مهما تكن التحديات.. تبقى فلسطين هي المحور والمعيار

مهما كانت حجم المشاكل، والأحداث، والمؤامرات، والتحديات، والأخطار… كُلّ أشكال المؤامرات يجب أن لا تبعدنا، وأن لا تستغرق كُلّ اهتمامنا؛ فتغيب عن ذهنيتنا وعن اهتمامنا وعن توجُّهنا قضايانا الرئيسية، وفي مقدمتها القضية التي هي أُمُّ القضايا، وأكبر القضايا، وأهم القضايا، فلسطين، الأقصى الشريف، الخطر الإسرائيلي، وأن تكون كُلّ المؤامرات محسوبة ضمناً ضمن هذا المشروع الهدام التدميري لضرب الأُمَّة، ولذلك يجب أن تصر الأُمَّة وأن تتمسك الشعوب بهذه القضية وعياً، وما أَهَمّ الوعي، ومسؤوليةً، وَتحركاً عملياً على كُلّ المستويات: إعلامياً، على المستوى الإعلامي، ثقافياً، على المستوى الثقافي، وفي المناهج المدرسية والنشاط التثقيفي، وتعزيز روح العداء والسخط؛ لأنهم يريدون أن يقدموا العدو الإسرائيلي كصديق، يجب تعزيز روح العداء والسخط بشكل مستمر، تفعيل المقاطعة في مواجهة التطبيع، المقاطعة على كُلّ المستويات، الدعم لحركات المقاومة وللشعب الفلسطيني، وأن تجعل الأُمَّة من هذه القضية الجوهرية منطلقاً في استراتيجيتها، في برامجها العملية، في منطلقاتها وخططها العملية.

ثم التمسك بمحورية ومعيارية القضية؛ لتبقى هذه القضية هي المعيار، من يوالي إسرائيل، ويقف في صف إسرائيل، ويطبّع مع إسرائيل هو المخطئ، هو المنحرف، من يعادي إسرائيل ويتحرك ضد إسرائيل هو المصيب، معيار حق؛ لأنها قضية مجمع على أنها قضية عادلة، القضية الفلسطينية مجمع على أنها قضية عادلة، الأقصى الشريف كمُقّدس، المُقّدسات في فلسطين بشكلٍ عام، ثم مظلومية الشعب الفلسطيني، والاقتطاع للأرض الفلسطينية قضية عادلة بالإجماع، فتكون قضية محورية.

وتعزيز الاتجاه النهضوي للأُمَّة، هذا شيء مهم؛ لِأَن الصراع مع إسرائيل صراع شامل، ويجب أن تتجه الأُمَّة على نحوٍ شامل، لتبني نفسها على كُلّ المستويات: علمياً، ثقافياً، صناعياً، اقتصادياً، بشكلٍ عام، ثم على كُلّ المستويات.

وشعبنا اليمني العزيز بحكم هويته، بإيمانه، بأخلاقه، بقيمه، يجب ألا يكترث ولا يبالي بالآخرين الذين يحاولون أن يجعلوا من موقفه الأصيل والمبدئي والقيمي والأخلاقي والإنساني ذنباً عليه، شعبنا اليمني من الطبيعي أن يكون قبل غيره من الشعوب حتى، أن يكون هو أول شعب في الدنيا يعادي إسرائيل، هذه قضية طبيعية لو حصلت، وعداؤه لإسرائيل هو عداء راسخ ليس طارئاً، إنما تنامى ضمن إطار عملي، ضمن تحرك عملي، وبقي ثابتاً في مرحلة حدثت فيها متغيرات لدى آخرين، وانحرافات لدى آخرين.

فهذا التوجه الإيجابي المبدئي الصادق من شعبنا اليمني في عدائه لإسرائيل، في موقفه تجاه القضية الفلسطينية، ونصرته للشعب الفلسطيني، في تأييده ووقوفه مع حركات المقاومة، سواءً حزب الله، أو حركات المقاومة في فلسطين، هذا الموقف هو موقف ثابت ومبدئي، لن يصدنا عنها أحد كشعبٍ يمني، ولن نكترث للآخرين، مهما قالوا، مهما كان حجم ضجيجهم وصراخهم لن نكترث لذلك أبداً، هم يقولون عن هذا التوجه أنه تعبير عن النفوذ الإيراني، انعكاس للنفوذ الإيراني، هذا كذب، هذا افتراء، هذا موقف مبدئي يُحسب لإيران شرفاً، فخراً، عزاً، وفاءاً، صدقاً، كرامةً، مبدئيةً، أنها تقف هذا الموقف، ولكن موقفنا ليس عبارة عن تأثر بالنفوذ الإيراني، هذا إيماننا كشعبٍ يمني، هذا مبدؤنا كشعبٍ يمني، هذه قيمنا كشعبٍ يمني، هذه أخلاقنا كشعبٍ يمنيٍ مسلم، لنا هذه المبادئ، لنا هذه الأخلاق، إيران يُحسَبُ لها ذلك، ولكن أنتم فعلاً تحسنون إلى إيران من حيث تظنون أنكم تسيئون؛ لأنكم تجعلون أي تحرك إيجابي في هذه الأُمَّة، صادق في هذه الأُمَّة، واعٍ لهذه الأُمَّة إنما هو تأثرٌ بها، هذا إحسان إلى إيران، تمجيد لإيران من حيث تظنون أنكم أسأتم.

ونحن في مسارنا هذا بشعارنا (شعار البراءة من أمريكا وإٍسرائيل)، وهتافنا المشهور بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية التي نتبناها، ندعوا إليها، نحرّض عليها، نحث عليها بالليل وبالنهار، بثقافتنا القرآنية، بوفاء شعبنا لمبادئه، ولأمته، ولشعب فلسطين، ولمُقّدساته، نحن على هذا التوجه، لن نحيد عنه أبداً، لن يصدنا عنه أحد، لا الصادون، ولا المكذبون، ولا المرجفون، ولا المطبّلون، ولا أياً كان… ومهما قالوا عنا، لدينا ما نقول عنهم، من يغضب علينا، من ينبزنا بالألقاب، من يتهمنا، من يعلي صوته بالضجيج والصراخ والانتقادات والصياح، ويستهدفنا عسكرياً وأمنياً لهذا الموقف، لهذا التوجه، نقول له: أنت أيضاً، لدينا ما نقول عنك، أنت إٍسرائيلي الهوى، أنت صهيوني الولاء، لماذا تغضب لصالح إسرائيل؟ لماذا تُعادي من يعادي إسرائيل؟ لماذا تغتاظ من أي صوت حُر في هذه الأُمَّة؟ أنت لدينا ما نقول عنك، أنت في الموقف الخطأ والموقف المشبوه، أنت من يجب أن تراجع كُلَّ حساباتك، نحن يمنيون مسلمون عرب، لنا هذا الموقف المبدئي.

 

السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي

 

كلمة السيد القائد بمناسبة يوم القدس العالمي الخميس 25-9-1437ه 30-يونيو-2016م

 

قد يعجبك ايضا