اليمنُ يزيدُ جرعة الردع بحراً ويتفوَّقُ على “حاصدة” أمريكا المتطوَّرة
||صحافة||
وجَّهت القواتُ المسلحةُ اليمنية، الاثنين، ضربةً مزدوجةً للعدوِّ الأمريكي البريطاني، حَيثُ استهدفت بهجومٍ نوعيٍّ لافتٍ سفينةً بريطانيةً (هي الثالثة خلال أربعة أيام)؛ ما أَدَّى إلى توقفها وإصابتها بأضرار كبيرة تهدّدها بالغرق، وذلك بالتزامن مع إسقاط طائرة أمريكية مقاتلة بدون طيار من طراز “إم كيو- 9” المتطورة (هي الثانية منذ بدء العمليات اليمنية المساندة لغزة)؛ الأمرُ الذي يُثبِتُ معادلة مواجهة التصعيد بالتصعيد، ويضع الولايات المتحدة وبريطانيا مجدّدًا أمام حقيقة فشلهما الفاضح في إيقاف التحَرّك اليمني، وحقيقة ورطتهما التأريخية الاستراتيجية المفتوحة على احتمالات مرعبة في البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي.
سفينةُ “روبيمار” البريطانية مهدَّدةٌ بالغرق بعد قصفِها:
وقال المتحدِّثُ باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، في بيان العملية: “انتصاراً للشعبِ الفلسطينيِّ في قطاعِ غزةَ والذي يتعرضُ للعدوانِ والحصارِ حتى هذه اللحظة، وضمنَ الردِّ على العدوانِ الأمريكيِّ البريطانيِّ على بلدِنا، نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ بعونِ اللهِ تعالى عمليةً عسكريةً نوعية، استهدفتْ السفينةً البريطانيةً (روبيمار) في خليجِ عدن وذلكَ بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبةِ”.
وأكّـد سريع أن العملية أسفرت عن “إصابة السفينةِ إصابةً بالغةً؛ ما أَدَّى إلى توقُّفِها بشكلٍ كامل” مُشيراً إلى أن “السفينة أصبحت معرَّضةً الآن للغرَقِ في خليج عدنَ؛ نتيجةَ الأضرار الكبيرة التي تعرضت لها”.
وَأَضَـافَ أن القوات المسلحة “حرصت خلال العملية على خروج طاقم السفينة بأمان”.
والسفينة “روبيمار” هي ناقةُ بضائع سائبة تُبحِرُ تحت عَلَمِ دولة بليز، ويبلغ طولها قرابة 172 مترًا، وعرضها 27 مترًا، بحسب بيانات مواقع تتبع الملاحة البحرية.
وأكّـدت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري أن السفينةَ مسجَّلةٌ في بريطانيا، وهو ما أكّـدته بيانات مواقع الملاحة التي أظهرت أن السفينةَ مملوكةٌ لشركة “جولدن أدفنشر شيبينغ” البريطانية ومقرُّها في لندن، فيما تشغل السفينة شركة “جي إم زد” ومقرُّها في لبنان.
وذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أن طاقم السفينة غادرها بعد تعرضها للهجوم وتوقُّفِها.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن مسؤول في الشركة المشغلة للسفينة قوله: إن “الضربات استهدفت غرفة محرك السفينة ومقدمتها” مُشيراً إلى أن الطاقمَ تم نقلُه نحو جيبوتي، ولم يُصَب بأي أذىً، وأن السفينةَ تتلقَّى مساعدةً “عسكريةً” في إشارةٍ يُرَجَّحُ أنها للقطع الحربية الأمريكية والبريطانية المتواجدة في المنطقة.
وذكرت شركة “أمبري” أن السفينة انطلقت من خورفكان في الإمارات وكانت تبحر في طريقها إلى بلغاريا، عند ما وقع الهجوم.
وهذه هي المرة الأولى التي تبلغ شدة الهجمات البحرية اليمنية مستوى إجلاء طاقم السفينة المستهدَفة وتوقفها بالكامل وتعريضها للغرق؛ الأمر الذي يوجِّهُ رسالةً يمنيةً واضحةً بأن القوات البحرية تمتلك المزيد في جعبتها للتصعيد والردع وفي نفس الوقت تمتلك الاحترافية العالية المطلوبة لتنفيذ مثل هذه الضربات بدون الإضرار بالطواقم العاملة.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد وجَّه تحذيرًا خاصًّا لبريطانيا مؤخّراً، حَيثُ أكّـد أن اليمنَ قادرٌ على “علاج” الأوهام الاستعمارية البريطانية، مُشيراً إلى أن “عملية استهداف السفينة البريطانية “مارلين لواندا” التي ظلت تحترق “من الليل إلى الليل” كانت جُرعة من هذا العلاج، وأن اليمن سيضاعفُ هذه الجرعة إن أصرَّت بريطانيا على أوهامها”.
إسقاطُ “إم كيو- 9” الأمريكية:
وفي الجزءِ الثاني من بيان العملية أكّـد العميد يحيى سريع أن “الدفاعاتِ الجويةَ اليمنيةَ في الحديدةِ تمكّنت وبعونِ اللهِ تعالى من إسقاط طائرةٍ أمريكيةٍ (MQ9) بصاروخٍ مناسِبٍ أثناءَ قيامِها بمهامَ عدائيةٍ ضدَّ بلدِنا لصالحِ الكيانِ الصهيوني”.
وطائرة “إم كيو -9″ التي تُعرف بـ”الحاصدة” هي مقاتلةٌ أمريكية بدون طيار تتجاوز كلفتها 32 مليون دولار، وتعتبر من أحدثِ الطائرات الأمريكية بدون طيار وأكثر تطورًا، ويعتمد عليها الجيش الأمريكي في تنفيذ هجمات مهمة ودقيقة، ويُرَجَّحُ أن القواتِ المسلحةَ أسقطت النسخةَ البحريةَ منها وهي نسخةٌ أكثرُ كُلفةً؛ لأَنَّها مزوَّدة بمعداتٍ خَاصَّةٍ تلائمُ مسرحَ العمليات البحرية.
وهذه هي المرةُ الثانية التي تصطاد فيها الدفاعاتُ اليمنية هذا النوعَ من الطائرات منذ بدء العمليات اليمنية المساندة لغزة، علمًا بأن القواتِ المسلحةَ قد تمكّنت خلال السنوات الماضية من إسقاط عدة طائرات من هذا النوع في عدة محافظات.
ويمثل إسقاطُ الطائرة دلالةً واضحةً على أن القوات المسلحة -بمختلف تشكيلاتها ووحداتها- على جهوزية فائقة، وتستطيع إدارة المعركة على أكثر من مسرح عمليات، وفي أكثرَ من اتّجاه، في وقت واحد؛ الأمرُ الذي يبرهنُ مجدَّدًا على الفشل الذريع والفاضح للولايات المتحدة وبريطانيا أَيْـضاً في التأثير على قدرات القوات المسلحة من خلال الغارات العدوانية.
كما يوجه إسقاط الطائرة رسالةً واضحةً بأن القوات المسلحة لا تزالُ تمتلكُ في جُعبتِها الكثيرَ للتصعيد ولمضاعفة خسائر العدوّ في الوقت الذي يعجز فيه عن مغادرةِ مربع الصفر في عملياته العدائية.
“لن نتوقف”:
واختتم العميد يحيى سريع بيان العملية بالتأكيد المتجدد على أن “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ لن تتردّد في اتِّخاذ المزيدِ من الإجراءاتِ العسكريةِ وتنفيذِ المزيدِ من العملياتِ النوعيةِ ضدَّ كافةِ الأهداف المعاديةِ؛ دفاعاً عنِ اليمنِ العزيزِ؛ وتأكيداً على الموقفِ المساندِ للشعبِ الفلسطيني” وأن “عملياتِ القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ في البحرَينِ الأحمر والعربيِّ لن تتوقفَ حتى يتوقفَ العدوانُ ويرفعَ الحصارُ على قطاعِ غزة”.
ويوجِّهُ هذا التأكيد الرسالةَ الأبرزَ للعدو وهي أن هدَفَه المتمثلَ في إيقاف التحَرّك اليمني المساند لغزة، مستحيلُ التحقّق، وأن مواصلة العدوان على غزةَ واليمن سيقابَلُ بالمزيد من العمليات التي يقرُّ الأمريكيون أنفسُهم بأنها غيرُ مسبوقةٍ في التأريخ؛ وهو ما يعني أن اليمنَ يتحكَّمُ بزمام المواجهة.
صحيفة المسيرة