السيد القائد يؤكد على أهمية السعي والحرص على التقوى

 

أطل السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله في المحاضرة الرمضانية الثانية لهذا العام 1445هـ، وركز فيها على التقوى، وأهميتها ومؤكداً على أنها هي الثمرة التربوية لفريضة الصيام، وأن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بيَّن لنا كثيراً في القرآن الكريم عن أهمية التقوى، وعن حاجتنا إليها، ويبين السيد القائد أن السعي للتقوى، والحرص على التقوى، والاهتمام بأمر التقوى هي مسألةٌ فطريةٌ لدى الإنسان، كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” عن الإنسان: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ}، وأننا نحتاج إلى هداية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”، وإلى الإيمان الواعي، الذي يتحقق لنا من خلاله التقوى، مع هداية الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى”.

وأشار السيد القائد في المحاضرة إلى أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” رسم لنا في توجيهاته، وتعليماته، وأوامره، ونواهيه، ما يمثل وقايةً لنا في الدنيا، وفي الآخرة، وأكد أن ما ينقص المسلمين مع انتمائهم للإسلام هو التقوى، وأن لهذا النقص أثرٌ خطيرٌ على حياتهم، في كل شؤونهم: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، وغير ذلك، ولذلك ندرك من خلال التأمل في آيات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم الأهمية الكبيرة لمعالجة هذا النقص، والسعي لتلافي هذا النقص.

ولفت السيد القائد إلى أن التقوى ذات أهمية كبيرة للإنسان، وحاجة ضرورية للإنسان، والبديل عنها هو ما يقع فيه الإنسان من الشقاء، والعذاب، والهوان، والخزي، والمصائب، والشرور، 

وحذر السيد القائد من إخلال الإنسان في هذه الدنيا بالتقوى، وأن العواقب والعقوبات في الآخرة رهيبة جداً، وفظيعة وشديدة للغاية، لا تقتصر عند شرور ومصائب هذه الحياة، بل أنها تمتد إلى عالم الآخرة بشكلٍ رهيبٍ جداً يفوق تخيل الإنسان.

ولذلك يجدد السيد القائد التأكيد أن الإيمان بالآخرة، واليقين بالآخرة، من أهم ما يساعد الإنسان على التزام التقوى في هذه الحياة، والاستقامة في هذه الحياة؛ لأن الإنسان يدرك أنَّ مستوى العقوبات والعواقب خطيرة جداً على الإخلال بالتقوى، ومهولة، ورهيبة، وليست فقط في ما قد يصيب الإنسان في هذه الحياة من شرور، ومن آلام، ومن مخاطر، ومن أضرار، ومن مصائب، بل أكبر بكثير، رهيبةٌ جداً، فهذا يمثِّل حافزاً له على الاستقامة في هذه الدنيا.

ومن قول الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} يبين السيد القائد أن من أوصاف المتقين أنهم وصلوا في مستوى إيمانهم بالآخرة إلى درجة اليقين الذي له أثره الكبير على الإنسان، وأن الإنسان بحاجة إلى هذا الإيمان، وهذا اليقين، وبحاجة إلى الاستحضار؛ وذلك لأننا في واقعنا كأمةٍ مسلمة نقر في إيماننا بالآخرة، إيمان إقرار، نحتاج أولاً إلى أن يكون إيمان يقين، وإيمان راسخ، ووعي، وبصيرة.

وينتقل السيد القائد إلى يوم القيامة وأهواله، ويؤكد أنه ينبغي أن يلتفت الإنسان إليه، ويتعلق به، وأن عالم الآخرة، ويوم القيامة، ليس مجهولاً، بل أتى الحديث عن تفاصيله الكثيرة جداً في القرآن الكريم، وعن مراحله، مرحلةً بعد مرحلة، وبحديثٍ تفصيليٍ عجيب، وأن عالم الآخرة مرتبطٌ ومترابطٌ مع عالم الدنيا، وأن الإنسان مخلوق لحياتين، الحياة الأولى، والحياة الآخرة، وبينهما فاصلٌ قصيرٌ جداً، هو الموت.

ويشير السيد القائد إلى أن الحديث عن عالم الآخرة أتى في القرآن الكريم بعناوين مهمة جداً تبيِّن رهبة وعِظَم ذلك المستقبل الآتي حتماً.

ويؤكد السيد القائد أن في مقدمة ما ينبغي أن نعرفه عن القيامة، وعن أهوالها أنها قريبةٌ جداً، وأنها بالنسبة لنا في هذا العصر أقرب من أيِّ زمنٍ قد مضى، وأننا على مقربةٍ- فعلاً- من قيام الساعة، ومن نهاية المرحلة الأولى من الوجود، ومجيء المرحلة الثانية في عالم الآخرة، وهذا ما أكَّده الله في القرآن الكريم؛ ولذلك ختمت رسالات الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” بخاتم النبيين، وسيِّد المرسلين محمد بن عبد الله “صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ”، فكان ختام الأنبياء، وكانت رسالة الله إليه هي نهاية الرسالات، وختام الرسالات؛ لأن البشر على مقربة من القيامة، من الحساب والجزاء.

 

قد يعجبك ايضا