«واشنطن بوست»: لماذا يصمت العالم على تدمير أقدم الحضارات؟
موقع أنصار الله || صحافة عربية ودولية – ترجمة خاصة || سلطت صحيفة “واشنطن بوست” الامريكية الضوء على تدمير “التحالف”، الذي تقوده السعودية المواقع التاريخية والتراثية ، إلى جانب تضرّر وتدمير نحو 85 موقعاً أثرياً، من مساجد ومتاحف وغيرها من المنشآت التاريخية والتراثية ، والتي يعود تاريخ بناء بعضها لنحو 700 سنة خلت، إلى جانب مقتل الآلاف من المدنيين، جراء العمليات العسكرية الدائرة في اليمن منذ 21 شهراً ، بالإضافة الى تدمير المصانع، والمستشفيات، ومحطات توليد الكهرباء ، واعتبرت أن ذلك “يهدّد مستقبل” البلاد التي تحتضن إحدى أقدم حضارات العالم.
وأوضح تقرير الصحيفة الذي جاء بعنوان “لم العالم صامت.. بعيداً عن حلب” ، بأن طيران “التحالف” الذي تقوده السعودية، استهداف بعض المواقع التاريخية والتراثية، وانه على مدى الأشهر ال 21 الماضية، قتل الآلاف من المدنيين في القتال في اليمن، وتفاقمت الأزمة الإنسانية، ونهبت المتاحف ودُمرت المساجد القديمة ، واستهدفت الضربات الجوية مواقع تاريخية تعتبرها الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) فريدة من نوعها ،.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الغارات “ينظر إليها في أوساط اليمنيين، على أنها إهانة للهوية والشعور الوطنيين”، كون الجهة التي تقف خلفها هي دول مجاورة لليمن، “تمتلك مقومات الغنى المادي بفضل عائدات النفط”، ولكنها تعد “فقيرة من ناحية إرثها الثقافي والحضاري”، وأن اليمنيين يعتبرون بلادهم واحدة من أقدم مستودعات الحضارة في العالم ، التي يرجع تاريخها إلى قرون ما قبل المسيح.
وذكّر التقرير الذي أعدّه «سودارسان راغافان»، أن العديد من “عناصر تنظيمي القاعدة، وداعش قاموا بتدمير عدد من المقابر، والأضرحة، ، الأمر الذي يأتي انعكاساً لما قام به رفاقهم من تدمير للمراقد في العراق وسوريا”.
وقدّم الكاتب أمثلة عما قامت التنظيمات المتطرفة بتدميره في اليمن العام الماضي، مثل عدد من مواقع التراث العالمي في مدينة شبام القديمة وسورها، فضلاً عن أحد الأضرحة الصوفية في لحج، والذي يعود إلى حوالي 800 عام.
وعلى هذا الأساس، أوضح «راغافان»، انحسار النشاط السياحي في اليمن، بسبب المخاوف من الإرهاب، وأعمال الخطف، مشيراً إلى أن الغارة الجوية في فبراير الفائت على منطقة كوكبان، بدّدت “أي أمل في إحياء السياحة”، وأن “محنتهم قد عمّقت نزعة العداء المحلي تجاه التحالف” الذي تقف خلفه السعودية، وحلفائها، لا سيما الولايات المتحدة، التي ارتسم علمها على إحدى الطرقات المؤدّية إلى كوكبان، وبعبارة موجزة، نقل الكاتب عن أحد المواطنين قوله إن ما يجري يعد “بمثابة الانتقام من حضارة اليمن”.
وأضافت صحيفة «واشنطن بوست» ان كوكبان، اليمن ،القلعة الشامخة التي تقع على قمة أحد الجبال في شمال غرب اليمن تعرضت للقصف ، وأشارت الى انه “قبل الفجر في صباح أحد الأيام، أطلقت طائرات مقاتلة من التحالف الذي تقوده السعودية المدعومة من الولايات المتحدة، أربعة صواريخ على كوكبان، مما أسفر عن مقتل سبعة من سكان البلدة التي تقع داخل القلعة وتحطيم بوابته القديمة ، وأن الجدران المحطمة والبيوت التي يصل عمرها الى 700 عام والمعروفة ببنائها المذهل هي الآن اكوام من الانقاض.
وبحسب مدير الهيئة الحكومية المعنية بالإشراف على الآثار والمتاحف اليمنية، مهنّد أحمد السياني، فإن “الندوب المترتّبة عن أعمال العنف اللاحقة بالمواقع الأثرية سوف تستغرق وقتاً لشفائها”، وتحدّث السياني عن “تدمير 13 موقعاً دينيّاً أثريّاً، على الأقل في محافظة حضرموت، يرجع تاريخها إلى مئات السنين”، واضاف أن حوالي 85 مواقع تاريخية “استهدفت بشكل مباشر أو غير مباشر” من جانب واحد منذ اندلاع الحرب في اليمن في مارس الماضي 2015.
وأوضح تقرير الصحيفة ان اليمن يعاني خسائره القاسية الخاصة به”، وأن شهادات المدنيين في منطقة كوكبان، تكشف “عدم تمركز المقاتلين التابعين للحوثي وصالح في المكان”، حيث “لا توجد إشارات على وجود مستودعات أسلحة أو نشاطات عسكريّة” هناك.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن أحد كبار قيادات “أنصار الله” قوله إن الجماعة “لم تعمد إلى استخدام المواقع الثقافية والتراثية، كمقرّات أو كمخازن للأسلحة”، ملقياً باللوم في هذا الصدد على السعوديين، وذلك “بدافع من الحسد، والحقد” على الشعب اليمني، و” كونهم لا يملكون إرثاً تاريخيّاً وحضاريّاً”.