بغارة صهيونية، هذا الشهيد القائد المجاهد التقي الرضي عرفناه قبل أكثر من ثلاثين عامًا وكان معينًا ومسددًا ومؤيدًا وكان يحب ان يُقال له انه خادم هذه المقاومة والمسيرة”.

وأضاف “نتوجه بالتبريك والتعزية بأخينا القائد الكبير العزيز الشيخ صالح العاروري والذين استشهدوا بالأمس في عدوان صهيوني فاضح في الضاحية الجنوبية لبيروت في ليلة استشهاد القائدين سليماني والمهندس”، مشيرًا إلى أنّ “الشيخ صالح هذا القائد الجهادي الكبير أمضى شبابه وعمره في الجهاد والمقاومة والعمل والقتال والأسر والهجرة والجهاد وختم الله بهذه العاقبة الحسنة”، كما توجّه السيد نصر الله بالتعازي والتبريك “بكل الشهداء من غزة إلى الضفة الغربية الى شهداء العراق الذين استشهدوا بفعل العدوان الاميركي على مجاهدي المقاومة الاسلامية في العراق”، وقال: “نتوجه لنعزي ونبارك بشهداء سوريا واليمن شهداء البحر وما أدراك ما عظمة شهداء البحر عند الله وشهداء المقاومة في لبنان، ونتوجه لنعزي ونبارك بكل هؤلاء الشهداء الذين مضوا على طريق القدس ونتوجه بالتحية لكل عائلاتهم الذين يعبرون عن ايمانهم وثباتهم وصمودهم”.

السيد نصر الله قال: “كنا نستمع الى والدة الشهيد القائد الحاج صالح وأخواته اللواتي تحدثن بمنطق الثبات والقوة وهذا حال كل العائلات الشريفة في كل مكان”.

وأشار السيد نصر الله إلى أنّ “قاسم سليماني الشهيد يلاحقونه حتى ضريحه ونراه في كل ساحاتنا ووجوه مقاتلينا بدموع الاطفال وصبر النساء، وقاسم سليماني اليوم حاضر في هذه المعركة بقوة”، وقال: “الحاج قاسم كان نهجه دعم حركات المقاومة وتجهيزها عدة وخبرة وتصنيعًا، ومن علامات الاخلاص الشديدة في عمل الحاج قاسم كان جهده لكي تصل كل حركات المقاومة الى الاكتفاء الذاتي”.

السيد نصر الله لفت إلى أنّ “هذه البطولات والابداعات والانجازات الميدانية في قطاع غزة هي وليدة عقدين من الزمن من العمل الدؤوب الذي كان يقوم به الاخوة في الفصائل الفلسطينية وكان الحاج قاسم والاخوة في الحرس معهم”، مشيرًا إلى أنّه “في مثل هذه الأيام خرجت قوات الاحتلال الاميركي من العراق في عام 2011 والذي أجبرها للخروج هي المقاومة من عام 2003 إلى عام 2011″، وأنّ “هذه المقاومة القوية المقتدرة في العراق أصحابها معروفون ومن يدعمها معرفون ولم يتخلّ الحاج قاسم عن هذه المقاومة رغم التهديدات فلم يتردد لحظة على الاطلاق في مواصلة دعم المقاومة العراقية التي صنعت هذا الانتصار”.

السيد نصر الله أضاف “بُنيت جبهة المقاومة في هذه السنوات الأخيرة وهذا لم يكن موجودًا قبل سنوات طويلة وكان الحاج قاسم سليماني هو الشخصية المركزية التي أمّنت التنسيق والتعاون بين قوى محور المقاومة”، وقال: “كان الحاج قاسم سليماني حريصًا جدًا ان تكون العلاقة مباشرة بين حركات المقاومة من خلال التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات وتكوين رؤية استراتيجية واحدة للمنطقة ولمستقبل الصراع في المنطقة، فمحور المقاومة ليس على شاكلة غيره من المحاور برئاسة شخص يدير ويعطي الأوامر بل هو محور يلتقي على استراتيجيا ورؤية استراتيجية واضحة، فالاعداء محددون والاصدقاء معروفون والاهداف واضحة وهذه من ابداعات الحاج قاسم”، لافتًا إلى أنّ “كل حركة مقاومة حيث هي تتصرف بقرارها وهي التي تفتح الجبهة او تغلقها انسجاما مع الرؤية الاستراتيجية ومواءمة مع الرؤية والملاحظات الوطنية”، مؤكدًا أنّه “بتجربة محور المقاومة لا يوجد عبيد فلا يوجد الا السادة الشرفاء الذين يصنعون النصر لأمتهم، وهذا النموذج اليوم في محور المقاومة هو نموذج فريد في تاريخ البشرية، وهذا النموذج تُعلّق عليه الآمال الكبيرة لصنع الانتصارات وبالفعل يصنع الانتصارات”.

السيد نصر الله لفت إلى أنّ “الحاج قاسم كان أمينًا على هذا العمل والنموذج والمدرسة والثقافة ولم يدخل فيه شيئًا من هوى النفس بل كان ذائبًا في الاسلام والمعذبين والمستضعفين لذلك كان مسار هذه الحركات مسار انتصار”.

السيد نصر الله أشاد بخطوات حركات المقاومة في البحر الأحمر وقال: “قامت حركات المقاومة بخطوات مهمة باستهداف الكيان الصهيوني والقواعد الاميركية لكن كانت الخطوة النوعية هو التحدي في البحر الأحمر فهي خطوة شجاعة وعظيمة ومؤثرة الى أبعد الحدود”، وتابع: “عندما نرى حجم النتائج والانجازات التي تحققت حتى الآن وأضفنا اليها ما يمكن أن يتحقق لاحقا عندها سندرك وسنزداد تسليمًا ورضى بحجم التضحيات في كل الساحات”.

وأوضح السيد نصر الله أنّه “من نتائج عملية طوفان الأقصى إعادة احياء القضية الفلسطينية بعد أن كانت تُنسى وتُصفّى وفرض البحث من جديد في كل انحاء العالم عن حلول، أثبتت عملية طوفان الأقصى أن هذا الشعب الفلسطيني لا يمكن أن ينسى شعبه ومقدساته وتاريخه، ومن نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها ارتفاع مستوى التأييد لخيار المقاومة داخل الشعب الفسطيني وعلى مستوى الأمة”، كذلك رأى السيد أنّه من نتائج عملية طوفان الأقصى وما بعدها “سقوط صورة “اسرائيل” في العالم التي عمل عليها الاعلام الغربي وجزء من الاعلام الرسمي العربي ولهذه النتيجة تأثير كبير على معادلات الصراع في المنطقة”، وتابع السيد نصر الله: “أمام هول ما جرى في غزة فانقلب السحر على الساحر فاستطلاعات الرأي الأميركية تقول أكثر من 50 بالمئة من الشباب الأميركي يقول يجب تفكيك “دولة إسرائيل” واعادة كل ارض فلسطين للشعب الفلسطيني، فطوفان الأقصى وما بعده وجه ضربة قاصمة لمسار التطبيع، كما توضّح للعالم أن “اسرائيل” لم تحترم أي قرار دولي”، وقال السيد نصر الله: “من النتائج تهشيم الردع الاستراتيجي الذين قالوا أنهم يعملون على اعادة ترميمه”.

السيد نصر الله قال إنّ “المقاومة في لبنان عندما فتحت هذه الجبهة لم تكن مردوعة وهي اليوم أكثر جرأة واستعدادًا للاقدام، وخلال ثلاثة أشهر في غزة لا يوجد أحد في الكيان الصهيوني يدّعي أنه امامه صورة نصر حتى الآن”، ولفت إلى أنّه “من نتائج طوفان الأقصى وما يجري في كل محاور القتال انعدام ثقة شعب الكيان بالجيش والأجهزة الأمنية والقيادات السياسية”.

قد يعجبك ايضا